الأمير سلمان يفتتح مهرجان الإعاقة الأول: 68 ألف معاق يقدم لهم 80.8 مليون دولار

TT

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، ونيابة عن ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز، افتتح أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز أمس في العاصمة السعودية، المهرجان الأول للاعاقة، الذي تنظمه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وأشاد وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي النملة في كلمته، بالجهود التي تبذلها الحكومة والقطاع الأهلي في مجال خدمة المعاقين، كما شكر الشخصيات المكرمة في الحفل.

وتم في الحفل تكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات والجمعيات الرائدة في دعم ورعاية البرامج الموجهة للمعوقين، وسلمت لهم دروع وشهادات تقديرية قدمتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تكريماً لهم وعرفاناً بجهودهم في هذا المجال. وشمل التكريم كلاً من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز لجهوده الرائدة في مجال خدمة المعوقين، والأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز لجهوده المحلية والدولية في مساعدة المكفوفين، والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز لجهوده ودعمه المتواصل للمرضى المعوقين، والأميرة سارة الفيصل بن عبد العزيز رئيسة جمعية النهضة النسائية في الرياض لجهودها في دعم مدارس النهضة للتعليم الخاص، والأميرة فهدة بنت سعود بن عبد العزيز رئيسة الجمعية الفيصلية في جدة لجهودها في دعم مركز جدة للتوحد، والأميرة نورة بنت محمد رئيسة جمعية الجنوب النسائية لدعمها إنشاء مركز إيوائي لرعاية المعوقين في أبها، والدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي لاسهاماته الرائدة في إنشاء أول جمعية خيرية لرعاية المعوقين في المملكة، والفريق أول متقاعد عبد الله البصيلي، والشيخين عبد العزيز وعبد الله ابني عبد المحسن التويجري، والأستاذ عبد العزيز بن محمد المشعل لقيامهم ببناء مراكز للتأهيل الشامل للمعوقين على حسابهم الخاص.

والشيخ ناصر العامر الرميح وأبنائه من بعده لبنائه مركز التأهيل بمستشفى العناية التأهيلية مع التأثيث والتجهيز، وشركة إبراهيم بن عبد الله الجفالي وإخوانه لجهودها في دعم مركز العون في جدة، ومدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الانسانية، وجمعية الأطفال المعوقين والجمعية الخيرية لرعاية وتأهيل المعوقين في المنطقة الشرقية، والجمعية الخيرية لرعاية المعوقين في عنيزة، وجمعية سيهات الخيرية في المنطقة الشرقية، وجمعية البر للخدمات الاجتماعية في أملج لافتتاحها مركزاً لايواء شديدي الاعاقة.

كما قدم مجموعة من الأطفال المعاقين وصلة إنشادية، ويصاحب المهرجان معرض تضمن عرضا للمنسوجات والمصنوعات الخشبية والكهربائية والزخارف واللوحات الفنية التي قام بإعدادها المعاقون، ويشارك فيه الشركات والمؤسسات والجمعيات التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى عدد من مراكز أبحاث الاعاقة.

والمهرجان يقام تحت شعار «لنجعل من الاعاقة انطلاقة»، ويتناول عددا من المحاور منها التعريف بالاعاقة، وأنواعها، وأسبابها، وطرق التعامل معها، ووسائل الوقاية منها، وكيفية التعامل نفسيا واجتماعيا مع المعاقين، إلى جانب السعي لايجاد بيئة صحية واجتماعية مناسبة، تقدم من خلالها خدمات تأهيلية متخصصة ومجدية للمعاقين والعاجزين، ويناقش وسائل الاكتشاف والتدخل المبكر للاعاقات، وأثر ذلك في علاجها والحد منها ومن مضاعفاتها، إضافة إلى بحث إيجاد قاعدة بيانات المعاقين بوصفها الوسيلة الأفضل التي يتم من خلالها تحقيق الشمولية والتركيز في الرعاية والتأهيل، وسيتطرق المهرجان إلى الجهود التطوعية، ومشاركة المجتمع في مجال رعاية المعاقين وتأهيلهم، إضافة إلى عرض جهود الدولة في سبيل تطوير الخدمات المقدمة للمعاقين، والارتقاء بها بدءا من التوعية والتثقيف والارشاد، ووصولا إلى إنشاء المراكز الايوائية التي تستقبل شديدي الاعاقة، ويبلغ عددها 26 مركزا منتشرة في مختلف المناطق السعودية وتؤوي أكثر من 6500 معاق ومعاقة، إلى جانب 12 مركزا وقسما للتأهيل المهني ومؤسستين لرعاية الأطفال المشلولين، والمراكز الحكومية والأهلية والخيرية التي تساند الوزارة في جهودها في هذا المجال، ومن هذه المراكز 9 مراكز للرعاية النهارية، و8 مراكز تابعة للجان الأهلية بمراكز الخدمة والتنمية الاجتماعية، و27 مركزا للرعاية النهارية يتولى تشغيلها القطاع الخاص. ويبلغ ما تنفقه السعودية على المعاقين ما يزيد على 388 مليون ريال سنويا (80.8 مليون دولار)، خلافا للجهود المبذولة في خدمة المعاقين من قبل القطاعين العام والخاص ومن قبل الجهات الخيرية بوصفها روافد تدعم الجهود المنتظرة من المجلس الأعلى لشؤون المعاقين، الذي تتطلع وزارة الشؤون الاجتماعية إلى تشكيله وفقا لنظام رعاية المعاقين الصادر بمرسوم ملكي، والذي نص على إنشائه من جميع القطاعات المعنية بخدمات المعاقين ورعايتهم وتأهيلهم وتعليمهم وتدريبهم.

، بحيث تعمل المؤسسات الحكومية والخيرية والأهلية على حد سواء تحت مظلة المجلس وفق الأهداف المرسومة له.

وتجدر الاشارة إلى أن الحكومة السعودية سنت في السابق جملة من القوانين لحماية حقوق المعاق، ومنها توفير العمل له في القطاع الحكومي والخاص، أو تقديم معونة مالية قدرها 50 ألف ريال (13.3 ألف دولار) مساعدة للمعاق للقيام بمشروعه الخاص.

كما تصرف للمعاقين وأسرهم إعانات مالية، إضافة إلى تكلفة العلاج و الأدوية، وتحويل سيارات المعاقين للتناسب مع احتياجاتهم، والأجهزة التعويضية والمعينات السمعية والبصرية، وتم تعديل المباني الحكومية، والتعليمية، ومرافق الخدمات، والحدائق والمتنزهات بما يلائم حركة المعاق، وتوفير الفصول الدراسية الخاصة والمدارس، وتسهيل دخولهم إلى الجامعات ومؤسسات التدريب الفني والمهني. وللاعاقة أشكال عديدة، منها الاعاقات الجسمية، والحسية، والعقلية، والنمائية والاجتماعية، وتنتج هذه الاعاقات عن أسباب مختلفة منها ما يحدث أثناء الحمل مثل الأمراض الوراثية والمعدية، أو التعرض إلى إشعاعات أو تسمم الحمل، وأمراض المشيمة والاصابات التي تعاني منها الأم، ومن العوامل التي تؤدي إلى الاعاقة بعد الولادة إصابات المولود في الرأس أو التعرض لنزيف المخ أو الاختناق، إضافة إلى نقص السكريات في دم الجنين، كما تعد حوادث السير والحروب الأبرز في أسباب الاصابة بالاعاقة.