برلمانا لبنان وسورية يرفضان الاتهامات الأميركية والابرش يؤكد قيام بلاده بـ«جهد واضح» ضد الإرهاب

TT

رفض رئيسا مجلسي النواب والشعب في لبنان وسورية نبيه بري ومحمود الابرش الاتهامات الاميركية بوجود قواعد ارهابية في منطقة البقاع (شرق لبنان). وفيما وصفها بري بأنها «باطلة وغير صادقة»، دعا الابرش الولايات المتحدة الى «نظرة طبيعية نحو سورية ولبنان بمقياس عقلاني وعادل»، واكد ان سورية «تقوم الآن بجهد واضح لمكافحة الارهاب». مشدداً على «انها بالفعل دولة ضد الارهاب، لكنها ليست ضد المقاومة».

وكان الابرش واصل امس زيارته الرسمية التي بدأها اول من امس الى بيروت على رأس وفد برلماني سوري كبير توج امس باجتماع بين الرئيسين بري والابرش في حضور وفدين رسميين من مجلسي النواب، وعقدا بعد اللقاء مؤتمراً صحافياً مشتركاً، استهله الابرش بالاشارة الى ان هذه المحادثات تسعى الى «تعميق الصلات التاريخية ما امكن بين الشعب العربي في سورية ولبنان» وعلق على تصريحات وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قائلاً: «كنا نتمنى ان تنظر اميركا الينا ـ ولو يوماً ـ بمنظار سليم، فالمنظار الاميركي هو منظار متحيز دائماً ضدنا، ومهما عملنا من ايجابيات تقول اننا مخربون ومتمردون، وحتى العمليات الاستشهادية تسميها ارهاباً». واضاف: «نحن نحتاج الى ان تنظر الولايات المتحدة الاميركية نظرة طبيعية نحو سورية ولبنان، وبأن تنظر الى هذه العلاقات بمقياس عقلاني محايد وعادل ونتمنى من زملائنا في الكونغرس الاميركي ان ينظروا الى الحقائق بصورة افضل بكثير مما ينظرون اليها الآن، وان يحكموا على الامور بمعطيات طبيعية وصلبة وسليمة ولكن يبدو ان هذه المعطيات للأسف تنبع من النبع الاسرائيلي ان هنالك مكيالين: مكيال اسرائيلي ومكيال باتجاه الدول الأخرى في المنطقة».

ورد على سؤال حول ما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون من ان اسرائيل لن تفاوض سورية قبل وقف دعمها للارهاب، قال: «شارون يعرف ونحن نعرف ان سورية لا تدعم الارهاب. وهو يعرف ونحن نعرف ان المقاومة ليست فعلاً سياسياً انما المقاومة هي رد شعبي وارادة شعبية، وهذا واقع، وليس هنالك ارادة سياسية تقف امام مشروع وطني قائم من اجل تحرير الارض والبلد (...) نحن ضد الارهاب وسورية هي اول بلد تعرض للارهاب في المنطقة. وراح ضحاياه آلاف القتلى والجرحى لسورية في الثمانينات. وفي ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة الاميركية نعرف ان هنالك عمليات ارهابية مشجعة من قبل الولايات المتحدة بالذات، وقد اشار الرئيس حافظ الاسد في ذلك الوقت وقال للمسؤولين في البنتاغون الاميركي الى اننا نود ان نضع تعريفاً واضحاً للمنظمات الارهابية، وطلبنا التدخل العالمي لوقف الارهاب في المنطقة، وفي كل المناطق، وتقوم سورية الآن بجهد واضح لمكافحة الارهاب، وتتعاون مع كل المنظمات الدولية لأنها بالفعل دولة ضد الارهاب، لكنها ابداً ليست ضد المقاومة».

واعلن الابرش ان البحث جار عن توحيد الهيكلية الادارية بين البرلمانيين من اجل القيام بعمل مشترك قائم ومواز وكنا نضع القواعد من اجل العمل الدبلوماسي كما اطلق عليها دولة الرئيس بري تسمية: «الدبلوماسية البرلمانية المشتركة».

اما بري فقد اعلن عن اتفاق على انعقاد اللجنة المشتركة البرلمانية اللبنانية ـ السوري دورياً كل شهرين اما في دمشق واما في بيروت، وانه تقرر ان يكون الاجتماع الاول في الرابع من ابريل (نيسان) المقبل. وسئل بري عن تهديدات وزير الدفاع الاميركي رامسفيلد واتهامه بوجود تدريبات في البقاع، فأجاب: «ألم يشبع بعد من العراق لكي يكمل؟ حقيقة ان قسماً من الادارة الاميركية وليس كل الادارة الاميركية له معتقدات الارهاب وبالتالي يرى بهذه العين. ان البقاع هذه المنطقة في لبنان وكلكم تعرفون انه كان توجد فيها زراعة تعتاش الناس من ورائها وهي زراعة الافيون، زراعة المخدرات، وعندما قيل انه يجب وقف هذه الزراعة وصدر كلام في هذا الصدد عن الامم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية فإن سورية كانت اكثر الدول المتضامنة والمساعدة والمؤازرة للسلطات الامنية اللبنانية على قطع دابر هذه الزراعة علماً بأن الاميركيين في بعض البلدان مثل تركيا والمغرب دفعوا مئات الملايين من الدولارات وصلت احيانا الى مليارات الدولارات في سبيل قطع دابر هذه الزراعة ولم يوفقوا، بينما في لبنان بفضل مساعدة سورية حصل هذا الامر وتوقفت هذه الزراعة نهائياً. ولقد كان هذا الامر يعتبرونه من الاعمال الارهابية فلم نر اي مساعدة او مؤازرة او اي مدح لسورية او للبنان على هذا الموضوع، وطبعاً كلنا نعرف انه لا توجد مراكز تدريب في البقاع ونعرف ان هذه التهم باطلة وغير صادقة»