كرزاي يعلن اعتزامه خوض انتخابات الرئاسة الأفغانية في يونيو المقبل

TT

كابل ـ وكالات الانباء: أعلن الرئيس الافغاني حميد كرزاي امس اعتزامه خوض انتخابات الرئاسة الافغانية التي ستجرى في يونيو (حزيران) المقبل بعد ان وافق المجلس الاعلى للقبائل «اللويا جيركا» على دستور يمهد الطريق لأول انتخابات عامة فى البلاد. ويأتي ذلك فيما حذرت الامم المتحدة من ان اجراء الانتخابات في ذلك الموعد لا ينسجم مع البطء الشديد الذي تسجل به السلطات الافغانية اسماء الناخبين المسموح لهم الادلاء بأصواتهم، إضافة الى تدهور الاوضاع الامنية بالبلاد. وقال كرزاي للصحافيين حين سئل عن عزمه خوض الانتخابات فأجاب «بالطبع أنا مرشح. ساخوض الانتخابات ان شاء الله، وإذا ارادني الشعب سيصوت من اجلي واذا لم يكن يريدني سيرفضني». وشدد على انه يريد اجراء انتخابات الرئاسة في موعدها رغم تحذير منظمات الاغاثة والامم المتحدة من ان اجراء الانتخابات خلال الاشهر القليلة المقبلة بينما ما زالت قبضة قوات الجيش الافغاني على غالبية البلاد باستثناء كابل الضعيفة للغاية، يمكن ان يشجع العناصر المتشددة المناوئة للحكومة الافغانية على اظهار عضلاتها واستهداف مقار التصويت أو مواقع حكومية. غير ان الرئيس الافغاني أكد ان أعمال العنف لن تمنعه من اعادة بناء وتوحيد افغانستان التي عانت من غزو وصراعات اهلية على مدى اكثر من عقدين. وكان كرزاي قد تحدث في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن احتمال إرجاء الانتخابات لمدة شهرين «لأسباب تقنية».

وقال كرزاى ان الحكومة ستحاكم المتورطين فى اعمال ارهابية من دون مهادنة، مشيرا الى انها لن تسمح لهم باهدار فرصة الاستقرار والسلام في البلاد، وكان كرزاي يشير بذلك الى التحقيق الذي تجريه السلطات الافغانية مع اثنين يشتبه بانهما عضوان في حركة طالبان وذلك بعدما اتهم الاول بقتل عامل اغاثة تابع للامم المتحدة في نوفمبر، واتهام الثاني بالتورط في انفجار مزدوج في قندهار الاسبوع الماضي اسفر عن مقتل ثلاثين واصابة كثيرين. ولم ينف كرزاي من قبل نيته الترشح الى الانتخابات الرئاسية، إذ أعلن منذ السادس من ديسمبر (كانون الاول) بنفسه للتلفزيون الافغاني الرسمي نيته الترشح للانتخابات، الا انه كان يشترط لترشحه إقرار دستور ينص على نظام رئاسي للبلاد يتمتع فيه رئيس الدولة بالجزء الاكبر من السلطات. وهذا أول مؤتمر صحافي لكرزاي منذ موافقة اللويا جيركا على الدستور الجديد للبلاد في الاسبوع الماضي.

غير ان الامم المتحدة حذرت من ان معدل السرعة الذي يجري على أساسه حاليا احصاء الناخبين في أفغانستان، لا يسمح باجراء الانتخابات في الموعد المقرر، إذ تم تسجيل 274 ألف افغاني على القوائم الانتخابية منذ بداية ديسمبر، بينهم 215 الف رجل و59 ألف امرأة من اصل عدد اجمالي الناخبين الذين يقدرون بعشرة ملايين.

ويشكل الوضع الامني غير المستقر، لا سيما في جنوب البلاد وشرقها، العقبة الرئيسية أمام إجراء الانتخابات، الى جانب مشاكل أخرى كعدم وجود قانون انتخابي وعدم وضوح حدود المناطق الادارية في البلاد.