محمد بحر العلوم: على السنة ألا يخافوا على مستقبلهم السياسي في العراق

TT

النجف (العراق) ـ رويترز: اكد رجل دين شيعي عراقي بارز اول من امس انه يتعين على الاقلية السنية في البلاد الا تخاف على مستقبلها السياسي في عراق ما بعد الحرب بعد ان كانت تتمتع بقدر هائل من السلطة والامتيازات في ظل حكم صدام حسين.

وقال محمد بحر العلوم عضو مجلس الحكم العراقي الذي انشأته الولايات المتحدة ان السنة قد يفقدون الوضع الذي كانوا يتمتعون به في السابق على حساب الشيعة، الا انه اكد بانهم سيعاملون بعدل. واضاف: ان مخاوف السنة لا اساس لها، والشيعة لم يستولوا على مكاسب الآخرين. واعرب عن امله في ان يحصل كل مواطن على حقوقة من دون سلب حقوق الآخرين. واضاف بحر العلوم انه يجب رفض الطائفية والنظر الى الاشياء بشكل شامل من دون الاستسلام للخوف. واوضح ان الشيعة يمثلون 60 في المائة من سكان العراق، الا ان السنة ما زالوا يسيطرون على الجيش والشرطة والحكومة. ويأمل المحتلون الاميركيون في حدوث انتقال سياسي هادئ في العراق الذي حالت فيه قبضة حكم صدام حسين الحديدية من اندلاع الاضطرابات الطائفية. وحكم المسلمون السنة العراق لقرون تحت الحكم العثماني والبريطاني وكانوا يشكلون قاعدة الحكم الاساسية لنظام حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. والسنة الآن محبطون بسبب التأثير المتصاعد لرجال الدين الشيعة الذين تساندهم واشنطن منذ سقوط نظام صدام حسين في ابريل (نيسان) الماضي. وقال بحر العلوم الذي عاد الى العراق بعد ان فر منها هربا من الاضطهاد عام 1969 «ان السنة قد يفقدون السلطة في حكم ديمقراطي مستمد من الاسلام يتوقع ان يشكل اساس الدستور في فترة بعد صدام». واتفقت المعارضة العراقية السابقة التي تضم احزابا علمانية في لندن قبل الغزو الاميركي للعراق في مارس (آذار) الماضي على ان يكون الاسلام اساسا لدستور عراقي.

وقال بحر العلوم، وهو والد وزير النفط العراقي الذي عينته الادارة الاميركية، «ان كتاب الله يحمل كل معاني الكرامة والانسانية. ليس هناك تعارضا بين الاسلام والديمقراطية».

وتتركز هجمات المناوئين التي قتلت الى الآن 208 جنود اميركيين منذ اعلان انتهاء المعارك الرئيسية في الاول من مايو (ايار) الماضي، في المناطق السنية في غرب وشمال بغداد. ووضعت خطط سياسية اميركية لمواجهة الهجمات والتفجيرات ضد اهداف غربية في العراق.

ويقول عراقيون ان الاستقرار لن يكون ممكنا ما لم يرض السنة والشيعة والاكراد عن المناخ السياسي الجديد. ويتهم الاميركيون الموالين لصدام حسين والاصوليين الاجانب الذين ينتمون الى جماعات مثل تنظيم «القاعدة»، بالقيام باعمال العنف التي تمسك بتلابيب البلاد.

وقلل بحر العلوم من اهمية تنظيم «القاعدة». وقال ان اعضاء «القاعدة» «متطفلون ويريدون ان ينشروا افكارهم المتخلفة في بلدنا صاحب الحضارة وليس لهم في العراق موطئ قدم». واضاف بحر العلوم قائلا «نحن نعرف مصلحتنا. اذا كانوا يهدفون الى مهاجمة الاميركيين فمن الافضل ان يذهبوا الى تحرير فلسطين التي يتعاون الاميركيون والاسرائيليون على اغتصابها».