صحيفة مغربية تتلقى طردا ملغوما يحتوي مواد استخدم مثلها في تفجيرات الدار البيضاء

TT

أفادت صحيفة «الأحداث المغربية» أمس أن المصالح الأمنية أكدت لها أن الطرد الذي تلقته الصحيفة يوم الاثنين الماضي هو طرد ملغوم مصنوع من مواد متفجرة خطيرة تشبه المواد التي استعملت في تفجيرات الدارالبيضاء يوم 16 مايو (أيار) الماضي.

وفيما أشارت صحيفة «الأحداث المغربية» إلى أن مصالح الأمن تقوم بالتحريات اللازمة لمعرفة مصدر الطرد، ألمح محمد البريني، مدير الصحيفة، إلى أن يكون باعث أو باعثو الطرد من الإسلاميين المتطرفين على خلفية تعامل الصحيفة مع تفجيرات الدار البيضاء ومتابعة الأحكام التي صدرت في حق المتورطين أو المشتبه فيهم أو الذين لهم علاقة بتلك الأحداث. ويعتبر الاسلاميون أن صحيفة «الأحداث المغربية» تتحامل على الإسلام، وذلك ما أدى مرارا إلى فتح مواجهات بينها وبين صحيفتي «التجديد» و«العصر» القريبتين من حزب العدالة والتنمية (أصولي معتدل).

وقال البريني في افتتاحية كتبها أول من أمس «كنا واعين منذ عدة شهور بوجود نوايا معادية تريد الإساءة لنا، وتوصلنا برسائل تهديدية بالبريد العادي والإلكتروني وعبر الهاتف، ووصلتنا أصداء متعددة عن خطباء متطرفين في بعض المساجد يستغلون المنابر قصد التشهير بنا، وصدرت عن عدد من المتابعين أمام محاكم البلاد بتهم تتعلق بالإرهاب تهديدات صريحة ومبطنة تتوعدنا أو تشكل توجيها وغطاء إيديولوجيا للتصدي لنا».

يذكر أن صحيفة «الأحداث المغربية» تأسست منذ حوالي ست سنوات، ويوجد ضمن مجلسها الإداري أعضاء في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وهم من المقربين من محمد اليازغي، الكاتب الأول للحزب، والذي تعرض نفسه لانفجار طرد ملغوم منتصف السبعينات، التي عرفت أيضا اغتيال عمر بن جلون أحد القادة التاريخيين للاتحاد الاشتراكي على يد متطرفين إسلاميين.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد اصدر اول من امس عفوا على 33 معتقلا من بينهم المتهمان باغتيال بن جلون، هما سعد أحمد، ومصطفى خزار اللذان صدرت في حقهما عقوبة الإعدام منذ 1975، تحولت فيما بعد الى السجن المؤبد سنة 1994 وكانت وجهت إليهما تهمة القتل العمد.

وقال محمد بوزوبع، وزير العدل المغربي أول من أمس إن العفو عن قاتلي بن جلون جاء بعد موافقة عائلته الصغيرة وعائلته السياسية الكبرى التي جسدها في كل التيارات اليسارية التي كانت موجودة أثناء اغتياله.