خطة شارونية جديدة لنقل المستعمرين اليهود من قطاع غزة إلى النقب داخل اسرائيل

TT

على الرغم من ان رجال الدين اليهود لا يعتبرون قطاع غزة جزءا من أرض اسرائيل التاريخية ـ التوراتية ولم يفتشوا فيها حتى عن آثار قديمة، الا ان مجموعة كبرى اصدرت، امس، فتوى دينية جديدة تزعم فيها ان خطة رئيس الوزراء، ارييل شارون، لاخلاء مستعمرات غزة ونقلها الى النقب المجاور، هي خطة معادية للتوراة وللديانة اليهودية. واكد رجال الدين المذكورون ان كل اخلاء استيطاني يعتبر محرما، حتى لو كان ذلك في المستعمرات «غير الشرعية». وكانت صحيفة «معاريف» ا لاسرائيلية قد خرجت، فجر امس، بخبر صارخ على صدر صفحتها الاولى، تكشف فيه ان هناك خطة جاهزة لدى شارون لاخلاء مستعمرات غزة.

وجاء في النبأ ان شارون، عندما كان وزيرا للزراعة سنة 1980 منح المستعمرين في قطاع غزة 20 ـ 30 دونما للفرد، في الاراضي الواقعة بجوارهم في منطقة النقب (حدود ما قبل 1984). وقد اراد في حينه ان يمنع مشاركتهم في اعمال الاحتجاج ضد اخلاء مستعمرة «بميت» من سيناء، بموجب اتفاقيات كامب ديفيد الاولى. ولم يستغل المستعمرون هذه الاراضي كونها بعيدة، لكنهم تمسكوا بها. ومن جهته، يعمل شارون منذ توليه رئاسة الحكومة، قبل حوالي 3 سنوات، على اعداد خرائط هيكلية للبلدات الواقعة في المنطقة، تمهيدا لبناء المستوطنات اليهودية في غزة مرة اخرى. ولكن على ارض النقب واتضح من الخرائط ان شارون بدأ يخطط كيف سيرحل المستوطنين اليهود بأقل ما يمكن من ضرر. وقال احد المقربين منه انه تفوه ضد احتلال غزة عدة مرات في الايام الاخيرة. فقال خلال جولته في المنطقة: «ليتني ارى ابناءنا وقد عادوا الى البيت، ولم يبق واحد منهم في قطاع غزة». واضاف ان شارون يضع خرائط المنطقة الجديدة على طاولته ويريها لكل من يدخل غرفة عمله، بصراحة.

وعقب ناطق بلسانه، امس، ان هذه الخطة موجودة فعلا. وان الدوائر الحكومية قامت في الاشهر الاخيرة بتنفيذ عدة مشاريع حيوية لبنيتها التحتية في اطار اعدادها كي تتحول الى مستوطنات يهودية متطورة.

والمنطقة الجاري الحديث عنها تقع شرقي قطاع غزة وشمال غربي مدينة بئر السبع. وهي اراض صحراوية مما نجحت اسرائيل في استصلاحها وهي اليوم خضراء يانعة. وتتسع لاقامة مدينة سكانها 100 الف نسمة. وليس فقط 10 آلاف بعدد سكان المستعمرات اليهودية في قطاع غزة. وتنطوي خطة شارون على عدة مغريات للمستعمرين اليهود حتى يرحلوا.

الا ان ردود الفعل الغاضبة على هذه الفكرة خصوصا في معسكر شارون، جعلته يبدي بعض التراجع. فقال الناطق بلسانه : ان شارون يتحدث عن مشروع بعيد المدى. لن ينفذ مرة واحدة. بل سيستغرق وقتاً طويلاً جدا، لعدة سنوات.