6 مرشحين لانتخابات الرئاسة الجورجية وتوقع فوز ساكاشفيلي المدعوم أميركيا

TT

لا أحد يراوده الشك في حتمية فوز ميخائيل ساكاشفيلي في انتخابات الرئاسة التي تجري اليوم في جمهورية جورجيا وخاصة وسط تأييد كبير من جانب الاوساط الاميركية التي اعلنت رسميا وقبل بدء هذه الانتخابات عن تقديم معونة مالية للجمهورية القوقازية السوفياتية سابقا تقدر بـ21 مليون دولار لمواجهة مشاكل المرحلة الانتقالية. وبينما يخوض الانتخابات 6 مرشحين، تظل اليد العليا لمرشح «الثورة» التي أطاحت بالرئيس السابق ادوارد شيفارنادزه، في انقلاب جماهيري «أبيض» أو مخملي على حد وصف القائمين به.

ورغم مقاطعة كل من الجمهوريتين الذاتيتي الحكم اوسيتيا الجنوبية، التي تطالب بالانضمام إلى روسيا، وابخازيا التي سبق وأعلنت في مطلع التسعينيات عن استقلالها من جانب واحد، وتزايد احتمالات التصويت ضد ساكاشفيلي في جمهورية ادجاريا (أيضا ذاتية الحكم)، ترجح كل التوقعات فوز ساكاشفيلي.

الجدير بالذكر ان ساكاشفيلي البالغ من العمر 35 سنة، تلقى دراساته العليا في الولايات المتحدة بفضل احدى منح الكونغرس الاميركي، وهو لا يخفي رغبته تجاه انضمام بلاده إلى كل من حلف شمال الاطلسي (الناتو) والاتحاد الاوروبي. وكان شيفارنادزه اكد دعمه وبارك خطواته عندما عينه وزيرا للعدل في عام 2000، لكن ساكاشفيلي عاد وانقلب عليه مقدما استقالته ومتهما شيفارنادزه وأعضاء فريقه بالفساد. ولعل هذا يدفع الكثيرين في الساحة الجورجية إلى توخي الحذر تجاه ما أعلنه ساكاشفيلي حول انه ينوي فور الاعلان عن فوزه بمنصب الرئاسة الإفراج عن المعتقلين السياسيين من انصار الرئيس الاسبق زفياد غامساخورديا، وان أشار إلى استحالة العفو عن احدهم وهو ايغور جيورجادزه المسؤول الاسبق عن الامن القومي.

والوحيد في جورجيا الذي كان يستطيع ان يكون منافسا حقيقيا لساكاشفيلي اذا سمح له بخوض الانتخابات الرئاسية. واذا كان المراقبون يقولون إن الاجواء العامة في جورجيا تبدو هادئة، فإن ما يقوله اصلان اباشيدزه رئيس ادجاريا يقف على طرفي نقيض من هذه التقديرات. ورغم اعلان الرئيس الادجاري ان جمهوريته الذاتية الحكم تتراجع عن موقفها حول مقاطعة الانتخابات الرئاسية بايعاز من السفير الاميركي ريتشارد مايلز، الذي قال اباشيدزه انه اقنعه بضرورة المشاركة وإن لم يشر إلى مبرراته في هذا السياق، فقد اعرب عن موقف مناهض للقيادة الجورجية الجديدة التي اتهمها بمحاولة اغتياله. وإذا اضفنا إلى ذلك ما يتوقعه مراقبو منظمة الامن والتعاون الاوروبي عن احتمالات عزوف كثيرين في الجمهوريات «المتمردة»، عن المشاركة في الانتخابات وصعوبة الوصول إلى الكثير من المناطق الجبلية، فانه يصبح من المنطقي تناول مخاوف المعارضة من احتمالات العودة إلى الاضطرابات احتجاجا على عدم مشروعية الانتخابات. ومثل هذه الشواهد والوقائع يمكن توقع الكثير من المتاعب التي قد تواجه الاطراف المعنية وصعوبة الحوار حول مستقبل جورجيا، مما يعني عمليا ان الانتخابات الرئاسية قد لا تسفر عن الاستقرار المنشود.