قتلى وجرحى بانفجار سيارة في بعقوبة ومقتل 8 مهاجمين برصاص أميركي قرب سامراء

اعتقال عدد من «فدائيي صدام» بالحويجة و5 رجال وامرأة بالموصل و7 عرب في شرطة كركوك

TT

قتل شخصان على الاقل واصيب نحو 30 شخصا بجروح في هجوم بسيارة ملغومة على مركز للشرطة في مدينة بعقوبة (شمال شرقي بغداد) صباح امس، حسبما افادت مصادر عسكرية وطبية. وفيما افادت الشرطة بأن عناصرها تحدثوا الى السائق قبل ان يفجر السيارة بثوان وانه كان يتكلم بلهجة «غير عراقية»، اعلن الجيش الاميركي ان التفجير تم عن بعد. من ناحية ثانية اعتقلت القوات الاميركية 26 شخصا بينهم عدد من «فدائيي صدام» في مداهمات بالحويجة كما قتلت 8 مهاجمين جنوب سامراء. وكان برايان اليوت الضابط بالفرقة الاميركية الرابعة مشاة اعلن بعيد انفجار بعقوبة امس ان «مهاجما انتحاريا في سيارة مدنية خضراء قادها بسرعة صوب قوة النجدة التابعة للشرطة» وسط المدينة حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا. الا ان المتحدثة باسم الفرقة الميجر جوسلين ابيرل اعلنت في وقت لاحق ان التفجير تم عن بعد.

وحسب اليوت «كان من الممكن ان يصبح هذا الهجوم اسوأ بكثير لو كان السائق ادخل السيارة داخل المجمع». من جهتها قالت مصادر في مستشفى بعقوبة العام ان الجرحى 29 بينهم 14 شرطيا. وقال الضابط في الدفاع المدني حيدر اسماعيل ان «السيارة انفجرت قرب ادارة شرطة النجدة مما ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى». واضاف المصدر نفسه ان «الانفجار وقع عند الساعة 8.30 عندما نجحت سيارة مدنية من طراز تويوتا يابانية الصنع خضراء اللون من دخول هذه المنطقة والاقتراب من بوابة مديرية شرطة النجدة حيث تم تفجير السيارة». واوضح اسماعيل ان «قطع السيارة تناثرت الى مسافات بعيدة عن مكان الانفجار وكذلك بقايا السائق الذي فجر نفسه. والانفجار ادى الى تدمير عدد من سيارات شرطة النجدة والسيارات المدنية العائدة للضباط». وقال شرطي في مكان الحادث ان المهاجم ربط قدمه فيما يبدو بدواسة البنزين للتأكد من ان السيارة ستمضي مسرعة حتى اذا قتل. واضاف عريف الشرطة رائد مهدي الزهيري «كنت في الداخل وسمعت انفجارا فخرجت وشاهدت سيارة بها شخص نسف جسمه الى اجزاء». وتابع «لم يتبق شيء». وقالت الشرطة انها تحدثت الى السائق قبل لحظات من الهجوم وانها طلبت منه الابتعاد عن المنطقة لانها منطقة امنية. وقالوا ان السائق تحدث بلهجة غير عراقية.

وسادت حالة من الفوضى مستشفى بعقوبة العام بسبب وصول العشرات من اهالي القتلى والجرحى بحثا عن ذويهم بعد سماعهم الاخبار ودوي الانفجار. وسببت الفوضى ارباكا كبيرا في المستشفى الذي استدعى المسؤولون فيه رجال الشرطة لمنع اعداد كبيرة من الدخول. من ناحية ثانية، افاد متحدث عسكري اميركي أمس بان ثمانية قتلوا وجرح آخر خلال اشتباك اول من امس مع جنود اميركيين قرب سامراء شمال بغداد. وقالت الميجور ابيرل المتحدثة باسم فرقة المشاة الاميركية الرابعة انه «بعد ظهر امس قتل جنود من كتيبة المشاة 8 ـ 1 جنوب غربي سامراء ثمانية مهاجمين وجرحوا آخر». واضافت ان العراقيين فتحوا النار في البداية على الجنود الاميركيين في ما وصفته بأنه «اطلاق نار من سيارة عابرة». واوضحت ان «المهاجمين اطلقوا النار من اسلحة رشاشة. وحاولوا الهرب بعد المواجهة الاولية ورد الجنود باطلاق النار». واكدت ان 26 مهاجما اعتقلوا عقب الحادث كما تمت مصادرة اربع عربات.

