تدشين قصر العدل في صيدا يتحول مناسبة للتضامن مع القضاء اللبناني

TT

تحول حفل افتتاح قصر العدل الجديد في مدينة صيدا بجنوب لبنان مناسبة لاطلاق مواقف تدعو لتعزيز استقلال السلطة القضائية وحماية القضاء من التجني عليه وزعزعة الثقة به حتى ولو اقتضى الامر النص على ذلك في الدستور.

وكان قصر العدل الجديد شهد تظاهرة سياسية وقضائية وحقوقية، وحضر تدشينه رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ورئيسا مجلسي النواب والوزراء نبيه بري ورفيق الحريري ووزير العدل بهيج طبارة ووزراء ونواب واركان السلطة القضائية، وجاء الاحتفال افتتاحاً للسنة القضائية الجديدة وتكريماً لاربعة قضاة اغتيلوا على قوس المحكمة في الثامن من يونيو (حزيران) العام 1999 . وبالمناسبة اعتبر الرئيس لحود الذي رعى تدشين الصرح الجديد ان تحقيق العدالة هو اسمى ما يطمح اليه الانسان والمجتمع، مشدداً على ان الدولة «لا تستعيد دورها وحضورها وهيبتها الا بوجود قضاء عادل ونزيه ومجرد يسهر على تطبيق القانون دون تفرقة او تمييز»، وداعياً الى «بقاء القضاء محصناً ومتماسكاً بدعم الدولة وحمايتها ليبقى ملاذاً للعدالة وسداً منيعاً في وجه زحف شريعة الغاب».

وجدد لحود التزامه «رعاية الجسم القضائي وتوفير الحصانة المادية والمعنوية للقضاة»، ودعا القضاة في الوقت نفسه الى ضرورة «الاسراع في بت الدعاوى واصدار الاحكام»، مشيراً الى ان ما تم انجازه خلال السنوات الماضية «يمكن ادراجه في خانة الانجازات الوطنية التي ساهمت في تعزيز دور القضاء وفعاليته».

وتحدث وزير العدل بهيج طبارة في كلمة القاها بالمناسبة عن «فاجعة استشهاد القضاة الاربعة»، معتبراً ان الجريمة «تعدت اشخاصهم وطاولت الوطن بأسره»، داعياً الى تكثيف الجهود القضائية بالتنسيق مع كافة الاجهزة المعنية لكشف ملابسات الجريمة واحالة الجناة ومن يقف وراءهم الى القضاء واقفال هذا الملف في اسرع وقت مع سائر الدعاوى العالقة حرصاً على مصالح الناس وسمعة العدالة في لبنان.

واعتبر طبارة ان «هيبة قصور العدل هي جزء من مهابة العدالة» وامل في انجاز قصور العدل الجديدة في بعبدا وطرابلس وباقي المناطق.

ثم كانت كلمة لرئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي طانيوس الخوري التي اسف فيها لـ «حملة التجني والتشهير التي يتعرض لها القضاة الذين دفعوا دماً في سبيل رسالتهم». وعاهد الشعب اللبناني على «مضي القضاة في تحمل مسؤولياتهم رغم كل السهام التي تصيب الجسم القضائي احقاقاً للحق وصوناً للعدالة التي قضى على محرابها الشهداء الاربعة». كما أكدت كلمات مدير عام وزارة العدل القاضي عمر الناطور ونقيبي المحامين في بيروت وطرابلس سليم الاسطا وخلدون نجا على صون القضاء وحمايته وتعزيز استقلاليته للقيام بدوره على اكمل وجه.