مصادر مصرية وفلسطينية: واشنطن ستوفد قريبا مبعوثا إلى المنطقة لمعاودة نشاطها في السلام

TT

قالت مصادر مصرية وفلسطينية في العاصمة المصرية «الشرق الأوسط»، ان القاهرة حققت نجاحا نسبيا في إقناع إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش بمعاودة تركيز جهودها من اجل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط واستئناف المفاوضات المجمدة منذ ثلاثة أعوام بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية.

وأوضحت المصادر أن هذا النجاح يتعلق بدعم واشنطن لجهود مصر الرامية إل التوصل إلى هدنة جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. مشيرة إلى أنها أخطرت القاهرة رسميا بعزمها إيفاد مسؤول أميركي رفيع المستوى إلى إسرائيل لعقد محادثات مع رئيس وزرائها ارييل شارون تتمحور حول الضمانات التي يتعين على الحكومة الإسرائيلية تقديمها لإنجاح أية محاولة مصرية للوساطة.

ويأتي هذا التطور وسط تكهنات غير رسمية عن وجود اتصالات مصرية- أميركية لترتيب زيارة رسمية للرئيس المصري حسنى مبارك للولايات المتحدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة لإجراء محادثات مع الرئيس بوش وكبار مساعديه حول الأوضاع الراهنة في العراق وفلسطين المحتلة. ويتزامن هذا التطور ايضا مع الاعلان عن دعوة مصرية لوزيري الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم لزيارة القاهرة ووسط تسارع وتيرة الاتصالات والتحركات المصرية الرامية إلى الإبقاء على قنوات حوار مفتوحة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وممثلي الفصائل الفلسطينية التي ما تزال تعارض هدنة جدية كذلك مع الحكومة الاسرائيلية.

ويبدأ بعد غد وفد مصري رفيع المستوى يرأسه اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، زيارة عمل مهمة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للقاء مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين بهدف إعطاء دفعة معنوية للمساعي المصرية الهادفة إلي الحيلولة دون تدهور الأوضاع الأمنية والعسكرية وتصاعد التوتر.

وقال مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» إن محادثات الوفد المصري تستهدف منع قوات الاحتلال الإسرائيلية من مواصلة عملياتها القمعية ضد سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما حملتها في مدينة نابلس. واضاف المصدر ان مهمة الوفد تتعلق باستكشاف إمكانية قيام مصر مجددا بتوجيه الدعوة إلى قادة وممثلي 12 فصيلا فلسطينيا للمشاركة في جولة جديدة من الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة منذ اكثر من عام، بهدف إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وإقناع مختلف الفصائل الفلسطينية بتفويض السلطة الفلسطينية في إدارة عملية التفاوض السلمية مع حكومة ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي.

لكن مصادر في حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» اعتبرت في تصريحات لـ «الشرق الأوسط»، انه لا مجال حاليا للبحث في خطة جديدة لوقف العنف المتبادل في الأراضي المحتلة ما لم تعلن حكومة شارون عن تقديم ضمانات محددة تتعهد بموجبها بوقف مطاردتها للكوادر السياسية والأمنية للمنظمات الفلسطينية وتعيد سحب ونشر القوات الإسرائيلية إلى مواقعها التي كانت عليها قبل 28 سبتمبر( أيلول) عام 2000 .

وتقول مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى ان القاهرة تريد الحصول على رد فلسطيني رسمي بشأن عدد من المقترحات المصرية لإقناع الإدارة الأميركية بعدم تجاهل طبيعة الأوضاع الراهنة في الأراضي المحتلة تحسبا من استغلال ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي انشغال واشنطن بالتحضير للحملة الانتخابية لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي، ويقوم بتصعيد الموقف العسكري والأمني في الداخل الفلسطيني.