من جهة أخرى، اكد مسؤول في الدفاع المدني العراقي ان قوات مشتركة من الدفاع المدني العراقي والجيش الاميركي نجحت امس في اعتقال ستة اشخاص بينهم امرأة كانوا يعدون لزرع عبوة ناسفة في الموصل (شمال). وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته ان «دورية مشتركة من القوات الاميركية وعناصر من اجهزة الدفاع المدني العراقي تمكنت من اعتقال ستة اشخاص بينهم امرأة هي زوجة احدهم». واضاف ان «هؤلاء الاشخاص الستة اعتقلوا في منطقة الغابات عندما كان بعضهم يزرع عبوة ناسفة والبعض الاخر يراقب الطريق الرئيسي في المدينة الذي يسلكه الجميع من قوات اميركية ومدنيين عراقيين». واوضح المسؤول نفسه ان «التحقيق جار من قبل القوات الاميركية والشرطة العراقية مع هؤلاء لمعرفة اسباب ودوافع فعلتهم والجهات التي تمولهم».

الى ذلك، اكد مسؤول كبير في مديرية شرطة كركوك ان القوات الاميركية اعتقلت 26 شخصا تشتبه بقيامهم بأعمال عنف بينهم ضابط سابق في جهاز الاستخبارات العراقي في الحويجة. وقال سرحت قادر مسؤول الاقضية والنواحي في مديرية شرطة كركوك ان الاعتقالات تمت «في عملية مداهمة في قضاء الحويجة» الذي يبعد خمسين كيلومترا غرب كركوك. واوضح قادر ان بين المعتقلين «عناصر من فدائيي صدام وقيادات بعثية سابقة من الذين يتحملون مسؤولية العنف في المنطقة الغربية من كركوك»، مؤكدا ان «عملية المداهمة شملت احد المساجد في منطقة الحويجة وجميع القرى والنواحي المحيطة بها». واشار الى ان الجيش الاميركي كان يحمل «قوائم باسماء الاشخاص المطلوبين وعناوينهم». وفي كركوك نفسها، اكد قائد الشرطة اللواء تورهان يوسف امس ان القوات الاميركية اعتقلت سبعة من عناصر الشرطة المحلية في المدينة للاشتباه بنقلهم معلومات الى «ارهابيين» للقيام بعمليات ضد القوات الاميركية والشرطة العراقية. وقال يوسف ان «القوات الاميركية اعتقلت سبعة من عناصر الشرطة المحلية من عموم المحافظة لاتهامهم بتسريب معلومات للارهابيين عن مواقع نقاط التفتيش واماكن تواجد دوريات الشرطة والمناطق التي تتمركز فيها قوات اميركية». واضاف ان «هؤلاء الشرطة وجميعهم من العرب نقلوا الى مطار كركوك المقر الرئيسي للقوات الاميركية في المدينة والتحقيق جار معهم لمعرفة الدوافع الرئيسية لقيامهم بمثل هذه الافعال والجهات التي تمولهم». واوضح يوسف ان «هؤلاء الافراد كانوا جميعا في قوات الشرطة السابقة» التي كانت تعمل في عهد النظام العراقي السابق. وتشهد كركوك اضطرابات دموية احيانا بين الاكراد والعرب والتركمان. وقد ظهرت هذه الخلافات بين مختلف المجموعات بعد سقوط نظام صدام حسين ومطالبة الاكراد بالحاق المدينة بمحافظاتهم.