فلسطينية أم لطفلين تفجر نفسها في نقطة تفتيش إسرائيلية وتقتل 4 جنود وتصيب 10

حماس تستخدم امرأة في عملية انتحارية لأول مرة بالتعاون مع كتائب الاقصى

TT

فجرت امرأة فلسطينية ام لطفلين نفسها عند معبر ايريز على حدود اسرائيل وقطاع غزة امس، وقتلت اربعة جنود اسرائيليين على الاقل واصابت 10 بجروح.

واعلنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وكتائب شهداء الاقصى مسؤوليتهما المشتركة عن الهجوم، وقالتا انه انتقام لقتل نشطاء ومدنيين فلسطينيين وتوعدتا بتصعيد الهجمات. وفجرت الفلسطينية التي عرفتها حماس بانها ريم الرياشي، 21 عاما، نفسها عند نقطة تفتيش يتعرض فيها العمال الفلسطينيون لتفتيشات اسرائيلية صارمة قبل السماح لهم بدخول مجمع صناعي قريب. وقال احد افراد اسرتها انها ام لطفلين هما صبي يبلغ من العمر ثلاثة اعوام ونصف العام وبنت تبلغ عاما ونصف العام.

وقال ضابط كبير بالجيش الاسرائيلي ان القتلى جنود اسرائيليون بينهم مدني اسرائيلي واحد على الاقل. وقالت مصادر امنية ان هناك اربعة فلسطينيين بين الجرحى. وهذا هو اول هجوم فدائي فلسطيني منذ هجوم وقع في 25 ديسمبر (كانون الاول) الماضى اسفر عن مقتل اربعة اسرائيليين بالقرب من تل ابيب وآثار المزيد من الشكوك حول افاق انعاش خريطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط التي تدعمها الولايات المتحدة. ومن شأن الهجوم كذلك اثارة رد فعل عنيف من جانب اسرائيل التي شنت في الفترة الاخيرة حملات بحثا عن نشطاء في الضفة الغربية.

واعلنت «حماس» وهي الجماعة الرئيسية وراء حملة الهجمات الفدائية منذ بدء الانتفاضة انها ولاول مرة جندت نشطة فلسطينية للقيام بالهجوم امس للتغلب على الاجراءات الوقائية الاسرائيلية التي تواجه النشطاء الرجال. وتعرضت اسرائيل للعديد من الهجمات التي نفذتها نساء من جماعات اصغر حجما. وقال الشيخ احمد ياسين مؤسس الحركة في غزة انه لاول مرة استخدمت «حماس» مقاتلة وان هذا تطور جديد «في المقاومة ضد العدو». واضاف ان «المقاومة ستتصاعد ضد العدو والى ان يرحل عن ارضنا ووطننا».

وفي رام الله بالضفة الغربية قال رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع الذي فشل في الفترة الاخيرة في اقناع النشطاء بوقف هجماتهم على اسرائيل ان الحملة العسكرية الاسرائيلية «لا تساعد على تحقيق الهدوء» ودعا الى وقف متبادل لاطلاق النار. وقال شهود ان المهاجمة كانت تعرج وهي تتقدم من جهاز للكشف عن المعادن يديره رجال امن اسرائيليون. وقال البريجادير جنرال جادي شامني «تمكنت من خداع الجنود بقولها انها تضع شرائح معدنية في ساقها». وأضاف «لانها امرأة ارسل في استدعاء جندية لتفتيشها. وانتهزت الفرصة لدخول المبنى بعد متر او اثنين من البوابة وفجرت نفسها».

وقالت «حماس» وجماعة كتائب شهداء الاقصى ذات الصلة بحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان الرياشي ضربت «اعداء الله والانسانية». واعلنت كتائب شهداء الاقصى مسؤوليتها عن مقتل مستوطن يهودي، 28 عاما، اب لخمسة اطفال في كمين على جانب طريق بالقرب من مستوطنة يهودية بالضفة الغربية اول من امس. وتعرف ريم في الحي بـ«ام مصعب»، ويعمل زوجها كمنقذ بحري، حيث تفصل عشرات الامتار بيت العائلة عن شاطئ البحر. وعلم ان ريم وزوجها معروفان بالتزامها بحركة «حماس». وكما ذكر سكان المنطقة ان «ام مصعب» كانت تقوم باعطاء دروس دينية للنساء في مسجد «المصطفي» الواقع على البحر.

وقد رفض اهلها الاجابة على اسئلة الصحافيين الذين طرحوا الاسئلة حولها. وبتنفيذها هذه العملية، تكون حركة «حماس» قد عدلت عن موقفها الذي عبر عنه قائدها ومؤسسها الشيخ احمد ياسين، الذي اكد انه يتوجب وضع المرأة الفلسطينية في «خط الاحتياط»، وعدم السماح لها بتنفيذ عمليات عسكرية، حيث بامكانها ان تقوم بعمل اكثر اهمية خارج نطاق العمل العسكري. وقال الشيخ سعيد صيام، احد قادة الحركة السياسيين في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط» انه لا يتوجب الاستهجان من قيام ناشطة من «حماس» بتنفيذ عملية «استشهادية»، منوها الى ان هذا النوع من العمليات ليس حكرا على الرجال. واضاف ان «هناك ضغوطاً كبيرة من النساء الفلسطينيات على حركة حماس للمشاركة في تنفيذ عمليات ضد الاحتلال». واكد ان جميع قطاعات الشعب الفلسطيني ترغب في المشاركة في تحمل عبء المقاومة ضد الاحتلال. واشار صيام الى ان تنفيذ هذه العملية يؤكد ان حركة «حماس» ماضية في تشبثها بخيار المقاومة، وان «كل ما قيل حول توجه الحركة لوقف العمليات ضد الاحتلال لا اساس له من الصحة». يذكر انه منذ اندلاع انتفاضة الاقصى، شاركت اثنتا عشرة امرأة فلسطينية في تنفيذ عمليات تفجيرية ضد اهداف اسرائيلية، سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي داخل اسرائيل، في حين ان المخابرات الاسرائيلية الداخلية «الشاباك» قامت باعتقال عشرين امرأة فلسطينية بتهمة تخطيطهن لتنفيذ عمليات تفجيرية. وأثارت العمليتان التفجيريتان في كل من حاجز بيت حانون (قطاع غزة) ومحافظة رام الله، غضبا شديدا في اسرائيل، خصوصا انهما وقعتا ضد رجال امن ومستوطن في المناطق المحتلة. اذ ان مثل هذه العمليات لا تلقى معارضة واستنكاراً واسعين في العالم، وتذكر بأن هناك احتلالا للاراضي الفلسطينية ومقاومة للاحتلال. وقد قرر الطاقم الوزاري الامني المصغر، برئاسة ارييل شارون، الذي كان مجتمعا في القدس ساعة حدوث عملية غزة، الرد عليهما بقسوة. فأغلقوا الحاجز امام العمال والتجار الفلسطينيين (حوالي 4000 عامل و1200 تاجر)، وبدأت الطائرات الحربية تحوم في الجو بانتظار خروج مطلوبين فلسطينيين من قادة حماس والجهاد وفتح لاغتيالهم.