أفغانستان: أجواء تفاؤل بتذليل الخلافات الفئوية في مجلس «اللويا جيرغا»

TT

اعرب كل من الرئيس الافغاني المؤقت حميد كرزاي والرئيس السابق صبغة الله مجددي، أمس في العاصمة كابل، عن تفاؤلهما بقرب تذليل ما تبقى من عقبات كانت تعترض الاتفاق على دستور جديد لأفغانستان. وذهب مجددي، الذي كان أول رئيس للبلاد بعد تحريرها من الاحتلال السوفياتي، الى حد القول ان الفضائل والفئات المشاركة في المجلس الشوروي الموسع «اللويا جيرغا» انجزت 99% من الاتفاق بعد ثلاثة اسابيع من الخلافات والمطالب المتناقضة. وأكد مجددي في تصريحات صحافية ان الحسم متوقع خلال ساعات قليلة. وكان كرزاي ـ الذي ينتمي الى الباشتون، أكبر الجماعات العرقية الأفغانية ـ قد أكد أمس ايضاً ان «اللويا جيرغا» تجاوز خطر اقدام ممثلي الأقليات العرقية وبالذات الأوزبك على مقاطعة المجلس، وبالتالي اجهاض جهود اعداد الدستور المفضي الى تثبيت الصيغة المتوخاة للسلطة المستقبلية في البلاد.

الجدير بالذكر ان المجلس الموسع والمكون من 502 من مندوبي القبائل والأقليات الأفغانية عقد منذ ثلاثة اسابيع في حرم احد المعاهد العلمية بكابل. وكما توقع كثيرون طال الجدل بين المندوبين الذين كان عليهم التوافق على الأطر الكفيلة بتمثيل جماعاتهم وحفظ حقوقها ومصالحها ولكن تحت مظلة دولة واحدة ذات سيادة وحكومة مركزية قوية يطالب بها كرزاي.

وللعلم بين أهم نقاط الخلاف التي ظهرت خلال المداولات حقوق الاقليات بما فيها اللغة، والتناقض بين اولويات تياري الاسلاميين والتحديثيين الموالين للغرب، واصرار عدد من المندوبين المناهضين لتزايد النفوذ الأميركي على ضرورة الا يكون رجال السلطة المقبلة من حملة جنسيتين في محاولة لقطع الطريق على تولي من كان يعيش في الخارج ويحمل جنسية اجنبية من تبوء مناصب قيادية. ومما يذكر ان وزير المالية الحالي أشرف غني الموظف السابق في البنك الدولي ووزير الداخلية علي أحمد جلالي الموظف سابقاً في اذاعة «صوت أميركا» عاشا لفترة طويلة في الولايات المتحدة.

وكان مندوبو الاقليات العرقية الرئيسية من التاجيك والهزارة والأوزبك قد قاطعوا التصويت داخل «االلويا جيرغا» على أحدث التعديلات على مسودة الاتفاق، مما اقتضى اجراء مناقشات عاجلة معهم شارك فيها مفاوضون اميركيون ودوليون، وامكن بعدها تحقيق تقدم والتوافق على عدد من النقاط. مع هذا يرى مراقبون أميركيون ودوليون ان عدد من القادة الاقليميين ومندوبيهم يتعمدون رفع سقف مطالبهم طمعاً بحصص أكبر لهم ولجماعاتهم في السلطة المستقبلية. وحيال هذا الوضع أطلقت صفية صديقي الناطقة باسم المجلس تحذيراً لجميع المندوبين بأن يوم السبت (أمس) يجب ان يكون لآخر أيام المناقشات وناشدتهم «الا يسمحوا للأعداء بأن يحتفلوا بفشل اللويا جيرغا. انتم ممثلون اختاركم مواطنوكم ولذا فمستقبل البلاد بأيديكم، وفي ما يخصني اليوم (أمس) يجب ان يكون يوم الحسم».

من ناحية أخرى، مما يزيد الوضع تعقيداً، ان التاجيك والهزارة والأوزبك معاً يتمتعون بثقل سكاني يوازي ثقل الباشتون، كما ان لهم مناطق نفوذ تقليدي اقليمي، وميليشيات سبق له ان كانت في ضفوف «التحالف الشمالي» ضد حكم حركة طالبان التي ينتمي السواد الأعظم من اتباعها الى الباشتون.