مقاتلو دارفور يزعمون مقتل أكثر من 500 جندي حكومي وإسقاط طائرتين

TT

قال مقاتلو دارفور الذين يخوضون معارك في غرب السودان، انهم حققوا انتصارات كبيرة ضد قوات الحكومة، في بلدة «كلبس» التي تبعد 10 كلم عن الحدود التشادية، وانهم قتلوا نحو 500 جندي من قوات الحكومة واسقطوا طائرتين، في معركة استمرت يومين.

وأكد بيان أصدرته القوات المسلحة الحكومية أمس ان عددا من الجنود سقطوا بين قتيل وجريح في معركة «شرسة» بينما كانوا يصدون، هجوما شنه «قطاع الطرق» لكن البيان لم يكشف عن حجم الخسائر. وقال حسن ابراهيم مانديلا الناطق باسم حركة تحرير السودان في دارفور لـ«الشرق الأوسط»، ان قواتهم استولت على 37 آلية عسكرية، وفقدوا «6 من الشهداء». ونفى مانديلا ان تكون حركة العدالة والمساواة وهي جماعة اخرى تقود عمليات مسلحة في دارفور، شاركت في معركة امس على «كلبس». وقال ان «حركة العدل خاضت معركة فاشلة على المدينة نفسها (كلبس) يوم الخميس الماضي، لكن قواتنا قامت امس بهجوم على المدينة»، واوضح انهم «استولوا على المدينة لكنهم لاينوون البقاء فيها حتى المساء (امس)». ونفى وجود اي قوات مشتركة او تنسيق مع قوات العدل. وكانت قوات العدل والمساواة اعلنت امس ان «مقاتلين نصبوا كمينا لقوة تتراوح بين 4 الى 5 الاف من القوات الحكومية ورجال الميليشيات، كانت تتقدم صوب بلدة تخضع لسيطرتهم (كلبس) قرب الحدود التشادية. وقال محمد بشر أحمد الأمين العام للحركة لوكالة رويترز «قتلنا 621 منهم واسقطنا طائرتي هليكوبتر. وفر كثيرون منهم عبر الحدود الى تشاد». وأضاف ان 27 من قواتهم لقوا حتفهم في المعركة التي بدأت في 25 ديسمبر (كانون الاول) قرب بلدة «كلبس». وأضاف ان المعركة كانت هجوما مشتركا للحركة وجيش تحرير السودان.

وقال مراقبون زاروا دارفور مؤخرا انهم شاهدوا الكثير من القوات الحكومية وطائرات هليكوبتر حربية مضيفين ان هناك أدلة واضحة على حشد عسكري في المنطقة. وقالوا ان السفر خارج البلدات الرئيسية متعذر مما يجعل من الصعب التحقق من الهجمات التي ترد تقارير عنها. وتقدر الأمم المتحدة عدد المشردين بسبب الحرب بأكثر من 600 ألف، وحذرت من أزمة انسانية وشيكة هناك.

وفي الخرطوم أعلن الجيش السوداني انه صد امس الهجوم الذي تعرضت له مدينة «كلبس» في دارفور، وهو الهجوم الثاني من نوعه على المدينة خلال يومين والثالث خلال عشرة ايام، فى وقت انهى مبعوث من الرئيس عمر البشير زيارة قصيرة الى تشاد المجاورة سلم خلالها رسالة من الاخير الى الرئيس التشادي ادريس دبي حول الاوضاع المتفجرة في دارفوروالعلاقات الثنائية. رافق مبعوث البشير د. التجاني فضيل وزير الدولة بوزارة الخارجية اللواء عبد الكريم عبد الله مدير المخابرات رئيس الوفد الحكومي للمفاوضات مع مقاتلي دارفور. وجددت الحكومة اتهامها الى حزب المؤتمر الشعبى المعارض بزعامة الدكتور حسن الترابي بالضلوع في احداث دارفور الدامية «واشعال نار الفتنة هناك».

وقال بيان صادر امس عن القوات المسلحة السودانية ان مدينة «كلبس» تعرضت الى محاولة هجومية «يائسة أخرى قامت بها عصابات النهب والتخريب بغرب دارفور». واضاف البيان ان «القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبي ردت كيد المعتدين على أعقابهم وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات»، وزاد ان «المتمردين خلفوا وراءهم بعد فرارهم قتلاهم وجرحاهم وأسراهم، إضافة الى معظم عتادهم من الأسلحة والذخائر والمركبات». ووصف البيان مقاتلي دارفور بأنهم «مأجورون وعملاء يخدمون أهدافاً أجنبية معادية لاستقرار وأمن ووحدة السودان.. ويستغلون البسطاء والجهلاء لتحقيق أهداف من ورائهم» التي وصفها البيان بأنها مستحيلة التحقيق.

وقال ابراهيم احمد عمرالأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ان «هناك اسماء عرفت بعضويتها الى المؤتمر الشعبي ضالعة في تأجيج الصراع في دارفور». واضاف في تصريحات ان «قضية دارفور استغلت سياسيا وانها لا تشبه مشكلة جنوب السودان». ويستهل اليوم وفد رفيع المستوى من حزب المؤتمر الوطني الحاكم زيارة إلى دارفور بولاية غرب دارفور في اطار مساعي الحكومة لمعالجة الأوضاع الأمنية. يرأس الوفد الحاج عطا المنان الأمين العام للمؤتمر بولاية الخرطوم رئيس اللجنة السياسية المكلفة من الحزب الحاكم بمعالجة مشكلة دارفور. ويضم الدكتور مجذوب الخليفة وزير الزراعة والشريف احمد بدر وزير الاستثمار. وقال حسن برقو مسؤول دائرة وسط افريقيا بالحزب الحاكم ان الوفد سيعمل على ترميم النسيج الاجتماعي بالولايات الغربية وتقييم ومعالجة الاوضاع الأمنية والسياسية.