المعشر: حقوق الأردن لدى العراق أكثر من الأرصدة المجمدة لدينا وعلاقاتنا مع دمشق جيدة والملك عبد الله سيزورها قريبا

وزير الخارجية الأردني أكد لـ«الشرق الأوسط» أن عمان لا تريد من ابنتي صدام اطلاق تصريحات سياسية

TT

طالب وزير الخارجية الاردني مروان المعشر باطلاق مبادرات عربية لتحريك عملية السلام على المسار الفلسطيني لأن انهيارها معناه دخول المنطقة في نفق مظلم يهدد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال المعـشر ان المجتمع الدولي في حيرة من امره بسبب عدم تنفيذ خطة «خريطة الطريق». من ناحية ثانية، قال المعشر في حديث لـ «الشرق الاوسط» ان مجلس الحكم العراقي لا يمثل جميع الاطياف العراقية لكن التعامل معه مستمر حتى انتخاب حكومة عراقية، مشدداً على ان دعوته لإنصاف السنة في العراق، ليست دعوة طائفية بقدر ما هي دعوة للاميركيين لعدم تهميشهم بسبب المقاومة في وسط العراق. وأعلن المعشر ان وزارته ستبدأ بتنفيذ برنامج لتدريب بضع عشرات من الدبلوماسيين العراقيين في المعهد الدبلوماسي الاردني اضافة الى برامج تدريب الجيش والشرطة والخطوط الجوية العراقية. وأشار الى أن الحكومة الاردنية لا تريد لابنتي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين اطلاق تصريحات سياسية من عمان مخالفة للأسباب الانسانية التي جاءت بهما الى الاردن.

وعن العلاقة مع سورية قال المعشر انها جيدة وان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني سيزور دمشق قريبا. واكد زيارة نظيره الاسرائيلي سلفان شالوم لعمان خلال هذا الشهر. وفيما يلي نص الحديث:

* يلاحظ تردد في الموقف الاردني تجاه العراق خاصة مجلس الحكم؟

ـ ليس هناك اي تردد. منذ اللحظة الاولى قلنا سنتعامل مع جميع الاطياف السياسية وسنتعامل مع مجلس الحكم بصورة ايجابية، لأن العراق في مرحلة انتقالية يحتاج فيها الى دعم كافة الاشقاء العرب خاصة الاردن الذي هو جاره. ويحتاج الى وقت كلي يستعيد سيادته، مادمنا متفقين على هذا الهدف لابد من التعامل مع كافة الاطياف السياسية في العراق، ولابد من مساعدة العراق على اعادة الاعمار.

* هل انتهت حالة التردد عربياً؟

ـ لا أتحدث عن العرب، مواقف العرب متباينة لكن هناك موقفا عربيا موحدا من خلال الجامعة العربية التي قبلت مجلس الحكم حتى انتخاب حكومة عراقية.

* هل تعترفون الآن بمجلس الحكم؟

ـ هذا الموضوع لم يعالج بصورة مباشرة، هناك من كان يقول ان الاعتراف معناه الاعتراف بسلطة الاحتلال، وهناك من كان يقول يجب الاعتراف به لأنه حقيقة واقعة وليس هناك من جهة اخرى تمثل المرحلة الانتقالية في العراق. لكن الموقف العربي بشكل عام لم يتطرق لهذه المسألة مباشرة لأنها لا تمثل الجوهر، وباعتبارها مرحلة انتقالية.

* لماذا حالة التشدد مع مجلس الحكم؟

ـ نحن لسنا متشددين. نحن نقول ان مجلس الحكم لا يمثل كافة الاطياف السياسية لكنه من دون شك يمثل شريحة واسعة من المجتمع العراقي. ونحن نأمل في أن تـُمثل بعض الشرائح العراقية بصفة اكثر عدلاً ولكن هذا لا يمنع من التعامل الايجابي معه.

* وبسبب عدم التمثيل الكامل، جاءت دعوتكم لإنصاف السنة في العراق؟

ـ هذه ليست دعوة طائفية ولكنها حقيقة. نحن قلنا ان الجانب الاميركي يهمش السنة وقلنا انه بسبب المقاومة في وسط العراق الذي يمثل السنة معظم سكانه، لم يتعامل الاميركيون معهم بما يستحقون. الولايات المتحدة بدأت تدرك ذلك وهناك الآن محاولات جدية لإشراك السنة بطريقة أفضل وهذا من مصلحة العراق.

