«الشرق الأوسط» وسط أسر الضحايا المصريين قبيل رحلتهم إلى شرم الشيخ: الحزن يخيم على الوجوه وآمال صغيرة في وجود أحياء

TT

اكتظت صالة السفر بمطار القاهرة الدولي أمس بأسر ضحايا طاقم الطائرة المصرية المنكوبة الذين كانوا يستعدون للسفر الى شرم الشيخ للتعرف على جثث ذويهم. وتحولت الصالة الى مأتم كبير بكى الآباء والأمهات فيه على فقدان أبنائهم في مشهد مأساوي رهيب وحزين، «الشرق الأوسط» التقت بعض أسر الضحايا الذين تحدثوا بصعوبة عن صدمتهم.

وكانت الطائرة قد تعطل موعد اقلاعها المقرر في الخامسة من مساء أمس نحو الساعتين بسبب تعليمات من وزير الطيران المدني أحمد شفيق بانزال حوالي عشرين صحافيا مصريا من الطائرة كانوا مرافقين لأسر الضحايا، ونزولا على رغبة أهالي الضحايا تم السماح للصحافيين بمرافقتهم في رحلتهم.

وخيمت مشاعر الأسى والحزن والعويل على وجوه أسر الضحايا، وقال تامر مصطفى عسكر، ابن المهندس مصطفى عسكر الذي لقي مصرعه على الطائرة المنكوبة، ان والده بدأ عمله منذ 17 عاما بمصر للطيران كمهندس جوي ثم التحق بالعمل بشركة الطيران الكويتية لمدة 20 عاما، ثم التحق مؤخرا بشركة «فلاش» للعمل كمهندس صيانة وسافر في رحلتها العادية. واضاف انه علم بالخبر من التلفزيون. وتهدج صوته بالبكاء وهو يقول: «يا رب يكون والدي من الأحياء».

أما ستوتة أنور والدة المضيفة نيرمين محمد، فقالت وهي تبكي: ابنتي خريجة كلية التجارة والتحقت بالعمل بالضيافة بشركة فلاش منذ 6 سنوات، وهي أصغر بناتي وعلمت بنبأ سقوط الطائرة من خلال زوجها الذي يعمل بنفس الشركة، وكان قد سافر لفرنسا وعلم بالنبأ من هناك. واضافت انه اتصل بها من باريس للتأكد من صحة النبأ وعلى الفور قامت بالاتصال بالشركة التي أكدت صحة الخبر «وطلبوا منا التوجه للمطار للسفر لشرم الشيخ للتعرف على جثث ذوينا».

وقال عصام محمد عفت عم المضيف عمرو محمد عفت: ان عمرو يبلغ من العمر 26 عاما وعقد قرانه منذ 20 يوما ويعمل بالشركة منذ عام وعلمنا بالنبأ من التلفزيون، وعمرو هو العائل الوحيد لأسرته وله أخت واحدة وعندما علمت والدته بالنبأ أصيبت بانهيار تام وبارتفاع في ضغط الدم مما لا يسمح بسفرها، وأخذ يتمتم بالدعاء بصوت يملؤه الحزن.

وبأسى يقول محمد شفيق محمود حنفي قائد الطائرة الاحتياطي: أخي هو الثالث بين اشقائه الأربعة وهو يعمل بالشركة منذ عامين وكان ضابط شرطة وقدم استقالته وحصل على شهادة الطيران منذ عام 2000 ومتزوج حديثا وزوجته حامل في شهرين وعلمنا بالنبأ من الشركة.

ويقول عبد الله الشافعي عم عمرو الشافعي مساعد الكابتن والبالغ من العمر «25 سنة» من محافظة القليوبية: عمرو وحيد أسرته ولهول الصدمة لم تستطع والدته السفر معنا، فقد انهارت فور وصولها لمطار القاهرة واصيبت بحالة هيستيرية.

وأضاف أن والدة عمرو ظلت حتى بعد الحادث تطلبه على تليفونه المحمول على أمل ان يرد عليها وأخذت تهذي «عمرو سباح ماهر ويستطيع ان ينقذ نفسه».

وقال الدكتور خالد القليوبي، ابن خالة الكابتن ايهاب عبد العزيز، والدموع تنهمر منه: ان ايهاب انسان طيب القلب يحب كل الناس ويحبه الجميع، وأكد ان فقدانه صدمة كبيرة وكانت مفاجأة مفجعة لأسرته، الكابتن ايهاب أب لطفلين أحدهما عمره 11عاما والآخر 9 سنوات، وان والدته انهارت عندما سمعت الخبر المشؤوم وفقدت الوعي ولم تصدق ما حدث ولم تتمكن زوجته من الحضور حيث اصيبت هي الأخرى بانهيار شديد وفقدان وعي.

وأضاف: الكابتن عبد العزيز يعمل طيارا منذ 15 عاما وانه كان من المقرر ان يطير بالطائرة من مطار شرم الشيخ الى مطار شارل ديجول لكن القدر كان أسبق وكانت الرحلة هي الأخيرة له، ليموت بعيدا عن اسرته.

وقالت احدى قريبات بيكنيام محسن رئيسة طاقم الضيافة، ان بيكنيام انسانة طيبة القلب، رقيقة المشاعر وتحب عملها بشدة وكانت قد حدثتهم قبيل رحلة العودة من شرم الشيخ وطلبت منهم الدعاء لها بالتوفيق وكأن قلبها كان يشعر بحدوث شيء ولكن لم نتوقع هذه الكارثة المفجعة.