عمرو الشافعي مساعد قائد الطائرة عمره 25 عاما ووحيد والديه ولا يهوى سوى الطيران

TT

من بين ضحايا طائرة شرم الشيخ المنكوبة 13 مصريا لقوا حتفهم وهم طاقم الطائرة الذي طار بها من روما الى شرم الشيخ وكان يستقلها عائدا إلى القاهرة، وطاقم الطائرة التى قادها قبل سقوطها، اضافة الى الطيار اشرف عبد الحميد، 51 عاما، الذي كان يقضي اجازته السنوية في شرم الشيخ واستقل الطائرة عائدا الى القاهرة لان طاقم الطائرة المنكوبة من اصدقائه. ورغم مرور اكثر من 12 ساعة منذ سقوط الطائرة حتى كتابة هذا التقرير فإن اسر الضحايا المصريين يرفضون تصديق انباء وفاة ذويهم ويتشبثون بأمل العثور عليهم أحياء. وفي مقر الشركة مالكة الطائرة المنكوبة بضاحية مصر الجديدة تجمع اقارب الضحايا وهم في حالة ذهول بينما انهارت والدة مساعد قائد الطائرة عمرو الشافعي، 25 عاما، وهي تصرخ «فقدت وحيدي الذي كان يهوى الطيران ليل نهار».

وقالت ان نجلها هاتفها قبل ساعات من اقلاع الطائرة، طالبا منها ان تنتظره في مطار القاهرة وأن تعد له وجبات الطعام التي يحبها. وكانت والدة عمرو الشافعي اكثر اهالي الضحايا انهيارا اذ ظلت تصرخ «وحيدي وابني وشقيقي وكل حياتي ضاع».

اسرة عمرو الشافعي واقاربه لم يصدقوا خبر وفاته، وأصر عشرة منهم على السفر الى شرم الشيخ على متن طائرة خاصة وفرتها الشركة مالكة الطائرة المنكوبة لنقل اهالي الضحايا المصريين من القاهرة الى شرم الشيخ، ومن بينهم خطيبة عمرو وهى لا تزال تتمسك بالامل في العثور حيا على خطيبها. وباستثناء الطيار اشرف عبد الحميد فان معظم طاقم الطائرة من الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 23 و30 عاما.

وفي الاسكندرية، خاصة منطقة المنشية وسوق راتب الشهيرة، سادت حالة من الحزن الشديد بين ابناء المنطقة بسبب تلقيهم نبأ وفاة ابنة شارعهم غادة فتحي المضيفة الجوية التي كانت ضمن طاقم الطائرة. وتجمع اهالي الشارع من اصحاب المحلات في محل الحاج فتحي محمود والد غادة منذ الصباح من اجل الوقوف معه ومواساته في حادث وفاة ابنته.

الحاج فتحى قال لـ«الشرق الأوسط» ان غادة هي الثالثة بين ابنائه وعددهم ثلاثة وتبلغ من العمر 22 عاما وتخرجت في كلية الآداب جامعة الاسكندرية قسم تاريخ منذ 3 اعوام والتحقت بالعمل كمضيفة جوية في الشركة صاحبة الطائرة منذ عام ونصف العام وتعمل 5 ايام في الاسبوع وتأتي للاسكندرية يومين اجازة. وقال والحزن يملأ عينيه نصحتها مرات عديدة بترك هذه المهنة الخطرة لكنها كانت تصر على عملها لانها تحب هذا العمل وهي ليست في حاجة للمال لأنني مبسوط والحمد لله. واشار الى انه علم بنبأ الطائرة من التلفزيون «في بداية الامر عندما سمعت الخبر انتابني الشك، وقلت انها ليست طائرة غادة، لكن بعد ذلك اتصلت بي الشركة التي تعمل بها واخبرتني ان غادة كانت ضمن طاقم الطائرة التي تحطمت امام ساحل شرم الشيخ».

وارسل الحاج فتحي شقيقة غادة التى تعمل طبيبة وشقيقها الى القاهرة منذ صباح امس حيث طلبت الشركة حضور اسرتها لنقلهم من القاهرة على متن طائرة لشرم الشيخ.

و اضاف الحاج محمود ان غادة كانت تحرص على محادثته هاتفيا الساعة التاسعة مساء اثناء وجودها في العمل وآخر مرة سمع صوتها الساعة التاسعة مساء الجمعة الماضي أي قبل الحادث بساعات حيث اخبرته انها موجودة في القاهرة وسوف تسافر على متن الطائرة في الصباح الى فرنسا. وقال اهالي الشارع من اصحاب المحلات الذين تجمعوا في محل والد غادة وهو محل للادوات المنزلية ان الخبر نزل عليهم كالصاعقة ولم يصدقوا حتى الآن ما حدث.

وفي مدينة الحوامدية جنوب القاهرة تجمع اهل المدينة الريفية في منزل محمد جمال امين احد مضيفي الطائرة المنكوبة حول والده الذي يبلغ من العمر 82 عاما، وقال شقيقة ان احمد تخرج من كلية السياحة والفنادق وعمره 37 عاما وهو اكبر اخوتي وكان يساعد العائلة في مصروفات الحياة. وتعيش الاسرة في مساكن شعبية بالحوامدية لكن بمساعدة نجلها احمد استطاعت الاسرة شراء منزل خاص على اطراف المدينة. وتحدثت اسرة عمرو عفت احد الضحايا وهو مضيف عمره 26 سنة خريج سياحة وفنادق بأسى شديد، و قال حسام احمد زوج شقيقته انه كان رجلا بمعنى الكلمة وقد التحق بشركة «فلاش ايرلاين» قبل عام واحد فقط، وما يزيد من المأساة أنه عقد قرانه قبل عشرين يوما فقط من الكارثة وان زفافه على عروسه كان من المفترض ان يتم قبل عيد الاضحى المقبل، وقد اختطفه الموت قبل ان يفرح بعروسه.

وقال خاله يوسف محمد عثمان لقد فقدت برحيل عمرو احد ابنائي فقد كان رجل الاسرة بعد وفاة والده قبل ثلاث سنوات فقط وكان معتمدا على نفسه وكافح طويلا من اجل رعاية الاسرة بعد والده، وقال عمه مهندس عصام محمد يحيى حزني على رحيل عمرو اكبر من رحيل شقيقي واتمنى ان يخيب الله ظنوننا ويكون عمرو احد الناجين.