كتاب أميركي جديد يفسر أحداث العراق على ضوء ما جاء في الكتاب المسيحي المقدس

TT

صدور كتب اميركية دينية فيها تفسيرات معاصرة للكتاب المسيحي المقدس (العهد القديم والعهد الجديد) ليس شيئا جديدا، وخاصة بعد تأسيس دولة اسرائيل، التي ترى كثير من هذه الكتب انه دليل على «بداية النهاية»، لأن العهد القديم يقول ان تأسيس اسرائيل سيكون خطوة اولى نحو عودة المسيح.

لكن كتابا صدر اخيرا في اميركا بعنوان «ما بعد العراق» يعتبر جديدا لسببين على الاقل; الاول: لأنه يربط بين تأسيس اسرائيل واحداث العراق، لان العهد الجديد يقول ايضا ان حاكما من العراق سوف يغزو اسرائيل ويحتلها، ثم يعود المسيح. والسبب الثاني هو ان مؤلف الكتاب سياسي اقرب منه الى رجل دين، وتربطه صلات وثيقة مع بات روبرتسون، الذي ترشح في الماضي لرئاسة الجمهورية، ومع غاري فولويل، زعيم منظمة «مورال ماجوريتي» (الاغلبية الاخلاقية). ومؤلف الكتاب ايضا صديق قوي لاسرائيل، وكتب عنها كثيرا في الصحف الاميركية والاسرائيلية.

وحتى قبل غزو العراق بسنوات، وخلال العشر سنوات الاخيرة على الاقل، انتشرت في اميركا كتب سيناريوهات «نهاية العالم»، وهي قصص جذابة وخيالية، وتعتمد على ما جاء في العهد الجديد. وبلغت مبيعات هذه القصص ارقاما قياسية. ويعتقد ان من اسباب ذلك تمركز القوات الاميركية في الشرق الاوسط (لأول مرة في تاريخ اميركا) والانتفاضة الفلسطينية (التي اقنعت كثيرا من الاميركيين بان اسرائيل لن تقدر على فرض نفسها على العرب). وربما التشابه بين مثل هذه الاحداث ونبوءة العهد الجديد هو الذي اثار اهتمام الاميركيين بمثل هذه القصص.

وكتاب «ما بعد العراق» يقول ان احتلال اميركا للعراق ليس الا تحقيقا لهذه النبوءة، وان الخطوة التالية سوف تكون اعتراف العراق باسرائيل، وتحقيق سلام دائم بينهما، وان ذلك سوف يتحقق بفضل ضغوط اميركية على العراق (الكتاب يتوقع وجود قواعد عسكرية اميركية، ونفوذ اميركي، في العراق لفترة طويلة) وبسبب اغراءات اميركية لاسرائيل (بأن اميركا قضت نهائيا على الخطر الرئيسي عليها، وهو الخطر العراقي).

لكن الكتاب يتوقع الا يستمر السلام بين العراق واسرائيل لفترة طويلة، وان حاكما قويا وجبارا سوف يظهر في العراق، ويلغي اتفاقية السلام مع اسرائيل، ويغزوها، ويحتلها، ويدمر المعبد اليهودي، ويقتل اليهود، ويخلق فوضى في الشرق الاوسط. وسوف تكون هذه التطورات من علامات عودة المسيح.

لكن الكتاب يتعمد عدم ذكر بقية نبوءة العهد الجديد، وهي ان المسيح سيقتل اليهود، ايضا، ويجبر ما تبقى منهم على اعتناق المسيحية. وطبعا لا يريد مؤلف الكتاب اغضاب اصدقائه اليهود، وكأنه يعتقد ان اليهود لا يعرفون ما يقول العهد الجديد عنهم. ولا يعرفون ان اكثر الكتب القصصية انتشارا في اميركا في الوقت الحاضر هي قصص «نهاية العالم».