مصر: توقعات بإعلان محمد هلال مرشدا عاما سابعا للإخوان المسلمين

TT

على عكس التوقعات بنشوب أزمة داخلية في أوساط جماعة الاخوان المسلمين المصرية المحظورة، بشأن اختيار المرشد العام الجديد للجماعة خلفا للراحل مأمون الهضيبي، كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن اسم المرشد الجديد سيعلن خلال ساعات أو قبل نهاية الاسبوع على أقصى تقدير.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان التوقعات كلها تصب في صالح المحامي محمد هلال المكلف حاليا باعباء المنصب، لإعلانه رسميا مرشدا عاما سابعا للجماعة، فيما يوجد اسمان آخران أقل فرصا وهما عضوا مكتب الارشاد محمد مهدي عاكف والشيخ الازهري محمد عبد الله الخطيب، ليحسم الامر تماما باستبعاد جميع أسماء مرشحي جيل الوسط للمنصب. وتعزر الترجيحات تصعيد أحدهم لمنصب نائب المرشد العام للجماعة، اضافة الى قطع الطريق على محاولات تسمية المرشد العام من خارج مصر. وحسب معلومات «الشرق الأوسط» فإن الجماعة سارعت في إجراءاتها لتسمية المرشد العام لإغلاق باب الجدل أمام صراعات داخل الجماعة، في وقت استغلت فيه الجماعة فرصة وصول عدد من وفود الاخوان من الخارج لتقديم العزاء في المرشد الراحل واعتبار ذلك بمثابة اجتماع مصغر لمكتب ارشاد التنظيم العالمي المخول له اختيار المرشد العام لمبايعة هلال.

وتأتي هذه المعلومات قبل ساعات من وقوف محمد هلال وأعضاء مكتب الارشاد لتقبل العزاء في مرشدهم الراحل مساء أمس، في الوقت الذي وصل فيه الى القاهرة ظهر امس وفد من 9 أخوان من الاردن يترأسه نائب المراقب العام في الاردن الدكتور همام سعيد، بينما كانت الجماعة تنتظر وفودا اخرى من الاخوان في بعض الدول ابلغت بالحضور، ومنها وفد الجزائر ووفد من السودان وآخر من اليمن ووفد من حركة حماس. وتلقت الجماعة امس عدداً من برقيات العزاء في مرشدها العام ابرزها كان من شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ومن رئيس المؤسسة الاسلامية في باكستان خورشيد أحمد، والدكتور يوسف القرضاوي والشيخ عبد الله الاحمر رئيس مجلس النواب اليمني، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ونائب حركة حماس وعضو البرلمان الجزائري عبد المجيد المناصرة.

وفي أول تصريح له بعد ساعات من توليه مؤقتاً موقع المرشد العام، نفى محمد هلال لـ«الشرق الأوسط»، وجود صراعات بين الأجيال داخل جماعته بين أفراد الحرس القديم وجيل الوسط. وقال «ليس هناك صراع أجيال داخل الاخوان بل على العكس فإن مكتب الارشاد يحظى بأغلبية كبيرة من جيل الوسط، حيث يمثلون مايقرب من ثلثي أعضاء المكتب مؤكداً أن هذا الجيل الذي يمثل جيل السبعينات أكرم الله بهم دعوة الاخوان».

وفي ما بدا أنه محاولة لطمأنة أفراد هذا الجيل قال هلال، 83 عاما، إن «جيل الكبار داخل الجماعة يعتبرون هؤلاء الشباب أقرب لهم من أبنائهم وأنهم المصابيح التي تنير مشاعل الدنيا، ونؤكد أنه لايوجد صراع بين الآباء والأبناء، خاصة أن الاخوان لا يتصارعون على المناصب وأنهم على قلب رجل واحد وأن هذه الأمور محسومة ولا خلاف عليها». وأضاف «جماعة الاخوان تسير على لوائح وأصول شرعية مقتضاها أن تكون الشورى ملزمة للجماعة، وليس هناك أي أمر يؤخذ بقرار إلا وكان عليه اجماع الشورى، وهذه اللوائح كانت منذ تأسيس الجماعة وجرى عليها الكثير من التعديلات لتتناسب مع كل مرحلة زمنية ونحن جميعاً ملتزمون بها لأنها تقوم على مبدأ الشورى».

وحول تزايد الجدل لاختيار المرشد المقبل في ظل عدم وجود نواب للمرشد، قال هلال «وفقاً للائحة فإن المرشد يختار نائباً له أو أكثر وقدر الله أن يتوفى الاستاذ مأمون دون أن يختار نائباً له، وهذا مادفعنا للعودة للائحة التي تنص على أن يقوم أكبر أعضاء مكتب الارشاد سناً بمهام المرشد لحين اختيار المرشد الجديد خلال 60 يوماً فكان قدري أن أقوم بهذه المهمة الجسيمة». وأكد أنه «لا توجد مشكلة في ظل غياب نائب المرشد لأن اللائحة لم تترك فراغاً وافترضت معظم الحالات حتى لا تحدث أزمة»، مشيراً إلى أن باقي الاجراءات تنص على اجتماع مجلس شورى الجماعة في مصر والخارج لتقديم الترشيحات من مصر وباقي الأقطار الأخرى ليتم عرضها على مكتب الارشاد العالمي لاختيار المرشد الجديد».

وأوضح هلال أنه من الصعب عقد اجتماع مجلس شورى الجماعة لخوف الجماعة من القبض على أعضائها على غرار ماحدث عقب آخر اجتماع للمجلس في عام 1995 والذي تلاه القبض على الأعضاء ومحاكمتهم عسكرياً في ثلاث قضايا للجماعة لافتاً إلى أن اللائحة تعطي الحق لمكتب الارشاد في الترشيح لتعذر انعقاد مجلس الشورى. وأشار القائم بأعمال مرشد الاخوان الى ان مكتب الارشاد في مصر سوف يرشح من يختاره وأن كل مكتب تنفيذي في الدول الأخرى سوف يقدم ترشيحاته لمكتب الارشاد العالمي مؤكداً أن «لوائح الاخوان ليس فيها ما ينص على أن المرشد العام لا بد أن يكون من داخل مصر، ولكن جرت العادة بعد حسن البنا من اخواننا في الخارج أن يكون المرشد من مصر لأنها منشأ الدعوة»، لكنه عاد ليقول «اذا قرر مكتب الارشاد العالمي اختيار المرشد العام من خارج مصر سنقول سمعاً وطاعة، لأن هذا هو قرار الاخوان وجاء وفق الالتزام بلوائح الجماعة».