وزير التربية السعودي لرؤساء أقسام التربية الإسلامية:لا نريد المدرسين الذين يملأون عقول الناشئة بالشذوذات

محمد الرشيد: يجب تنشئة الطالب على المرونة والتفتح الذهني وتقبل الآخر

TT

دعا الدكتور محمد الرشيد وزير التربية والتعليم السعودي رؤساء اقسام الدراسات الاسلامية في ادارات تعليم مناطق المملكة الى ضرورة تطوير طرق تدريس التربية الاسلامية، مشيرا الى ان المسؤولين عن التعليم بجميع مراحلة هم الحاضنون لاجيال المستقبل والمناهج الهادفة والخيرة هي التي تغرس الافكار والقناعات في الاذهان الغضة والنفوس البريئة لما فيه خير الامة وصلاحها كما وان الخلل في التعليم سبب رئيسي لأي انحراف فكري واخلاقي أو عجز عن العمل والمشاركة.

وقال في كلمة القاها امس امام مسؤولي اقسام التربية الاسلامية في السعودية: اننا نلتقي في ظروف حرجة تمر بها البلاد اقحم فيها الاسلام في ممارسات بعيدة عن روحه ومصادمة لتعاليمه اساءت الى سمعته وسمعة المنتسبين اليه على يد شرذمة قليلة لفها الجهل والانحراف وانطماس البصيرة.

ودعا الى «عدم التشدد في مسائل الفروع التي يرد فيها خلاف بين الفقهاء والاخذ بالتيسير مستندين الى سماحة ديننا الاصيلة». واضاف «يجب ان ينشأ الطالب على اساس صحيح من التفتح الذهني والمرونة الفكرية والقدرة على تقبل وجود الاخر والعيش معه والعمل الى جواره خاصة وقد اصبحت هذه من الضرورات اللازمة لحياتنا في طورها الحالي فنحن لا نستطيع العيش في عزلة عن الدنيا ونحن بحاجة الى تطوير بلادنا وتحديثها والى خبرات طاقات من العالم كله وابنائنا يسافرون الى كل اركان الارض طلبا للعلم او الرزق او الراحة او غير ذلك من الاغراض». وقال «اننا لا نريد من بعض معلمينا ان يستغلوا صغر سن النشئة وقلة علمهم وبراءتهم فيملأون عقولهم بشذوذات ما انزل الله بها من سلطان ويوغرون صدورهم حتى على اقرب الناس اليهم. كما اننا لن نقبل وجود معلمين ومعلمات ومشرفين ومشرفات ومديرين ومديرات لا يسعون الى تطبيق الاسلام في صورته السمحة».

واضاف الرشيد «كان هناك محاولات سابقة قد جرت لتطوير اساليب تعليم العلوم الشرعية ومناهجها في التعليم العام السعودي ولكنها لم تحقق كامل الاهداف المرجوة منها لان النجاح كما قال وزير التربية «يقاس بمقدار مايتحقق في السلوك والمعاملة» أي تطبيق العلم لا الاكتفاء بمجرد المعرفة». وشدد على ضرورة ايصال هدف التعليم في اعداد انسان صالح مؤمن بربه مطيع لولاة الامر مدركا حقوق وطنه عليه.

وانتقد الرشيد قلة عناية المعلمين والمعلمات بجانب تزكية النفس وعدم التركيز الكافي على الاخلاق والتطبيق وهو الامر الذي يجب الاهتمام به كثيرا. اذ ان الازمات انما تنشأ نتيجة الفصل بين التربية وبين قواعد الاخلاق واصولها.

وشدد على ضرورة سؤال اهل العلم عن حاجة أي من المعلمين الى بيان أي جانب. واضاف الى ان «بلادنا تزخر بمئات الالوف من المقيمين من مسلمين وغير مسلمين دخلوها بأمان من حكومتها وللاسلام احكامه الاساسية في معاملة غير المسلمين ولا يجوز ان يغفل المعلمون والمعلمات ذلك في التدريس ولا ان تغفل «مناهج الدين» عن اعداد الطالب للواقع الذي سيقابلة في كل يوم».

جاء ذلك خلال اللقاء الثالث لرؤساء اقسام التربية الاسلامية بادارات تعليم المملكة الذي عقد في جدة امس ويستمر لمدة ثلاثة ايام طرح خلاله اوراق عمل متنوعة منها ورقة عمل بعنوان «الحوار وحاجتنا اليه» تناول فيه المحاضر عبد المجيد الزهراني اهمية الحوار وضرورة اشاعته في المجتمع التربوي وتطوير واستحداث اساليب جديدة تعزز قيم الحوار وتحديد وابراز دور الاشراف التربوي في تفعيل مجالس الحوار.

كما طرحت ورقة عمل اخرى دور مشرف التربية الاسلامية في رعاية السلوك وبحثت الورقة الجانب الخلقي السلوكي وضرورة الاعتناء به والدور المناط باساتذة ومشرفي التربية الاسلامية بهذا الخصوص.