توقف شبه تام لحركة السفر عبر منفذ السلوم بين مصر وليبيا

طرابلس تشكو 14 صحافيا مصريا بتهمة قذف وسب القذافي أغلبهم من التيار الناصري

TT

أكد مصدر حدودي مصري ان حركة السفر عبر منفذ السلوم الحدودي مع ليبيا توقفت بالكامل تقريبا امس، وان المصريين الراغبين في دخول ليبيا والليبيين الراغبين في دخول مصر اضطروا للمغادرة في ثاني يوم لتطبيق اجراءات ليبية تفرض على المصريين الحصول على تأشيرات اولا، ورد مصر عليها امس باجراءات تفرض الشيء نفسه على الليبيين.

وقال المصدر الذي رفض الافصاح عن هويته انه وصلت الى المنفذ تعليمات من القاهرة بتطبيق المعاملة بالمثل على الليبيين القادمين الى مصر وضرورة أن يحصل الليبي على تأشيرة دخول من السفارة المصرية في طرابلس. وذكرت مصادر في منطقة الحدود المشتركة ان ليبيا بدأت في منتصف ليل الجمعة الماضية تطبيق اجراءات لدخول المصريين تتضمن أن يحمل الراغب في الدخول عقد عمل أو يكون بحوزته 350 دولارا أو 500 دينار ليبي أو تأشيرة دخول أو أن يكون متزوجا من ليبية أو تكون المصرية متزوجة من ليبي. وأضاف المصدر ان الليبيين رفضوا في وقت لاحق دخول من يحمل 500 دينار ليبي وصمموا على شرط العملة الاجنبية. وتابع «أصابت الاجراءات الجديدة ما بين 3000 و4000 من أهالي السلوم بضرر كبير.. كانوا يتوجهون الى المدن الليبية القريبة للتجارة ويعودون في نفس اليوم».

ويأتي ذلك بينما قال مسؤول في نقابة الصحافيين المصرية امس ان النقابة تلقت شكوى من السفارة الليبية ضد 14 صحافيا تتهمهم بقذف وسب الزعيم الليبي معمر القذافي في مقالات كتبوها بخصوص قرار ليبيا التخلي عن برامج أسلحة الدمار الشامل. وقال يحيى قلاش السكرتير العام للنقابة ان «سفارة ليبيا اعتبرت أن كل من تناول القرار الليبي بالنقد أتى اهانة للعقيد القذافي والجماهيرية الليبية». واضاف قلاش ان من بين من وردت أسماؤهم في الشكوى عبد الله السناوي رئيس تحرير صحيفة «العربي» الناطقة بلسان الحزب العربي الديمقراطي الناصري وعبد الحليم قنديل رئيس التحرير التنفيذي للصحيفة وجمال فهمي المحرر بالصحيفة نفسها، ومحمد عامر رئيس تحرير صحيفة «الحقيقة» الناطقة بلسان حزب الاحرار المجمد نشاطه وعادل حمودة رئيس تحرير صحيفة «صوت الامة» المستقلة.

وتابع قلاش «تضمنت الشكوى أن الزملاء ارتكبوا ما يستوجب تطبيق المادة 181 من قانون العقوبات عليهم وأن السفارة ستقدم بلاغا الى النائب العام لانزال العقوبة بهم». وتقضي المادة 181 من قانون العقوبات المصري بأن يعاقب بالحبس سنة كل من ارتكب جريمة قذف وسب ملك أو رئيس دولة أجنبية.

وكانت ليبيا قد أعلنت يوم 19 ديسمبر (كانون الاول) الماضي انها ستزيل كل أسلحة الدمار الشامل الموجودة لديها وتتخلص من برامجها. وقوبل القرار الليبي بنقد لاذع من بعض الصحف المصرية التي وصفته بأنه «خطوة مخزية» وقال بعضها ان القذافي اتخذها خوفا من التعرض للمصير الذي آل اليه الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

ويأتي ذلك فيما اكد القائم بالاعمال الليبي بالقاهرة ونيس علي السلاتي ان مشكلة المصريين الموجودين عند منفذ السلوم بين مصر وليبيا في سبيلها الى الحل، نافيا عقب لقائه مع مسؤولين بالخارجية المصرية ان تكون هناك ازمة في العلاقات المصرية ـ الليبية. وأكد الدبلوماسي الليبي ان كافة الاجراءات خاصة تلك التي تتعلق بالرسوم التي قررتها بلاده في سبيلها الى الاحتواء من جانب الطرفين، نافيا نقله اية رسائل من وزير خارجيته الى نظيره المصري حول الموضوع. كما نفى المسؤول الليبيي ان يكون قد لمس خلال مباحثاته ما يفيد أن القاهرة ستوفد مبعوثا الى طرابلس لاحتواء التصعيد الذي شهدته العلاقات بصورة مفاجئة، وذلك ردا على معلومات افادت احتمال ايفاد القاهرة مبعوثاً رفيع المستوى يرجح ان يكون وزير الاعلام أو الخارجية لاجراء مباحثات مع المسؤولين الليبيين وابلاغ رسالة الى القذافي حول الازمة الاخيرة. و كان السلاتي يتحدث عقب مباحثات بالخارجية المصرية امس مع مساعدي وزير الخارجية للشؤون العربية والقنصلية والمصريين بالخارج كلا على حدة استغرقت قرابة الساعة.

ويأتي ذلك فيما نقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية امس عن حسونة الشاوش الامين المساعد للثقافة والاعلام بأمانة الاتصال الخارجي والتعاون الدولي الليبي - بمثابة وزارة الخارجية ـ ان «ليبيا لم تفرض تأشيرات دخول على المصريين». واضافت الوكالة انه وصف ما يتردد في وسائل الاعلام بشأن ذلك بأنه «مجرد أكاذيب ولا صحة لها على الاطلاق». وقال الشاوش «والحقيقة نحن استغربنا ودهشنا لهذا الكلام.. وانا اعتبرت كلام السيد صفوت الشريف وزير الاعلام المصري ابلغ صفعة على وجوه الذين يروجون هذه الاخبار .. وكالة رويترز او غير وكالة رويترز .. ربما وردت من وسائل اخرى».

كان الوزير الليبي يشير بذلك الى تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية للشريف اول من امس لمح فيها الى أن السلطات الليبية غاضبة من انتقاد ليبيا ولكنه قال ان العلاقات بين البلدين قوية. كما اكد رفضه لأية اساءة للعقيد معمر القذافي من قبل الصحافة المصرية، وقال الوزير المصري ان القيادة الليبية لا تعترض على الحوار الموضوعي ولكنها تعترض على بعض الالفاظ التي تسيء للصحافة ويرفضها الصحافيون انفسهم. وشدد الشريف على «انه لا توجد أية خلافات بين مصر وليبيا وان مبادرة العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية باخلاء ليبيا من أسلحة الدمار الشامل تأتي استجابة للمبادرة التي طرحها الرئيس حسني مبارك باخلاء منطقة الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل».