الطيارون والمظليون والمغاوير الإسرائيليون رافضو الخدمة في الأراضي الفلسطينية يتحدون في تنظيم واحد

TT

في تصعيد واضح لمعركتهم في مواجهة جرائم الحرب الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، قرر رافضو الخدمة العسكرية الجدد في الجيش الاسرائيلي، الطيارون والمظليون والمغاوير وغيرهم، الاتحاد في تنظيم واحد.

وأكد الناطقون بلسانهم انهم يقدمون على هذه الخطوة لكي لا تصبح خطوتهم الاحتجاجية الاولى مجرد ذكرى ولكي ينتقلوا الى عملية نضال جماهيري متواصل ضد الاحتلال لا يتوقف الا بزوال هذا الاحتلال. وستكون فاتحة هذا النضال مظاهرة كبيرة بمشاركة مئات الضباط والجنود رافضي الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة، واختاروا اجراءها في نهاية الاسبوع مقابل احد التجمعات الاستيطانية عند معبر كيسوفيم في قطاع غزة. وبادرت الى هذا التوحيد حركة تدعى «اومتس لسريف» (الشجاعة للرفض)، التي بدجت نشاطها مع اندلاع الانتفاضة وتشكلت من جنود وضباط احتياط من مختلف الوحدات العسكرية. وسيضم التنظيم الجديد:

* مجموعة الطيارين الذين اعلنوا الرفض القاطع للمشاركة في تنفيذ الاغتيالات من الغارات الجوية، مؤكدين ان هذه العمليات غير قانونية وغير اخلاقية ودعوا الى ازالة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967. وأثارت مبادرتهم زلزالا في اسرائيل والعالم للمكانة الرفيعة التي يتمتع بها سلاح الجو في كل الجيوش وفي اسرائيل بشكل خاص. وبلغ عدد الطيارين في البداية 27 طيارا لكنهم تعرضوا لحملة ضغوط شرسة، فتراجع منهم ثلاثة، لكن ستة آخرين انضموا اليهم واصبح عددهم الآن 30 طيارا.

* سلاح المظليين: وهم 45 جنديا وضابطا ويعتبرون من الوحدات القتالية المختارة والمميزة. وأثارت مبادرتهم ايضا ضجة كبيرة.

* المغاوير: وهم المقاتلون الذين يخدمون في ارفع الوحدات القتالية شأنا في الجيش الاسرائيلي والمسماة «وحدة رئاسة هيئة الأركان» التي خرجت عددا من أهم القادة الاسرائيليين السياسيين في العقود الأخيرة مثل ايهود باراك (رئيس الحكومة السابق) وشاؤول موفاز، (وزير الدفاع) وبنيامين نتنياهو، (وزير المالية) وموشيه يعلون، (رئيس أركان الجيش) وغيرهم.

وسيسعى المبادرون الى ضم مجموعات رفض اخرى الى التنظيم الجديد الموحد. وقال احدهم وهو اريك ديامنت، ان «هدفنا هو مجابهة اولئك الذين يرسلون جنودنا ليَقتُلوا ويُقتَلوا في قطاع غزة، يجب ان يتوقف هذا الوضع الذي يتم فيه ارسال الجنود الى صناعة الموت». وقال مسؤول آخر بينهم وهو ديفيد روبنشتاين، ان اختيار غزة للتظاهر ضد الجيش يرمز الى شيء، فهنا نحن نقترب من الحالة التي عشناها في لبنان وعلينا ان نقنع الجمهور الاسرائيلي بضرورة الانسحاب من غزة، كما فعلنا في لبنان وان البقاء هنا يفقدنا الاخلاق والانسانية. من جهة ثانية علم ان المستوطنين في المنطقة قرروا هم ايضا الخروج الى مظاهرة مضادة في المكان وفي الوقت ذاته، وسيرفعون شعارات تتهم رافضي الخدمة بأنهم بذلك «يخدمون ويشجعون الارهاب الفلسطيني».