فرنسا وليبيا تتجهان للتوقيع اليوم على اتفاق بشأن تعويض أسر ضحايا طائرة «يوتا» وطي ملف الخلافات

TT

تتأهب فرنسا وليبيا اليوم لقلب صفحة خلافاتهما وطي ملف التعويضات الاضافية لعائلات ضحايا طائرة «يوتا» الفرنسية التي انفجرت فوق النيجر في سبتمبر (أيلول) 1989 موقعة 170 ضحية بينهم 54 فرنسيا. وكان هذا الملف قد تسبب في تسميم الأجواء بين باريس وطرابلس وأدى، من جملة ما أدى اليه، الى تلويح فرنسا بـ«استخلاص العبر اذا لم تنفذ ليبيا الوعود التي أغدقتها على أعلى المستويات» لجهة التعويضات.

ومساء أمس، وصل الى العاصمة الفرنسية وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم، في زيارة رسمية تدوم 24 ساعة يلتقي خلالها نظيره الفرنسي دومينيك دو فيلبان ومسؤولين في مجلسي الشيوخ والنواب وبعض أرباب العمل الفرنسيين. ولم يؤكد قصر الأليزيه ما اذا كان شلقم سيلتقي الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وتتزامن زيارة شلقم مع التوقيع المنتظر اليوم على اتفاق بين الجانب الليبي ممثلا بمؤسسة القذافي الخيرية التي يشرف عليها سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، وبين الجانب الفرنسي ممثلا بالناطق باسم تجمع عائلات ضحايا طائرة يوتا غيوم دونوا دو سان مارك وبجمعية الدفاع عن ضحايا الارهاب التي ترأسها فرنسواز رودتسكي. وكان وفد ليبي من مؤسسة القذافي الخيرية برئاسة مديرها صالح عبد السلام قد وصل الثلاثاء الماضي لإجراء جولة أخيرة من المفاوضات مع الجانب الفرنسي. وحتى عصر أمس، كانت المفاوضات مستمرة بين الجانبين. وقال دو سان مارك لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي ان «الاتصالات مستمرة لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق» الذي أعرب عن «أمله» بالتوقيع عليه اليوم. وحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» فان ليبيا قبلت بدفع مبلغ 170 مليون دولار لعائلات الضحايا، يضاف اليه مبلغ 30 مليون دولار تخصص للعائلات التي لم تحصل على أية تعويضات من تلك التي دفعتها ليبيا عام 1999 والتي بلغت 35 مليون دولار. ومقابل ذلك، يتعهد الجانب الفرنسي ومعه كل عائلات الضحايا بسحب أية دعاوى لها علاقة بحادثة «يوتا» من أمام المحاكم أيا تكن وبوقف أية ملاحقة قانونية ذات صلة بهذه الحادثة.