صدام أسيرا: لا إهانات ولا تخويف و.. مرتب شهري يناسب الرتبة

اتفاقية جنيف تقضي بمنح الرئيس العراقي السابق حريات لم يسبق له أن منحها لمعارضيه

TT

اعلن البنتاغون (وزارة الدفاع الاميركية) ان صدام حسين، الذي كان وضعه القانوني محل تساؤلات منذ القبض عليه في الشهر الماضي، هو حقا «اسير حرب عدو».

ويحمل مثل هذا البيان العديد من الدلالات بالنسبة لمعاملة الزعيم العراقي السابق والظروف التي يمكن ان يحاكم بمقتضاها.

وقال لاري داي ريتا، كبير المتحدثين باسم البنتاغون للصحافيين في ساعة متأخرة من مساء اول من امس «لقد قرر المحامون منح صدام وضعية اسير حرب عدو».

وذكر داي ريتا وغيره من المسؤولين في قطاع الدفاع ان الوضع القانوني سيتغير قليلا في الطريقة التي يعامل بها صدام منذ عثور القوات الاميركية عليه في 13 ديسمبر (كانون الاول) الماضي مختبأ في حفرة في مزرعة بالقرب من مدينة تكريت. وكانت السلطات الاميركية قد ذكرت انه يعامل طبقا لمبادئ معاهدات جنيف لاسرى الحرب. واشار مسؤول دفاعي كبير تعليقا على البيان الى انه «من الناحية العملية، لم يتغير أي شيء».

غير ان البيان الرسمي بخصوص وضع صدام يجعل الامر مسؤولية اميركية رسمية للالتزام بأحكام معاهدات جنيف.

ومن بين الاشياء الاخرى، فإن هذه الاحكام تنص على عدم تعريض السجناء للتخويف والاهانات وعدم تحويلهم الى مادة لاثارة فضول الناس. كما تنص الاتفاقيات على حق السجين في الحصول على طعام مناسب وحرية ممارسة الشعائر الدينية ومرتب شهري طبقا للرتبة، وهي حقوق وحريات لم يسبق له ان منحها لمعارضيه.

وبالاضافة الى ذلك يحق للسجناء في زيارات من ممثلي اللجنة الدولية للصليب الاحمر لفحص ظروف الاسر. وذكر متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في واشنطن ان المنظمة قد اتصلت بالسلطات الاميركية في بغداد بخصوص الاتصال بصدام. غير ان معاهدات جنيف لا تمنع صدام من المحاكم بتهمة جرائم حرب. ولكنها تنص على ان مثل هذه الاجراءات يجب ان تتم عبر محكمة دولية او القوة المحتلة ـ وهي في هذه الحالة الولايات المتحدة. وهذا النص يمكن ان يخلط اوراق الخطط الاميركية لتسليم صدام الى المحاكم العراقية بتهمة التطهير العرقي وغيرها من الفظائع.

وبالرغم من ان بيان البنتاغون جاء بعد عدة اسابيع من القبض على صدام، فإن المسؤولين الذين هم على علم بالمناقشات الداخلية في البنتاغون قالوا ان مكتب المحامي العام توصل الى اجماع عام في فترة مبكرة بأن صدام يستحق معاملة اسير الحرب. واضاف المسؤول الكبير «كان هناك تصور بأن وضعه السابق كرئيس وقائد للجيش العراقي، وحقيقة انه اسر في نزاع مسلح، فإنه اسير حرب عدو».

غير ان البنتاغون ظل حتى بيان اول من امس يشير الى ان الموضوع تحت الدراسة. فيوم الثلاثاء الماضي اجاب وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد عن سؤال، في مؤتمر صحافي بالبنتاغون، حول وضع صدام بقوله «ان محامي البنتاغون لديهم بعض الاسباب الجيدة لعدم اعتبار صدام اسير حرب».

غير ان مساعدي رامسفيلد ذكروا يوم الجمعة انه تحدث بدون الاستفادة من ايضاح قانوني جديد، وقد تلقى نصا يوم الجمعة.

والمعروف ان السلطات الاميركية لا تزال تحقق مع صدام حسين في جهة غير معلومة في العراق، حيث تتولى وكالة الاستخبارات المركزية الدور الرئيسي. ولم تكشف أي تقارير علنا حول معلومات مفيدة تطوع بها.

وقد ذكر وزير الخارجية الاميركي كولن باول، في مقابلة مع شبكة اخبار «سي بي اس» يوم الجمعة ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لم تقرر بعد متى ستسلم صدام الى السلطات العراقية. واوضح «نريد للعراقيين ان يصبحوا شركاء بالكامل في هذا الموضوع، ونعتقد ان مصداقية الحكومة العراقية الجديدة ستتحدد بكيفية معاملة هذا الديكتاتور الرهيب».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الاوسط»