* ألا يعتبر ذلك تدخلاً في الشؤون الداخلية العراقية؟

ـ لا.. لماذا لا يقال ان عدم اعتراف البعض بمجلس الحكم هو تدخل في الشؤون الداخلية.

* هل مورست عليكم او على اطراف عربية اخرى، ضغوط اميركية للإعتراف بمجلس الحكم؟

ـ لم تمارس اي ضغوط على الاطلاق، هذا موضوع تجاوزناه، ليس المطلوب الآن هو الاعتراف، المهم الآن مساعدة الشعب العراقي للوصول الى استعادة سيادته.

* كانت هناك زيارة لوفد من مجلس الحكم للأردن لكنها أجلت؟

ـ نحن نتعامل مع المجلس دائما. اول رئيس لمجلس الحكم زار الاردن وأعضاء في مجلس الحكم يزورون الاردن ولم تنقطع زيارات المسؤولين. ونحن بصدد ترتيب زيارة لرئيس مجلس الحكم قريباً.

* ماذا ستبحثون معهم؟

ـ هناك العديد من القضايا، لدينا علاقة اقتصادية قوية خاصة مع القطاع الخاص وهناك علاقة نفطية حيث بدأنا في استيراد النفط العراقي، ونصدر أيضاً بعض مشتقاته وهناك موضوع الدين العراقي للاردن الذي نحن بصدد الانتهاء منه. ونعمل حالياً على مساعدة العراق في تدريب الجيش والشرطة والدبلوماسيين في المعهد الدبلوماسي الاردني. و«الملكية الاردنية» تدرب الآن كوادر الخطوط الجوية العراقية للمساعدة على اعادة تشغيل هذه الخطوط.

* برنامج تدريب الدبلوماسيين العراقيين، ما هو حجمه ومدته؟

ـ طلبت وزارة الخارجية العراقية تدريب بعض كوادرها لدينا، وسيشمل التدريب بضع عشرات من الدبلوماسيين العراقيين في هذه المرحلة.

* لماذا لم يكشف حتى الان عن نتائج التحقيق في تفجير السفارة الاردنية في بغداد؟

ـ هناك تقرير أولي ونفضل عدم الخوض في هذه التفاصيل حتى تستكمل كافة نتائج التحقيق.

* هل هناك اتهام لجهة محددة؟

ـ نعم.. هناك اشارات اولية ولكن نحن نريد ان نكون متأكدين من هوية الفاعل قبل اعلان ذلك.

* اطراف عراقية أم خارجية؟

ـ لا أريد الحديث في اي تفصيلات قبل استكمال التحقيق.

* هل تتهمون احمد الجلبي في ذلك؟

ـ مرة اخرى دعنا ننتظر التقرير النهائي.

* لماذا لا يعود السفير الاردني الجديد الى بغداد؟

ـ لا نستطيع الآن ارسال سفير أردني، باعتبار انه لا توجد حكومة عراقية ذات سيادة تمنح هذا السفير اية ميزة دبلوماسية. ونحن بانتظار تلك الحكومة، والى ان يتم ذلك فإن سفارتنا مفتوحة في بغداد، والظروف الامنية لا تتيح ان يكون حجم السفارة كبيراً خاصة بعد حوادث التفجير.

* هل وصل أفراد الجيش العراقي للتدريب.. وما هي تفاصيل هذا البرنامج؟

ـ وصلت الدفعة الاولى من الجيش والشرطة العراقية. وبرنامج تدريب الجيش يشمل بضعة آلاف وليس لدي فكرة عن التكلفة المالية. ويهدف البرنامج الى تأهيل مدربين يقومون بتدريب افراد الجيش العراقي.

* لكن بعض الاطراف العراقية تعتبرها صفقة مالية رابحة للأردن؟

ـ لا شك بأننا نأخذ أموالاً مقابل التدريب. لكن يخطيء مـــن يتحدث عن اموال طائلة ببلايين الدولارات. وهدفنا ليس مالياً ونسعى الى إعادة الاستقرار للعراق الذي هو مهم للأردن والمنطقة ولن يحدث ذلك إلا اذا سيطر العراقيون على الوضع الداخلي.

* هل هناك اطراف غير اردنية تشارك في عمليات التدريب؟

ـ لا شك في أننا قد نحضر مساعدين للتدريب من هنا او هناك، ولكن التدريب يتم باتفاق بين الحكومة الاردنية وقوات التحالف.

