خدام: لا قناعة لدى واشنطن وتل أبيب باستعداد دمشق لقبول الشروط الإسرائيلية

TT

قال نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ان ليس لدى واشنطن وتل ابيب قناعة بأن سورية مستعدة للقبول بالشروط الاسرائيلية وان المشلكة ليست عندها بل عند الاسرائيليين واتهم نائب الرئيس السوري محمد زهير مشارقة اسرائيل بممارسة ارهاب الدولة، وبأنها تشكل اخطر بؤرة للارهاب في العالم وتعرض الامن والسلام الدوليين للخطر، محملا اياها مسؤولية تعثر العملية السلمية في المنطقة، ومطالبا الادارة الاميركية بامتلاك الرؤية الواضحة لعملية السلام وامتلاك الادوات المناسبة لنجاحها.

كلام خدام جاء عقب لقائه وفدا من ثلاثة وسبعين مثقفا عراقيا في العاصمة السورية دمشق امس. ومما قاله خدام للصحافيين: «ان سورية قدمت منذ اشهر مبادرة الى مجلس الامن الدولي لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل وقبل ان تظهر المبادرة الليبية الاخيرة و... سنتابع هذه المبادرة وهناك اتفاق بيننا وبين الدول العربية على متابعتها داخل مجلس الامن وخارجه».

وعقّب نائب الرئيس السوري على دعوة وزير الخارجية الاميركي سورية للخروج من الحفرة بقوله: «اعتقد ان الجميع يعرف من هو في الحفرة الآن».

وسألت «الشرق الأوسط» نائب الرئيس السوري عن انباء تعرض نقطة اليعربية الحدودية بين سورية والعراق امس لقصف صاروخي اميركي فأجاب بأن ليس لديه معلومات حول هذه المسألة.

وعما تردد عن ان واشنطن نصحت تل ابيب بعدم الشروع في مفاوضات مع سورية، ما لم تقبل دمشق بالشروط الاميركية والاسرائيلية قال خدام: «لم نسمع هذا الكلام، وليست لدى الاميركان والاسرائيليين قناعة بأن سورية مستعدة للقبول بالشروط الاسرائيلية» واضاف: «لدينا سياسة واضحة، نحن نريد تنفيذ قرارات مجلس الامن ونريد احترام الشرعية الدولية، والمشكلة ليست عندنا بل عند الاسرائيليين».

وعن طبيعة اللقاء مع الوفد العراقي الذي يرأسه منصور عبد العزيز الحديثي، وهو الرابع من نوعه الذي يلتقيه في هذه الآونة، وكان قد وصل الى دمشق بعد ايام قلائل من زيارة وفد مجلس الحكم الانتقالي برئاسة عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس لها قال خدام: «تعلق اللقاء بالحديث عن الوضع العربي والوضع العراقي، واطلعنا من اشقائنا في العراق على ما يجري هناك وعلى تمسكهم الشديد باستقلال العراق وسيادته وتحرره من الاحتلال».

اما كلام مشارقة فجاء إبان افتتاحه امس الاجتماع السنوي لقيادات احزاب الجبهة الوطنية التقدمية «الائتلاف السياسي الحاكم في البلاد»، مجددا حرص سورية على وحدة العراق ارضا وشعبا، وعلى ان يسترد حريته واستقلاله وسيادته الوطنية، وان يتمكن الشعب العراقي من بناء عراق حر ديمقراطي بارادة شعبية حرة.

ودعا الامم المتحدة لأن تلعب دورا اساسيا فاعلا يؤدي لانسحاب قوات الاحتلال من العراق وفق جدول زمني محدد، يتسلم بعدها الشعب العراقي مقاليد اموره وتصريف شؤونه ومعالجة قضاياه من حيث وضع دستور يحقق آماله وتطلعاته وجعل العراق يستعيد دوره في محيطه العربي ومكانته على الساحة الاقليمية.

من جهة ثانية طالب مشارقة الولايات المتحدة بالقيام بدور حيادي ونزيه وموضوعي لتبلغ عملية السلام غاياتها، كما طالب الادارة الاميركية بامتلاك الرؤية الواضحة لعملية السلام، وامتلاك الادوات المناسبة لنجاح هذه العملية.

في غضون ذلك رأى مصدر اعلامي سوري ان اعلان الادارة الاميركية ان الجدار العنصري الذي تقيمه اسرائيل لا يتعارض مع «خريطة الطريق» شجع شارون اكثر فأكثر على تفنيذ جرائمه الجديدة ووضع في يد اسرائيل هامشا واسعا للمناورة والتنصل من الاقرار بالحقوق الفلسطينية وفرض املاءاتها السياسية والسيادية والعسكرية على الجانب الفلسطيني. ورأى المصدر السوري ان سياسة تل ابيب تشكل خرقا للامن والسلام الدوليين لانها تنتهك حقوق الشعوب التي تتعرض للعدوان والاحتلال، ما يستدعي من الامم المتحدة اتخاذ الاجراءات الرادعة ضد اسرائيل وسياستها الارهابية الدموية.