واشنطن: القائمة الأصلية بمسؤولي نظام صدام المطلوبين فقدت أهميتها بعد اعتقال أو قتل 42 منهم

عزة الدوري ونجله أحمد وابن خال الرئيس المخلوع عبد اللطيف طلفاح يظلون في صدارة المستهدفين للاشتباه بدورهم المهم في الهجمات

TT

ذكرت مصادر استخبارات عسكرية ان 13 شخصا من القائمة الاميركية الاصلية الـ 55 من مسؤولي النظام العراقي السابق المطلوبين والمنشورة صورهم على «اوراق لعب» لم يعتقلوا بعد، وان القوات الاميركية تركز بطريقة متزايدة الان على قائمة جديدة من الافراد الذين يعتقد انهم يلعبون دورا اكثر نشاطا في الهجمات على قوات «التحالف».

ولاعداد هذه القوائم طورت الوحدات العسكرية الاميركية والحلفاء قواعد معلومات الكترونية، يجري تجديدها بمعلومات بعد كل تفجير ومواجهة واعتقال اي مشتبه فيهم وعلى ضوء المعلومات المقدمة من السكان المحليين. وكانت الاستخبارات الاميركية قد اعدت اوراق اللعب قبل غزو العراق في مارس (آذار) الماضي، وتضم صور واسماء 55 شخصية ابدت القوات الاميركية اهتماما بالقبض عليهم وفي مقدمتهم صدام حسين. وكانت القوات الاميركية التي دخلت العراق تحمل ايضا قائمة سوداء تضم اسماء مئات من قيادات الصف الثاني بالاضافة الى قائمة رمادية اكبر، وهي تضم اسماء «اشخاص لهم اهمية» ـ مطلوب التحقيق معهم.

ولم يجر تجديد هذه القوائم وفقدت اهميتها تدريجيا امام الهجمات، حسبما نقلت وكالة اسوشييتد برس عن مسؤول عسكري اميركي كبير. وقال المسؤول ومقره بغداد «من الواضح ان القائمة السوداء تضم بعض الاشخاص الذين نبدي اهتماما بهم حتى في ظل التمرد الحالي». واوضح ان هناك العديد في تلك القائمة الذين هم «اقل خطرا، واقل اهمية واهميتهم هامشية».

وفي تكريت مسقط رأس صدام حسين ذكر الكولونيل ستيفن راسل من الفرقة الرابعة مشاة ان الفرقة شكلت مجموعتها الخاصة من المرشدين وقواعد المعلومات التي اصبحت اكثر فائدة من قوائم وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الخاصة بأنصار النظام السابق. واضاف راسل «اذا كنت تسأل عما اذا كانت عمليتنا تنطلق من القمة الى القاعدة، فوجهة نظري، وهي وجهة نظر محدودة من تكريت، هي ان معلوماتنا تنطلق من القاعدة الى القمة بالتعاون مع قوات العمليات الخاصة محليا». من جهته، قال الكولونيل كين ديفان ضابط الاستخبارات الاول في الفرقة الاولى المدرعة التابعة للجيش التي تسيطر على بغداد ان قائمة وكالة الاستخبارات المركزية القديمة كانت «نقطة الانطلاق» للقبض على كبار المسؤولين في حزب البعث، ولا سيما هؤلاء الذين يعتقد انهم ارتكبوا او اصدروا الاوامر بارتكاب فظائع او الذين لديهم معلومات عن الاسلحة غير التقليدية. وبما انه تم القبض على العديد من هؤلاء الهاربين، فقد قدمت نتائج التحقيق معهم معلومات لوضع قوائم اخرى للهاربين والقبض عليهم.

كما اعدت الفرقة الـ82 المحمولة جوا التي تحتل المناطق السنية غرب بغداد، قائمة معلومات خاصة بهم لمنفذي الهجمات المشتبه فيهم الذين يقودون 15 خلية تعمل في محافظة الانبار، التي تضم مدينتي الفلوجة والرمادي. وذكر محلل استخباري في مقر الفرقة في الرمادي للوكالة شريطة عدم الافصاح عن هويته «اعدنا ترتيب اولوية 45 شخصا نعتبرهم في صدارة قائمة المستهدفين». ومن بين هؤلاء من ترد اسماؤهم في القائمة الاصلية وفي مقدمتهم عزة ابراهيم الدوري وابنه احمد وهاني وعبد اللطيف طلفاح التكريتي، ويعتقد انهم يلعبون دورا في حرب العصابات ضد قوات الاحتلال الاميركية، طبقا لما ذكره المسؤولون الاميركيون.

تجدر الاشارة الى انه كان للدوري (رقم 6 في القائمة) وطلفاح (رقم 7) دور في جهاز الامن قبل الحرب. وقد اشار المقبوض عليهم خلال التحقيق معهم ان الدوري وابنه احمد يلعبان دورا تنظيميا ولكن يبدو ان الاب مريض. غير ان بعض المحللين يعترضون على وجهة النظر القائلة بأن الدوري يلعب دورا في التمرد، واشاروا الى انه مشغول بتجنب القبض عليه.

وقد اثبتت قائمة استخبارية اخرى اهمية خاصة، وهي قوائم فرق الجيش المعروفة باسم «القوائم البيضاء» من المرشدين ومصادر الاستخبارات البشرية الاخرى. فقد قدم المرشدون معلومات تضاف الى قواعد المعلومات الخاصة بالهاربين والاستخبارات المستخدمة في الغارات وعمليات القبض عليهم. واعرب ديفان عن تردده في مناقشة اية معلومات عن القوائم البيضاء التابعة للفرقة الاولى المدرعة خوفا من تعرض «الاشخاص الجيدين» الى الخطر. ومع اعتقال او قتل الهاربين، فإن القوائم المركزية القديمة تفقد اهميتها.