* لماذا ترفضون الافراج عن الارصدة العراقية المجمدة في البنوك الاردنية؟

ـ ليس هناك رفض اردني، لكن القرار 1483 ينص على اعادة الاموال الى صندوق التنمية العراقي إلا اذا كانت هناك مطالبات من الدولة المحتجزة أو أفرادها ومؤسساتها، لذا يجب تسوية هذه المطالبات أولاً.. وهذا ما نقوم به، يعني هناك شركات اردنية كانت بصدد تصدير مواد للعراق فجاءت الحرب فوقفت عمليات التصدير. ولهذه الشركات مطالب ونحن ندرس هذه المطالب بشكل دقيق وصارم جداً للتأكد من صحتها. ودعونا الجانب العراقي لمراجعة هذه الحسابات للتأكد منها. وعندما تسدد مطالب الشركات الاردنية سينتهي الموضوع وهذا ما أخّر حسم مسألة الارصدة العراقية. الجزء الآخر ان لدينا مطالب من خلال الدين العراقي الذي تراكم للأردن وهو يختلف عن باقي الديون العراقية في العالم من حيث انه ناتج عن بروتوكول تجاري ومقاصة عبر سنوات الحصار ادت الى تراكمه وبالتالي فهي مبالغ مستحقة يجب دفعها، ولا نعاملها كما يفعل نادي باريس مع باقي الديون. ما قلناه للعراقيين اننا نريد اغلاق الملف من خلال اجراء مقاصة بين الارصدة المجمدة والحقوق الاردنية للأفراد والمؤسسات على العراق وان يتسلم كل طرف حقه.

* ما هو حجم الارصدة العراقية وحجم الدين الاردني على العراق؟

ـ الارصدة العراقية اقل من 500 مليون دولار، وحجم الدين الاردني على العراق بحدود 1.3 مليار دولار.

* إذن انتم بحاجة لأموال اضافية لاسترجاع ديونكم على العراق؟

ـ لا نطلب ان يسدد العراق ديونه الآن، نحن نعرف الظروف. ولكن نحن بصدد اجراء مقاصة على الورق، وجدول التسديد سيحدد من خلال تفاوض مع الحكومة العراقية.

* كيف تنظرون الى اعتقال صدام حسين؟

ـ صدام حسين جزء من النظام السابق الذي طويت صفحته. نحن لا نقف عند صدام حسين، مصيره ملك للشعب العراقي، ولا نضع أنفسنا مزاودين على العراقيين. لسنا من يقرر مصير هذا الشخص والآن نــحن بصدد مستقبل نريد فيه للشعب العراقي ان يستعيد سيادته.

* هل سيسرع اعتقال صدام حسين في استتباب الامن؟

ـ استتباب الامن ليس مرتبطاً بشخص صدام فقط اذ هناك اسباب كثيرة تؤدي لعدم استتباب الامن، وقد يكون صدام احدها لكنه ليس السبب الوحيد. الامن مرتبط مباشرة بوجود عملية سياسية يشعر فيها كل عراقي بأن حقوقه موجودة وبأنه سيــستعيد سيادته على ارضه ومرتبط أيضاً بإعادة بناء القدرات الدفاعية العراقية، ومن يستطيع الحفاظ على أمن العراق هو العراقي نفسه وليس الاجنبي.

* هل طلبتم من ابنتي صدام حسين عدم إطلاق التصريحات؟

ـ نحن قلنا دائماً إن وجود ابنتي صدام حسين في عمان هو لأسباب انسانية وليس سياسية ولا نريد ولا نحبذ ان يكون هناك اي تصريحات يشتم منها اي رائحة سياسية. فنحن لسنا بصدد هذا الموضوع، ونرى ان دعوتهما للأردن جاءت لأسباب انسانية ويجب ان تبقى كذلك.

* هل أبلغتا بهذا الموقف؟

ـ إجابتي واضحة.

* هل لديكم معلومات عن محاولات من ابنتي صدام حسين للالتقاء بشخصيات عراقية مِن النظام السابق؟

ـ لا علم لي بذلك، ومرة اخرى هما موجودتان لأسباب انسانية وليس للقيام بأي نشاطات سياسية.

