الجيش العراقي الجديد يكافح الإرهاب ويمتنع عن مهاجمة الأكراد

TT

كركوش (العراق) ـ أ.ف.ب: تجري عناصر في الجيش العراقي الجديد تدريبات تحت اشراف مدربين اميركيين في كركوش التي تبعد 30 كلم عن الحدود مع ايران متناسين اعتراضاتهم على الرواتب والشكوك التي تحوم حول المستقبل.

ووسط هبوب رياح على السهل قرب مندلي (شرق) بمحاذاة الحدود الايرانية، يتدرب جنود عراقيون على نصب مكمن لجندي اميركي ثم يقتلونه عندما يحاول الفرار تحت اشراف مدربين اميركيين.

وهدف الدورة التدريبية اثبات ان الجنود العراقيين باتوا مستعدين للقتال وراغبين في الدفاع عن وطنهم. ويتلقى اكثر من الف رجل حاليا تدريبات في قاعدة كركوش العسكرية قرب مندلي. وينتمي نصفهم الى الفوج الاول في الجيش العراقي الذي تشكل في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. وفي مطلع ديسمبر (كانون الاول) فر 300 عنصر من اصل 700 في هذا الفوج احتجاجا على رواتبهم الزهيدة.

وقال اللفتنانت فيليب هيل احد المشرفين الاميركيين على التدريبات والعضو في فرقة المشاة الرابعة انه تمت تسوية هذه المشكلة. واضاف «لقد واجهنا مشكلات كبيرة بسبب الرواتب وفرت مجموعة من الجنود، لكن المجموعة التي بقيت في صفوف الجيش متحمسة».

ونهاية الشهر الماضي قررت الادارة الاميركية زيادة رواتب عناصر الامن العراقي بتقديم مكافأة شهرية كتعويض عن التعرض لمخاطر. واوضح هيل انه «في حال شهدنا احداثا هنا، يمكنني الاعتماد على هؤلاء الرجال فهم ينفذون الاوامر من دون مشاكل».

الا ان تحديات كثيرة ما زالت قائمة لتشكيل جيش عراقي موحد متعدد الاعراق والاديان. وقال المقدم علي نعيم جبار، وهو شيعي يتحدر من مدينة البصرة كبرى مدن جنوب العراق، «اذا لجأ ارهابيون الى اي مسجد، سأدخل لاعتقالهم»، مضيفاً «اننا لن نهاجم الاماكن المقدسة من دون سبب».

من جهته، قال الرقيب عقيل شكر المتحدر من مدينة النجف الشيعية (وسط) «لا استطيع ان اجيب على هذا السؤال. سأتصرف وفقا للظروف». ويتردد آخرون في قبول فكرة شن هجوم على مجموعتهم الاثنية باسم الاستقرار. واجاب كوثر الياس المجيدي، وهو كردي من الموصل باستياء «سأنسحب من صفوف الجيش اذا كان علي التعرض للاكراد».

واجمع العسكريون على ان اداء الجيش الجديد الذي يفترض ان يضم 40 الف رجل سيكون افضل من الجيش في ظل نظام صدام حسين. وقال المقدم نعيم جبار «في الماضي كان الجيش العراقي يستخدم لحماية نظام صدام حسين ومنصبه لكنه سيستخدم الان لحماية السيادة والشعب والقانون».

وفي مايو (ايار) الماضي حلت الادارة الاميركية الجيش العراقي السابق وعديده 350 الف عنصر. وكان فوج ثان في الجيش العراقي يضم 691 رجلا قد انهى دورته التدريبية الثلاثاء الماضي اثناء احتفال في بغداد لمناسبة يوم الجيش العراقي.