الجزائر: الكشف عن شريط فيديو يظهر بقايا مختفين تورطت في خطفهم وقتلهم فرق دفاع أنشأتها الحكومة

TT

كشف ناشط في مجال حقوق الإنسان أمس عن وجود مقبرة جماعية بولاية غليزان الواقعة في غرب الجزائر، تحتوي على بقايا عظام ورفات أشخاص تعرضوا للخطف القسري بين سنتي 1994 و1997.

ونظم حاج اسماعيل مندوب الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في غليزان، مؤتمرا صحافيا بمقر الرابطة في العاصمة الجزائرية أوضح فيه من خلال شريط فيديو أن حوالي مائتي شخص خطفوا من بيوتهم ليلاً وتعرضوا للتصفية الجسدية. ويتهم اسماعيل رئيس احدى الميليشيات المسلحة في غليزان وستون من أعوانه بالوقوف وراء عمليات الخطف تلك. يشار الى ان الجيش الجزائري كان اشرف غداة إلغاء الانتخابات البرلمانية التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ عام 1992، على تأسيس مجموعات من المسلحين المدنيين سميت «فرق الدفاع الذاتي»، بغرض مواجهة اعتداءات الجماعات المسلحة على سكان القرى.

وأظهر شريط الفيديو، صورا لبقايا عظام شخص يرتدي ملابس بالية، قال اسماعيل إن الأمطار جرفتها. وقد أخذت هذه الصور يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في سيدي امحمد بن عودة بولاية غليزان، وهي منطقة نائية تحيط بها الجبال وتبعد عن أقرب مركز حضري عدة كيلومترات. وتنتمي العظام، حسب اسماعيل الى تاجر يدعى سعيدان الحاج عابد اختفى منذ سنة 1996. وتعرف ابن الضحية، الذي حضر المؤتمر الصحافي، على العباءة البيضاء التي كان يرتديها والده وعلى القداحة التي كان يستعملها.

وشهد المؤتمر الصحافي لحظات تراجيدية عندما أجهش بالبكاء رجل في الستين من عمره بعدما رأى فريقا مسلحا يخطف ولديه سنة 1996. وقد وجه هذا الاتهام ايضاً شاب في الثلاثين من العمر الى رئيس احدى الميليشيات المسلحة في غليزان حيث اختُطف والده عام 1995 وهو رجل دين معروف بالمنطقة ويبلغ من العمر 75 سنة ووجد بعدها بأيام جثة مشوهة.

وقال المحامي علي يحيى عبد النور رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، لـ«الشرق الأوسط» ان «السلطات الأمنية تدعي أن التصفية الجسدية للمئات من المختطفين، كانت نتيجة تطاحن الجماعات الإسلامية المسلحة فيما بينها، وهذا غير صحيح لأن أهالي المختطفين تعرفوا على الخاطفين الذين يتمتعون حاليا بكامل حريتهم». وأكد عبد النور وجود 7302 حالة اختفاء قسري، بينما ذكر المحامي رشيد قسنطيني رئيس لجنة ترقية حقوق الإنسان الحكومية في وقت سابق، ان العدد لا يتجاوز أربعة آلاف مختطف «معظمهم التحق بالجماعات المسلحة في الجبال ولقي حتفه في اشتباكات مع الجيش النظامي»، حسبما اضاف قسنطيني.