الحزب الحاكم في الهند يقرر إجراء الانتخابات العامة مبكرا للاستفادة من الانتعاش الاقتصادي وارتفاع شعبيته

TT

اعلن حزب «بهاراتيا جاناتا» الهندوسي اليميني الذي يقود الائتلاف الحاكم في الهند ان الانتخابات العامة في البلاد ستجرى مبكرا عن موعدها المقرر. وهي الخطوة التي فسرها المراقبون برغبة رئيس الوزراء اتيال بيهاري فاجبايي في الاستفادة من النتائج الطيبة التي حققها حزبه خلال الاسابيع الماضية على مستوى انتخابات الولايات، وتحسن اداء الاقتصاد الهندي، مشيرين الى ان اجراء الانتخابات في موعد مبكر عن موعدها الذي كان مقررا في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل يضمن لحزب فاجبايي ليس فقط الفوز ولكن الاحتفاظ بغالبية في البرلمان تمكنه من تشكيل حكومة موالية.

وقال برامود مهاجان المتحدث باسم الحزب عشية اجتماع اللجنة التنفيذية في مدينة حيدر اباد ان«الانتخابات المبكرة مؤكدة بنسبة 100 في المائة». واضاف «الخريف افضل من فترة الرياح الموسمية وقد تكون فترة ابريل (نيسان) ـ مايو (ايار) افضل موسم لاجراء انتخابات». واضاف ان فاجبايي نال تفويضا من باقي احزاب الائتلاف الحاكم بالدعوة لانتخابات في اي وقت. وقال مهاجان في وقت لاحق في مؤتمر صحافي انه سيتم الاعلان عن التفاصيل بعدما يقر الحزب قرارا سياسيا يتوقع ان يدعو الى اجراء الانتخابات سريعا.

واكد مهاجان ان لجنة الانتخابات المستقلة وحدها هي التي يمكن ان تحدد بدقة موعد الانتخابات التي يود الحزب اجراءها في غضون 45 يوما بعد حل مجلس النواب المعروف باسم «لوكا سابها». ويتعين ان تصدر الحكومة الاتحادية قرارا بحل مجلس النواب المؤلف من 545 مقعدا رسميا قبل الدعوة لاجراء انتخابات. وتبدأ اللجنة التنفيذية الوطنية لحزب «بهاراتيا جاناتا» اليوم اجتماعا يستمر يومين لبحث موعد الانتخابات المبكرة وذلك بعد ايام من الكشف عن تخفيضات ضريبية بمليارات الدولارات وغيرها من السياسات الشعبية. ويركز الحزب على ادائه الاقتصادي بعدما دعم شعبيته بين الهندوس بحملة مثيرة للجدل لبناء معبد هندوسي في موقع مسجد يعود تاريخ تأسيسه للقرن السادس عشر اضرم فيه المتطرفون الهندوس النار عام 1992 مما فجر الموقف في بلدة ايوديا الشمالية. واشاد لال كريشناه ادفاني نائب رئيس الوزراء بالادارة الحكومية الناجحة للاقتصاد خلال مؤتمر للمغتربين الهنود بنيودلهي. وقال ان ذلك ادى الى اجواء ايجابية في البلاد مشيرا الى انه واثق من ان الشعب سيصوت لصالح استمرار حزبه في السلطة. وتابع «الناس سيعطون اصواتهم بالتأكيد لفاجبايي لولاية جديدة مدتها خمسة اعوام في 2004. لا اشك في ذلك». وارتفعت الروح المعنوية للحزب خاصة بعدما بلغت الاحتياطيات الاجنبية نحو مائة مليار دولار، بينما وصل امس سعر الاساس لمؤشر الاسهم في بورصة بومباي الى اعلى مستوى له. ومن المتوقع ان ينمو الاقتصاد بنسبة سبعة في المائة على الاقل خلال العام حتى مارس (اذار) 2004.