الأمم المتحدة تحجم عن إرسال موظفيها إلى العراق وتسعى للحصول على ضمانات أمنية من واشنطن

TT

نيويورك ـ «الامم المتحدة» رويترز: راجعت الولايات المتحدة اول من امس اجراءات الامن للامم المتحدة التي ما زالت تحجم عن ارسال مسؤولين الى العراق بعد الهجمات التي تعرضت لها مكاتبها في بغداد الصيف الماضي.

والتقى سفيرا الولايات المتحدة وبريطانيا لدى الامم المتحدة جون نيغروبونتي وامري جونز باري كوفي انان الامين العام للمنظمة الدولية قبل اجتماع مهم يعقد في 19 من الشهر الجاري بشأن دور المنظمة الدولية في المستقبل في العراق. ولكن كثيرين من مسؤولي الامم المتحدة يشعرون بقلق من عودة الامم المتحدة الى بغداد في الوقت الذي ما زال فيه الاحتلال الاميركي قائما. وقال نيغروبونتي بعد المحادثات «الامن بالطبع احد المسائل الرئيسية التي تشغل الامم المتحدة». واوضح مشاركون في الاجتماع ان احد المقترحات هو ان تخصص القوة المتعددة الجنسيات وحدة لحماية موظفي الامم المتحدة. ولكن لم يتم اتخاذ قرارات خلال هذا الاجتماع الذي ضم مسؤولي أمن كبار من الامم المتحدة.

وقال «فريد ايكهارد» المتحدث باسم «انان» الوضع على الارض ما زال غير آمن. لذا فان حجم دور الامم المتحدة محدود للغاية بالعنصر الامني. هذه حقيقة واقعة.

وسحبت الامم المتحدة موظفيها الدوليين من العراق في اكتوبر(تشرين الاول) الماضي بعد هجومين على مقرها في العاصمة بغداد احدهما تسبب في مقتل 22 من موظفيها .

ومنذ ذلك الوقت يؤكد انان انه لن يرسل موظفيه الى العراق مرة اخرى قبل تحسن الاوضاع الامنية وقبل ان يحدد جيدا دور المنظمة الدولية في مستقبل العراق.

ووضعت الولايات المتحدة برنامجا لنقل السلطة الى حكومة عراقية مؤقتة بحلول 30 يونيو(حزيران) المقبل في اجراء اطلق عليه «المرحلة الاولى». وفي «المرحلة الثانية سيعد العراقيون دستورا ويجرون انتخابات عامة بحلول نهاية عام 2005 .

واعترف نيغروبونتي ان الامم المتحدة ما زالت تواجه مشكلة في ارسال موظفين بسرعة قبل يونيو( حزيران) بقوله «اعتقد انه في المرحلة الثانية لا يوجد اي شك في استعداد الامم المتحدة للقيام بدور قوي اذا طلب منها العراقيون القيام بذلك».

ودعا انان الى عقد اجتماع يوم 19 يناير (كانون الثاني) الجاري يشارك فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق ومجلس الحكم.

وعرضت لندن ارسال السير جيريمي غرينستوك كبير مبعوثيها في العراق لحضور المحادثات . لكن الولايات المتحدة لم تعلن بعد عن مستوى تمثيلها في الاجتماع سواء من واشنطن او من بغداد.

ويشعر مسؤولون اميركيون بالقلق من سعي المرجع الشيعي العراقي اية الله على السيستاني لاجراء انتخابات بدلا من المؤتمرات الاقليمية التي ستعين حكومة مؤقتة بحلول 30 يونيو (حزيران) المقبل. واوضح انان ان الوقت المتاح لا يكفي لتنظيم انتخابات. وقال ايكهارد ان انان عبر اكثر من مرة عن وجهة نظره بأن الوقت لا يسمح بتنظيم انتخابات حرة ذات مصداقية بالعراق في ضوء الوضع الراهن على الارض.

واثيرت القضية بصورة غير مباشرة في 29 ديسمبر(كانون الاول) الماضي في رسالة بعث بها الى انان عبد العزيز باقر الحكيم الذي تولى الشهر الماضي رئاسة مجلس الحكم .

وصرح مسؤولون من الامم المتحدة اطلعوا على الرسالة ان الحكيم الذي لا يعبر عن رأي مجلس الحكم بالضرورة طلب من الامم المتحدة تحديد شكل الفترة الانتقالية للحكم الذاتي.

لكن دبلوماسيين قالوا ان انان رفض التفاوض بشأن اي شروط للعملية الانتقالية وكرر ان الوقت لا يسمح خلال الستة اشهر القادمة بتنظيم انتخابات في العراق. وقال الدبلوماسيون انها المرة الاولى التي يقدم فيها انان هذا الرأي مكتوبا.

وكان غرينستوك قال في بغداد في وقت سابق من هذا الاسبوع ان السيستاني ادرك على ما يبدو ان الانتخابات ليست ممكنة بحلول يونيو (حزيران) المقبل ولكنه اراد ان تكون آراءه معروفة. ولكن السيستاني قال في بيان يوم الاربعاء الماضي ان الخطط الخاصة بتشكيل حكومة انتقالية لا «تضمن باي حال التمثيل العادل للشعب العراقي».