الإرهاب ينعش سوق الصبات الخرسانية في السعودية والمبيعات ترتفع 80%

الأسعار بين 32 و120 دولارا للكتلة الخرسانية والطلب أكبر على الوحدات المصنوعة بنظام الخلط الآلي

TT

كثير منا يمر أمام الكتل الخرسانية الموضوعة أمام فنادق أو سفارات أو منشآت هامة لحمايتها من أعمال إرهابية أو تفجيرات من دون أن يفكر في تكلفة هذه القطعة أو القطع الخرسانية الموضوعة.

فالأمن له تكلفته، وهذه القطع الخرسانية ليست رخيصة وتتراوح تكلفتها حسب حجمها ونوعها بين 120 ريالا (32 دولارا) و450 ريالا (120 دولار).

وأدت الأعمال الإرهابية التي شهدتها السعودية في العام الماضي إلى ارتفاع مبيعات القطع الخرسانية إلى 245 مليون ريال (65 مليون دولار) بزيارة 80% عن الحجم الطبيعي للسوق العام الماضي حسب مصادر السوق وذلك في ضوء الاحتياجات الأمنية.

فقد سجلت سوق «الصبات» الخرسانية التي توضع كمصدات أمنية على العديد من القطاعات الحكومية والخاصة المختلفة، ارتفاعا ملحوظا في الفترة الأخيرة ليصل حجمه إلى أكثر من 100 ألف وحدة خرسانية قابلة للزيادة وبشكل كبير نظرا لاستمرار الطلب عليها إضافة إلى المصدات الأمنية غير الاسمنتية الأخرى.

وسجلت العاصمة الرياض الطلب الأكبر في هذا السوق المتنامي، كما كانت القطاعات الحكومية الأكثر طلبا وكانت البلديات وقطاع المياه والصرف الصحي والهاتف ثم الكهرباء الأكثر طلبا واستخداما تليها المجمعات السكنية والهيئات الدبلوماسية والمجمعات التجارية وقطاعات أخرى كان للإعلام بمختلف قطاعاته من وزارة الإعلام والمؤسسات الصحافية نصيب جيد منها.

وظل الوضع الأمني والاحتياطات الأمنية الأخيرة المتزايدة أهم سبب في حجم المبيعات من الشركات المصنعة لهذه الصبات والوحدات الخرسانية التي نوعت في اوزان وأحجام هذه الوحدات الخرسانية. وتتراوح أوزان هذه الكتل بين طن إلى طنين من الإسمنت المخلوط وإن كان التصميم العام لهذه الصبات لم يطرأ عليه تغيير إلا في الألوان حيث تطبع بعض الشركات ألوانها وشعاراتها على تلك الصبات إلا أن اللونين الأحمر والأبيض هما الغالبان عموما.

وقد شكلت زيادة الأعمال البلدية والخدمات في العديد من المدن السعودية أيضا دورا كبيرا في زيادة الطلب نظرا لزيادة حجم تلك الأعمال.

وقال سامي الدهامي مدير عام شركة الدهامي للتجارة والمقاولات التي تحصل على حصة كبيرة في هذا السوق وتملك مصنعا لهذا النشاط إضافة إلى نشاطاتها المتعددة في تنفيذ المقاولات البلدية والرصف والسفلتة، إن الطلب على هذا النوع من المصدات الأمنية ازداد بشكل كبير وهو في نمو كبير نظرا لزيادة حجم الأعمال البلدية والخدمات التي تنفذها العديد من القطاعات من بلديات ومياه وصرف صحي وهاتف التي تضع هذه المصدات كحماية للمارة وتحذير للسيارات.

كما أن الوضع الأمني والاحتياطات الأمنية المترتبة عليه زادت حجم هذا السوق واضطرت العديد من القطاعات حكومية وخاصة إلى اللجوء لهذه الصبات الخرسانية لأنها الأفضل والأرخص ومأمونة بشكل كبير في ردع أي تحرك مشبوه يستهدف الوصول إلى نقطة معينة بشكل مباشر دون المرور بنقاط التفتيش الواجب المرور بها إلى تلك الجهات.

وقال: إن مصنع الدهامي يستقطع الحصة الأكبر من هذا السوق وقد لاحظنا زيادة الطلب الذي وصل أخيرا إلى أكثر من 80% من الطلب السابق خلال فترة الستة الأشهر الأخيرة.

وأضاف أن المصنع ينتج ثلاثة أنواع من الصبات تتراوح أوزانها بين طن وطنين من الاسمنت المخلوط. وهذه الأنواع هي المطلوبة في السوق:

ـ النوع الأول يصل طوله إلى 1.5 متر ويصل سعره إلى 450 ريالا (120 دولارا).

ـ النوع الثاني يصل طوله إلى متر واحد ويصل سعره إلى 220 ريالا (58 دولارا).

ـ النوع الثالث وهو في نفس طول النوع الثاني ولكن له واجهة واحدة ويصل سعره إلى 120 ريالا (32 دولارا).

ويظل الطلب الأكثر على النوعين الأولين حيث تم تنفيذ طلبات لقطاعات مختلفة في الفترة الأخيرة زادت عن 15 ألف وحدة.

وقال إن الوحدات المصنوعة من نظام الخلط الآلي هي الأفضل والأقوى والأسرع في الصب وهو الأكثر طلبا وإنتاجية وهو ما يعتمد على الخلط اليدوي الذي يتم في بعض الأوقات في مواقع العمل.

وأشار إلى أن المجمعات السكنية والهيئات الدبلوماسية والمواقع الأمنية وقطاعات إعلامية من وزارة الإعلام والمؤسسات الصحافية قد سجلت طلبات جيدة في هذا المجال متزامنة مع الترتيبات الأمنية التي أصبحت ضرورية لتلك القطاعات في الفترة الأخيرة.

وقال مراقبون للوضع الأمني إن وجود الصبات والوحدات الخرسانية ألغى الكثير من الاختراقات الأمنية التي كان من الممكن حدوثها كما أن وجودها خفف كثيرا من الأضرار التي حدثت، إضافة إلى أن وجودها أصبح علامة من علامات وجود قطاع حكومي أو مجمع سكني قريب من العابر للشارع أو الحي وأصبح من دلائل تلك المواقع المراقبة أمنيا.