أعضاء حزب البعث العراقي يواجهون المصير بين الاجتثاث الكامل والمصالحة الوطنية

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: بعد القاء القبض على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لا يزال مصير مئات الالاف من الكوادر البعثية غامضا، فالسادة الجدد في بغداد يدعون الى اجتثاث ايديولوجية ورموز البعث بشكل كامل لكنهم في الوقت نفسه يتحدثون عن المصالحة الوطنية.

ويقر المسؤولون العراقيون بان المناخ المتوتر يزيد الوضع تعقيدا، فبالنسبة لعدد كبير من الشيعة والاكراد يرمز البعث الى ثلاثة عقود من الجرائم والهيمنة والانتهاكات. لذلك لا يشعر البعثيون اليوم في العراق بانهم موضع ترحيب.

وقتل مسؤولون سابقون في البعث في العديد من المدن اثر اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين في 13 ديسمبر (كانون الاول) على يد الاميركيين، فقد قتل المسؤول السابق للبعث في منطقة النجف علي عبد الله الدليمي رميا بالرصاص على يد جموع غاضبة في الكوفة. وكان المسؤول السابق قد شارك في عمليات قمع الانتفاضة الشيعية عام 1991 وبعد يومين، تعرض مسؤولان سابقان اخران لهجمات مماثلة في المدينة نفسها.

وفي كركوك، قتل صدام اسماعيل محمد مسؤول التحقيقات في النظام السابق. وفي الموصل قتل الجنرال في الحرس الجمهوري السابق وليد صالح القصار الذي شارك في العمليات ضد كردستان العراق عام 1988 والتي قتل خلالها خمسة الاف كردي في حلبجة بالسلاح الكيماوي. يقول عادل عبد المهدي الرجل الثاني في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق «نعارض كليا اعمال الانتقام ونحاول اقناع الناس بان العدالة لا تؤخذ باليد. نقول لهم انه يعود الى المحاكم ان تعاقب المجرمين». وكان هذا الحزب الشيعي بزعامة عبد العزيز الحكيم قد تعرض لموجة من عمليات القتل نسبت الى بعثيين ويرد عبد الهادي هذه الاعتداءات الى «الدور الرئيسي الذي يؤديه المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في إعمار الدولة الجديدة».

وتحدث عضو شيعي في مجلس الحكم العراقي، هو عز الدين سليم عن «حرب حقيقية بين البعثيين السابقين وحزب الحكيم الذي يدعو الى اجتثاث البعث بشكل كامل».

وقد شكل مجلس الحكم الانتقالي لجنة لاجتثاث البعث تعمل على إبعاد اي شخص كانت له مسؤوليات في النظام السابق عن الهيئات العليا للدولة الجديدة.

ويقول ابراهيم الجعفري زعيم حزب الدعوة «ان اركان النظام السابق لا يمكن ان يصبحوا اركان الدولة الجديدة»، مبررا ابعاد المسؤولين الكبار في الدولة عن مناصبهم وحل الجيش العراقي. غير انه اضاف ان الاعضاء العاديين في البعث او المؤيدين له هم «ضحايا» و«يستحقون الصفح»، مشيرا الى انه يدعو داخل مجلس الحكم الى العمل من اجل المصالحة بين العراقيين.

ويقول احمد الجلبي العضو في مجلس الحكم «لا نريد الانتقام، نريد المسامحة والمصالحة ولكن ليس المصالحة مع حزب البعث المجرم وايديولوجيته».

وقال الجعفري «التيار البعثي ليس له مكان في الخارطة السياسية الجديدة في العراق» مؤكدا انه «لا يحظى باي شعبية».

ويدعو هؤلاء المسؤولون العراقيون الى المحاكمة السريعة للبعثيين المسؤولين عن ارتكاب جرائم من اجل تهدئة النفوس وفتح صفحة جديدة. ويقول الجعفري «البعثي الذي قتل يجب ان يحاكم».

ويقول عز الدين سليم «كلما كانت محاكمة المجرمين سريعة، كانت المصالحة اسهل». ويضيف الجعفري في الاتجاه نفسه ان «حزب البعث العراقي اقرب الى النازية منه الى القومية العربية».