سقوط هليكوبتر أميركية غرب بغداد ومقتل 9 كانوا على متنها وهجوم بالهاون يوقع قتيلا و34 جريحا

اعتقالات ومقتل شرطي يحرس مقر حزب تركماني في كركوك وجرح مدني بانفجار عبوة ناسفة وسط العاصمة العراقية

TT

اعلن الجيش الاميركي ان طائرة هليكوبتر اميركية من طراز «بلاك هوك» سقطت قرب الفلوجة شمال غربي بغداد امس وقتل 9 أشخاص كانوا على متنها. وجاء الحادث غداة هجوم بقذائف الهاون على قاعدة اميركية في نفس المنطقة الليلة قبل الماضية مما أسفر عن مقتل جندي واصابة 34 آخرين ورد ان اصابات بعضهم خطيرة.

وقال الجنرال مارك كيميت، مساعد قائد القوات الاميركية في العراق، ان تسعة اشخاص قتلوا عندما تحطمت هليكوبتر من نوع «بلاك هوك» اثناء هبوطها اضطراريا بالقرب من الفلوجة. واضاف ان الهليكوبتر سقطت وعلى متنها تسعة اشخاص في الساعة 11.20. وقال «لم ينج احد». وصرحت متحدثة عسكرية بان الطائرة كانت في مهمة اجلاء طبية عندما سقطت لكنها لا تعرف ما إذا كانت قد اصيبت بنيران معادية قبل هبوطها اضطراريا. وأمكن مشاهدة حطام الطائرة في احد الحقول قرب بلدة النعيمية على بعد خمسة كيلومترات جنوب شرقي الفلوجة. وافاد شهود عيان انهم رأوا احدى هليكوبترين كانتا تحلقان فوق المنطقة، تسقط. ووصلت الى المكان بعد ذلك تعزيزات للجيش الاميركي بينها اربع هليكوبترات. واوضح المصدر ذاته ان هليكوبترين حطتا في المكان في حين واصلت الاخريان التحليق في المنطقة.

وهذا الحادث هو أكثر حوادث طائرات الهليكوبتر الاميركية فتكا في العراق منذ 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما اصطدمت طائرتا هليكوبتر من طراز «بلاك هوك» اثناء اطلاق النار عليهما في الموصل وقتل فيهما 17 جنديا. من ناحية ثانية، اعلن مصدر عسكري اميركي امس ان جنديا اميركيا قتل وجرح 34 آخرون في هجوم بقذائف الهاون الليلة قبل الماضية على قاعدة اميركية قرب الفلوجة. وصرح المتحدث بان «جنديا قتل وجرح 34 آخرون»، موضحا ان «حوالي ست من قذائف الهاون اطلقت على قاعدة سيتز في شمال غربي بغداد». وكانت حصيلة اولى لضحايا هذا الهجوم تحدثت عن جرح 35 جنديا. وقال الكولونيل جيمس كاسيلا المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في واشنطن ان هجوما بقذائف الهاون استهدف قاعدة لوجستية اميركية في بغداد مساء الاربعاء واسفر عن جرح 35 عسكريا اميركيا. واوضح المتحدث ان «بعض الجنود اصيبوا بجروح طفيفة وبعضهم الاخر بجروح بالغة وقد نقلوا الى المستشفيات».

وفي كركوك اعلن مسؤول في الشرطة العراقية ان شرطيا قتل امس عندما اطلق عليه مجهولون النار اثناء حراسته مقر حزب تركماني في وسط المدينة. وقال العقيد برهان طيب حبيب من شرطة كركوك ان مجهولين فتحوا النار على احد مقار حزب الجبهة التركمانية «مما ادى الى اصابة الشرطي كنعان عدنان عبد المجيد اصابة مباشرة في الوجه قتل على اثرها على الفور».

واضاف ان هذا الشرطي كان «يعمل في حماية مقر الحزب التركماني في حي تسعين السكني والطلقة اصابت انفه فهشمت رأسه ونقل على اثرها الى الطب العدلي». واوضح حبيب ان «تحقيقا فتح في الحادث لمعرفة اسباب ودوافع الاعتداء والمسؤولين عنه». الى ذلك، قال قائد الشرطة في كركوك اللواء تورهان يوسف ان «القوات الاميركية اعتقلت في ساعة متأخرة من ليل الاربعاء/ الخميس العشرات من الاشخاص بتهمة حيازة اسلحة غير مرخصة.. وصادرت الكثير من الاسلحة مثل قذائف آر بي جي وقنابل يدوية ورشاشات». واضاف ان «الغاية من اعتقال كل هؤلاء هو الحفاظ على الامن والاستقرار في المدينة». واوضح يوسف ان «سلطة التحالف في العراق اوعزت لشرطة كركوك باعادة تنظيم الشرطة واقصاء كل من تثبت عليه ميوله تجاه الاحزاب سواء اكانت كردية او عربية او تركمانية او كلدواشورية». واكد انه «يجب ان تبقى قوات الشرطة جهة مستقلة هدفها خدمة المواطنين دون اي تمييز». وتشهد كركوك اضطرابات بين الاكراد من جهة والعرب والتركمان من جهة اخرى، ادت الى سقوط سبعة قتلى منذ 31 ديسمبر (كانون الاول). وقد ظهرت هذه الخلافات بين مختلف المجموعات بعد سقوط نظام صدام حسين ومطالبة الاكراد بالحاق المدينة بمحافظاتهم.

من جهة أخرى، قال النقيب علي محمد سلمان من الشرطة ان مواطنا اصيب بجروح امس اثر انفجار عبوة ناسفة وسط بغداد. وقال سلمان ان «مواطنا مدنيا اصيب بجروح عندما اصطدمت السيارة التي كان يقودها في منطقة المثنى بعبوة ناسفة زرعت على حافة الطريق انفجرت على اثرها». واضاف ان الجريح نقل على الفور الى مستشفى «الكندي» في وسط بغداد للمعالجة. واصيبت السيارة باضرار جسيمة في المكان الذي طوقه عدد من الجنود الاميركيين. وقتل عدة جنود اميركيين في بغداد في انفجار عبوات ناسفة يدوية الصنع.

وفي بعقوبة (شمال شرقي بغداد) اكد مسؤول في الدفاع المدني ان رجاله عثروا امس على تسعة اجسام خشبية صنعت على شكل عبوات ناسفة وزرعت في اماكن مختلفة من بعقوبة بهدف ترويع المدنيين. وقال آمر الدفاع المدني في بعقوبة النقيب صبري سالار ان «اخبارية وصلتنا صباح اليوم (امس) بأكتشاف تسع عبوات ناسفة في شتى ارجاء المدينة وفي الاماكن المزدحمة منها مما دفعنا الى غلق الطرق واستدعاء قوات من الشرطة وقوات اميركية». واضاف انه «عند ذهابنا الى تلك المواقع من اجل ابطال مفعولها عبر استخدام القوات الاميركية لجهاز روبوت تبين انها مصنوعة من الخشب ومزيفة على الرغم من وجود اسلاك قربها وجهاز تحكم عن بعد». واوضح سالار ان «المثير في الامر ان جميع هذه العبوات زرعت في اماكن بعيدة عن مرور قوافل القوات الاميركية»، موضحا ان واحدة منها «زرعت قرب احدى مدارس البنات بهدف ترويع الناس المدنيين وتخويفهم والتأثير على سير حياتهم اليومية واحداث ارباك في المدينة».