منظمات إسلامية بريطانية تتحفظ على اعتذار الإعلامي البريطاني عن تصريحاته المسيئة للعرب وترحب بقرار الـ«بي. بي. سي»

TT

تحفظ مسلمو بريطانيا امس على اعتذار روبرت كيلروي سيلك الاعلامي البريطاني عن تصريحاته المسيئة للعرب. ورغم أن البيان الذي أصدره الإعلامي البريطاني كرر لفظ الاعتذار مرات عديدة، الا ان إقبال سكراني الأمين العام لـ«مجلس مسلمي بريطانيا»، وصف ذلك الاعتذار بأنه جاء «منقوصا». وقال سكراني في تصريحات بثت امس على موقع هيئة «بي بي سي»: «أعتقد أنه اعتذر بصورة رئيسية عن بعض ما جاء في المقال، غير أنه لم يصدر اعتذارا تاما». وأشار إلى أن تاريخ الإعلامي البريطاني يقول: «إن هذه ليست المرة الأولى التي يعبر فيها عن مثل تلك الرؤية التي تعكس طبيعته». ورحب سكراني بموقف «بي بي سي» وقال: «إن العرب والمسلمين البريطانيين والجاليتين يرحبون بالقرار». وأضاف قائلا: «كل من يفكر بطريقة سليمة في هذه البلاد سيشعر بالارتياح إزاء معالجة «بي بي سي» لتلك المسألة عبر أسلوب فوري وحاسم»، معتبرا أن روبرت كيلروي شوه سمعة «بي بي سي» عبر «تبجحه المناهض للعرب العنصري غير المبرر». ويرى مراقبون في العاصمة لندن: «أن مبادرة هيئة «بي بي سي» للاستجابة لشكوى مسلمي بريطانيا والاعتذار العلني من الإعلامي البريطاني يعكسان نجاحا لمسلمي بريطانيا في التصدي للإساءات التي توجه إلى دينهم».

وكانت هيئة الاذاعة البريطانية اوقفت «البرنامج اليومي» الذي يقدمه كيلروي ويحمل اسمه على إحدى قنواتها لحين انتهائها من التحقيق في المقال; استجابة لشكوى تقدم بها مجلس مسلمي بريطانيا. واعتذر الاعلامي البريطاني كيلروي، 61 عاما، على الاساءات التي وجهها للعرب في مقال بصحيفة «الصنداي اكسبريس»، وذلك بعد أن قررت شبكة «بي بي سي» وقفه عن العمل. وقال كيلروي: «آسف بصفة عامة للإساءة التي تسبب فيها المقال الذي نشر الأحد الماضي». واعترف بأن المقال يحتوي على «خطأين واضحين». وذكر أنه كتب ذلك المقال في إبريل 2003 ردًّا على «المعارضين للحرب على العراق، والذين قالوا: إن الدول العربية مشمئزة من الغرب»، وأشار إلى أن مقاله «تعرض لدول عربية وليس لكل العرب». وأضاف كيلروي قوله: «خارج ذلك السياق كان واضحا أن المقال أثار استياء شديدا وإهانة، ولا أملك أمام ذلك إلا أن أكرر أنني آسف بشدة». ومن ناحيته أعرب بريفور فيليبس رئيس «لجنة المساواة العنصرية» عن سعادته إزاء «الإجراء الفوري والحاسم» الذي اتخذته «بي بي سي». وأضاف قائلا: «سأصاب بالدهشة وخيبة الأمل إذا ما ظهر كيلروي سيلك مجددا على بي بي سي في المستقبل القريب». وأشار إلى أن هناك مقاييس للصحافة تحتم على الكاتب عدم الإساءة للأشخاص الذين لم يرتكبوا أخطاء أو فقدوا السلطة. معتبرا أن هناك خطأ كبيرا جعل مقال كيلروي يسلك طريقه إلى المطبعة. وتبرأت هيئة «بي بي سي» من الآراء المناهضة للعرب التي عبر عنها مقال كيلروي، واكدت في بيانها اول من امس على أن تلك التعليقات لا تعكس وجهة نظر «بي بي سي»، وأشار البيان إلى أن الشبكة البريطانية قررت «وقف إذاعة البرنامج (الذي يقدمه سيلك) فورًا، بينما تحقق في المسألة برمتها». وكان كيلروي يقدم برنامجا حواريا أسبوعيا على قناة «بي بي سي 1». الى ذلك دافعت صحيفة «صنداي إكسبريس» البريطانية عن المقال الذي نشرته يوم الأحد الماضي بقلم الإعلامي كيلروي وهو عضو برلماني سابق، والذي شن فيه هجمة على العرب، زاعما أنه: «لا دور لهم في الحضارة الإنسانية». وقالت الصحيفة البريطانية امس في شقيقتها «ديلي إكسبريس» ما يمكن القول عنه أنه يعبر عن موقفها من التطورات وردات الفعل التي حدثت على الساحة البريطانية التي نددت بالمقال. واستشهدت باراء بعض الساسة السابقين الذيت انحازوا الى موقف كيلروي، مؤكدين على اهمية عدم فرض قيود على حرية الاعلام.