واشنطن تستعد لإرسال وفد دبلوماسي واستخباراتي للإشراف على تدمير أسلحة الدمار الليبية الأسبوع المقبل

TT

اعلن مسؤولون اميركيون ان الادارة الاميركية تستعد لارسال وفد من الدبلوماسيين ومسؤولي الاستخبارات الاميركيين الى ليبيا خلال الاسبوع المقبل في اطار خطوات اميركية تهدف الى الاشراف والمساعدة على تدمير البرامج الليبية لاسلحة الدمار الشامل الذي اعلنت طرابلس الشهر الماضي اعتزامها التخلي عنها. وهذا الوفد الاميركي سيكون اول وجود اميركي على الاراضى الليبية منذ مايو (ايار) 1980 عندما قررت الولايات المتحدة اغلاق سفارتها في طرابلس في اعقاب قيام ليبيين بالهجوم على السفارة تضامنا مع الثورة الاسلامية في ايران. وبعد اغلاق السفارة قام متظاهرون باحراقها.

وذكر مسؤول اميركي رفيع ان الوفد قد يتوجه الى طرابلس خلال الاسبوع المقبل وان من بين اعضائه المسؤول عن نزع التسلح بوزارة الخارجية الاميركية. واشار الى ان الوفد يهدف اساسا الى التأكد من عزم طرابلس على تطبيق التعهدات التى قطعتها على نفسها بصدد اسلحتها النووية. واضاف المسؤول في تصريحات لصحيفة «واشنطن بوست» الاميركية «سنستكشف ما اذا كانوا جادين في تطبيق ما اعلنوه، ام سيتصرفون كما كانوا يفعلون في الماضي». واوضح المسؤول ان عدد الوفد سيبلغ نحو اثني عشر شخصا من الخارجية الاميركية ووكالة الاستخبارات «سي. آي. ايه» المتخصيين في نزع اسلحة الدمار الشامل، واضاف ان عناصر الاستخبارات الاميركية ستعمل جنبا الى جنب مع نظرائها في ليبيا لأن هدفها ليس التجسس على طرابلس. وقال انهم سيساعدون السلطات الليبية على التخلص من بقايا الاسلحة المدمرة وتطبيق اتفاقيات اخرى مثل اتفاقية حظر الاسلحة الكيماوية.

ويأتي ذلك فيما قال مسؤول اميركي رفيع المستوى انه برغم الاعلان الليبيي حول اسلحة الدمار الشامل والاتفاق حول تعويضات الطائرة التي انفجرت فوق لوكربي، الا انه ليست هناك خطوات عملية لاعادة فتح السفارة، واضاف المسؤول انه ليس هناك تخطيط بعد لفتح السفارة الاميركية في طرابلس. وذكر المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته ان هناك اقتناعا داخل الادارة بضرورة وجود فريق رفيع المستوى على الاراضي الليبية للقيام بعدة مهمات على رأسها نزع اسلحة الدمار الشامل الليبية على المدى البعيد. وقال ان الاميركيين والبريطانيين والليبيين يعملون معا بتوافق كبير.

وكان مسؤولون من الدول الثلاث قد التقوا في لندن يومى الاربعاء والخميس الماضيين لمناقشة طرق المساعدة في تدمير اسلحة الدمار الشامل الليبية، وموقف طرابلس من دعم الارهاب الدولي، اضافة الى الاجراءات الامنية المتعلقة بالزيارة المرتقبة للوفد الاميركي. واوضح مراقبون ان الخطوة الاميركية بارسال وفد للاشراف والمساعدة على تدمير الاسلحة الليبية مؤشر قوي على ان واشنطن جادة تماما في السيطرة على ملف الاسلحة الليبية وذلك على الرغم من الازمة التي ثارت مؤخرا مع وكالة الطاقة الذرية حول الجهة التي لها صلاحية تولي الملف الليبي، وتقول واشنطن انها على دراية واسعة بالملف الليبي وتعلم عنه اكثر مما يعرف مفتشو الوكالة.

من ناحيته، قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان مسؤولين اميركيين وليبيين التقوا هذا الاسبوع لمناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، واوضح باول انه بمجرد حل المسائل النووية بين البلدين، فان الحوار سيمتد ليشمل القضايا السياسية، ومن بينها العقوبات الاميركية على ليبيا والاستثمارات المشتركة وذلك وصولا الى التطبيع الكامل لعلاقات البلدين. وذكر باول في تصريحات نشرتها وزارة الخارجية الاميركية اول من امس ان الخطوات الليبية الاخيرة اعادتها للمجتمع الدولي وستساعد على تحسن حياة الليبيين.