* الاردن له دور في العلاقات الايرانية ـ الاميركية وزرتم طهران وحمل الملك عبد الله افكاراً ايرانية الى واشنطن.. هل لعبتم دوراً حقيقياً لتقريب وجهتي النظر؟

ـ نحن مع تحسين العلاقات بين البلدين، وإيران بلد مجاور للعراق وكان هناك عدد من الاجتماعات للدول المجاورة للعراق باعتبار ان اي تطورات تؤثر على كافة المنطقة. وبغض النظر عن الاختلافات السياسية نرى ضرورة لوجود حوار بين دول الجوار حول العراق للتأكد من بعض الامور التي تهم المنطقة وعلى رأسها وحدة العراق وسلامة أراضيه. وقمنا بالحديث مع ايران وأيضاً لدينا انطباع بعد زيارة الملك، بأن هناك مجالاً لمثل هذا الحوار الذي يؤدي الى نتائج ايجابية. ونقلنا ذلك الى واشنطن، ليس كوسطاء ولكننا نقلنا ما رأينا بأنه تطور ايجابي من ايران بهدف اطلاق حوار مع الولايات المتحدة. إيران دولة مهمة في المنطقة ونريد ان يكون هناك تنسيق معها في موضوع العراق ونريد حواراً معها حول العملية السلمية التي تتخذ منها ايران موقفاً معيناً.

* هل حملتم جواباً أميركياً لإيران؟

ـ لم نحمل اي أجوبة اميركية باعتبار اننا لا نريد لعب دور الوسيط ولا تريد إيران منا لعب هذا الدور نحن نقلنا انطباعاتنا عما سمعناه في ايران للإدارة الاميركية.

* ساد انطباع ان زيارة الملك عبد الله الاخيرة لواشنطن لعبت دوراً في اعلان ايران عن عزمها تسليم افراد تنظيم «القاعدة» المحتجزين لديها لدولهم وتسليم الاردن لعناصر «مجاهدين خلق» لايران؟

ـ تحدثت وسائل الاعـلام عن صـفقة يتم بموجبها تسليم بعض اعضاء «القاعدة» مقابل تسليم الاردن «مجاهدين خلق» لايران، هذه الصفقة ليست موجودة اطلاقاً ولن نسلم «مجاهدين خلق» الموجودين في الرويشد لايران.

* يلاحظ تراجع الدور الاردني في عملية السلام، ما هو سبب اختفاء الدبلوماسية الاردنية؟

ـ لا أعتقد ان هناك تراجعاً أردنياً في الموقف تجاه القضية الفلسطينية، الموضوع يتعلق بشعور المجتمع الدولي بأسره بالإحباط نتيجة عدم تقدم العملية السلمية. وكانت هناك محاولات من العديد من الاطراف الدولية لتحريك العملية السلمية، وباءت جميعها بالفشل. الملك كان في واشنطن منذ ثلاثة اسابيع واستحوذ الموضوع الفلسطيني على معظم الاجتماعات. وتحدث عن خطورة ما يجري في الاراضي الفلسطينية خاصة ما يتعلق ببناء الجدار والجمود الذي تشهده العملية السلمية، وهناك شعور في المجتمع الدولي بأن كافة الافكار التي طرحت لم يتم تنفيذ اي منها، وبالتالي هناك شح دولي في تقديم افكار جديدة. وهنا غياب واضح للجنة الرباعية وغياب اميركي في التدخل مع الجانبين في هذه المرحلة.

* من يتحمل مسؤولية ضياع الفرصة التاريخية؟

ـ ليس هناك طرف خال من المسؤولية بما فيها الاطراف الدولية. نحن نطالب بوجود آلية للتقييم والتصحيح كما نصت عليها «خريطة الطريق» لكي تتمكن الاطراف من تنفيذ الالتزامات المتبادلة.

* هل يئستم من امكانية تحريك «خريطة الطريق» على الاقل حاليا؟

ـ هذا الموضوع لا يتحمل اليأس الذي معناه انهيار العملية السلمية ومعناه المستقبل المظلم للمنطقة. إنما نقول ان استمرار اسرائيل في بناء الجدار يهدد مستقبل الدولة الفلسطينية وبالتالي عملية السلام.

* لكن اسرائيل ماضية في بناء الجدار؟!

ـ نعم.. في غياب التحرك الدولي والاميركي، يجب ان تكون هناك مبادرات عربية لتحريك الوضع. نحن مقبلون على قمة عربية في تونس ويجب ان يظهر موقف عربي يساعد على تحريك عملية السلام.

* هل تعتقد ان «خريطة الطريق» ماتت؟

ـ لا اعتقد ذلك، لأن موت الخريطة يعني موت الدولة الفلسطينية، ومبادىء الخريطة سليمة لكن العلة في التنفيذ.

* ألا تعتقد ان هناك حالة عربية غير مبالية باتجاه تشكيل موقف عربي ضاغط؟

ـ لا أريد إلقاء اللوم على الطرف العربي هناك حيرة دولية. اللجنة الرباعية مجمدة والاتحاد الاوروبي لا يعرف ما هي خطواته المقبلة وروسيا والامم المتحدة كذلك.

* من المنتظر ان تلتقي قريباً مع وزير الخارجية الاسرائيلي في عمان. ما هدف هذه الزيارة؟

ـ نعم ننتظر زيارة لوزير الخارجية الاسرائيلي في اواخر الشهر الجاري وهناك العديد من المواضيع على بساط البحث وعلى رأسها تحريك العملية السلمية رغم تشدد اسرائيل. فالسياسة الاسرائيلية الحالية ستقود المنطقة الى الهلاك. وهناك موضوع المعتقلين الاردنيين الذي نتفاوض عليه منذ عدة اشهر وتمكنا من اطلاق سراح الدفعة الاول، ونأمل ان تأتي زيارة شالوم بإطلاق الدفعة الثانية وصولاً الى إنهاء قضية المعتقلين الامنيين في اسرائيل.

* لكن اسرائيل اطلقت سراح 10 اشخاص في الدفعة الاولى وأبعدت ضمنهم مواطناً فلسطينياً.. لماذا قبلتم باستقباله ولماذا لايزال في الاردن؟

ـ من اطلق سراحهم هم اردنيون باستثناء شخص واحد، لم نقبل به لدينا، وأعلمنا اسرائيل ونقوم بإجراءات لإعادته وهي مفاوضات شاقة. وضعنا آلية مع الحكومة الاسرائيلية بأننا لا نعترف بأردنية من يحمل جواز السفر الاردني إلا اذا كان يحمل رقماً وطنياً أردنياً. لقد فوجئنا بوجود هذا الشخص على الحدود وستتم اعادته الى الضفة الغربية ولن يتم قبوله في الاردن.

* هل يمكن ان تسفر زيارة سلفان شالوم الى عمان عن اعادة السفير الاردني الى تل أبيب؟

ـ لا.. وهو سابق لأوانه وهناك مباحثات حول العديد من القضايا، ولن تنتج عنها إعادة السفير الاردني الى تل أبيب لأن ذلك مرهون بالظروف المناسبة، ولاتزال عملية إعادته في هذه الظروف صعبة للغاية.

* العلاقات الاردنية السورية هل عادت الى طبيعتها؟

ـ ليس هناك من خلاف مع الاخوة في سورية، سوى اعتقادهم من خلال مقالات صحافية بأن هناك تصعيداً اردنياً تجاه سورية، ونحن نؤكد بأنه لا يوجد تصعيد أردني ضد سورية على الاطلاق، وليس هذا الكلام مرتبطاً بمشاكل حول قضايا اخرى، لدينا وجهة نظر قد لا تتفق مع وجهة النظر السورية ولكن هذا لا يعني وجود خلاف بيننا.

* لكن السوريين لهم ملاحظات على تصريحات للملك عبد الله في واشنطن؟

ـ لم يقل الملك عبد الله اي كلام، لم يقله الاخوة في سورية انفسهم حول الحدود السورية العراقية ونحن نعتبر ان الكلام أخذ في غير سياقه وأدى ظهوره بشكل متزامن مع المقالات التي ظهرت الى هذا التوتر، لكنه توتر نأمل ان يكون قد زال، وليست لدينا مصلحة في الخلاف مع سورية.

* هل تفهم السوريون موقفكم، ام تم وقف التصعيد الاعلامي؟

ـ نأمل ان يكونوا قد تفهموا موقفنا، وبالفعل فقد وقف التصعيد الاعلامي، ولكن كانت لدينا ملاحظات على الطريقة التي تم الرد السوري فيها على الموضوع.

* هل سيزور العاهل الاردني دمشق قريباً؟

ـ هناك ترتيبات لمثل هذه الزيارة، فقد كانت هناك زيارة لتدشين سد الوحدة وقد تم تأجيلها لأسباب لوجستية، ومن المؤمل ان تتم في الوقت القريب.

* ما هو جدول اعمال القمة العربية؟

ـ هناك موضوع تطوير الجامعة العربية الذي تجري دراسته وسيتم عرضه على اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب الذي سيرفع توصياته الى مؤتمر القمة، ويجب على المؤتمر ان يقوم بدراسة افضل السبل لتحريك العملية السلمية، ويجب ان تكون هناك مبادرات عربية وان لا نبقى في موقع المتفرج وإسرائيل مستمرة في بناء الجدار.

* وزيارة عمرو موسى الى عمان؟

ـ هي اجتماع لبعض منظمات الجامعة العربية ومؤتمر لإعادة اعمار العراق.