القمة المصرية ـ المغربية ترحب بالجهود الدولية لاستئناف عملية السلام وتبحث إعلان أغادير

TT

رحبت مصر والمملكة المغربية بالجهود الدولية لاستئناف عملية السلام في المنطقة، ودعتا إلى تنفيذ خطة «خريطة الطريق» دون شروط أو تعديلات أو فرض حلول اسرائيلية أحادية الجانب، ووفقاً للمرجعيات المنصوص عليها في الخطة بما يتضمن اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وأكد الجانبان في محضر اجتماعات الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة برئاسة الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل المغربي الملك محمد السادس، التي عقدت في القاهرة أمس، رفضهما للسياسات الاسرائيلية الرامية إلى تهويد القدس والمساس بمقدساتها.

وناشدا المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية المعنية التدخل لوقف العدوان الاسرائيلي على المدينة المقدسة، وتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بالجدار العازل والتخلي عن سياسة الاستيطان.

وأعربت اللجنة المشتركة عن بالغ القلق لتدهور الأوضاع في العراق التي تهدد أمن الشعب العراقي، وتهدد الاستقرار في المنطقة، واعتبرت مجلس الحكم الانتقالي خطوة في اتجاه اقامة حكومة وطنية منتخبة، وأكدت على أهمية اضطلاع الأمم المتحدة بدور محوري في عملية تعزيز الاستقرار والاعمار في العراق.

ورحبت اللجنة بالتطورات والترتيبات الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية للسودان، وناشدت الأطراف المعنية بذل قصارى جهدها للتوصل الى أفضل الصيغ التي تضمن الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي السودان.

كما رحبت اللجنة بقرار مجلس الأمن الخاص برفع العقوبات المفروضة على ليبيا مرحبة بذلك بمبادرة طرابلس الخاصة للتخلي عن برنامج انتاج أسلحة الدمار الشامل.

وجددت اللجنة ادانتها للارهاب بجميع أشكاله، وأهابت بالمجتمع الدولي الاستجابة إلى عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة لمكافحة ظاهرة الارهاب وأدانت الاعتداءات الارهابية التي تعرض لها كل من المغرب والسعودية.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية المصري، أحمد ماهر، إن المباحثات بين الرئيسين المصري والعاهل المغربي تناولت الأوضاع العربية الراهنة والتطورات الدولية، والدور الذي تضطلع به كل من القاهرة والرباط في تفعيل العمل العربي المشترك، ودفع عملية السلام الفلسطينية ـ الاسرائيلية باعتبار أن الملك محمد السادس رئيساً للجنة القدس. وقال ماهر إن الجانبين المصري والمغربي بحثا في اتفاقية اعلان اغادير التي ستوقع قريباً معرباً عن أمله أن تنضم إليها الدول العربية المتوسطية تدعيماً للعلاقات التجارية والاقتصادية فيما بينها.

واختتم العاهل المغربي الملك محمد السادس زيارته الرسمية للقاهرة أمس بعقد جولة جديدة من المباحثات مع الرئيس مبارك.

وسيظل العاهل المغربي في القاهرة مدة يومين آخرين في زيارة خاصة، يتوجه بعدها إلى دولة الامارات العربية المتحدة.

وخلال مباحثات القمة بين الرئيس مبارك والملك محمد السادس عقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بحضور أعضاء الوفدين برئاسة الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء ، ومحمد بن عيسى، وزير الخارجية المغربي، لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين. وبعد ذلك شهد الرئيس مبارك والملك محمد السادس مراسم التوقيع على اتفاقيات وبروتوكولات التعاون بين الجانبين من بينها، اتفاقيات التعاون القضائي والتعاون بين وزارتي الأوقاف.

وقال وزير الخارجية المصرية عقب القمة المصرية ـ المغربية إن المباحثات بين الرئيس مبارك والملك محمد السادس تناولت ايضا تطورات الاوضاع في العراق واستقلاله ووحدة ترابه وسيادته. كما استعرض الزعيمان العلاقات الثنائية والتطور الايجابي الذي طرأ عليها.

وقال ماهر انه عقد لقاء رأسه رئيس الوزراء المصري ومن الجانب المغربي وزير الخارجية تناول امكانات تدعيم العلاقات في المجالات التجارية والاقتصادية والنقل والمواصلات، كما بحث الجانبان اتفاقية اغادير التي ستوقع قريبا.

وحول امكانية انضمام تركيا لاعلان اغادير، قال ماهر ان هذا الامر لم يتم بحثه، مشيرا الى ان الاعلان موجه للدول العربية ـ المتوسطية حتى الان، ولا توجد أية طلبات اخرى للانضمام الى هذا الاعلان.

وحول القمة العربية المقبلة اشار ماهر الى انها ستعقد في مارس (اذار) المقبل في تونس، وسيسبقها تنسيق عربي بصفة عامة وتنسيق مصري ـ مغربي بصفة خاصة.

ونفى ماهر وجود خلافات بين مصر وليبيا مشيرا رغم ذلك الى وجود بعض المشكلات التي تجري اتصالات لتسويتها، مؤكدا ان ما بين مصر وليبيا اقوى بكثير من أية مشاكل عارضة.

وفي سياق ذلك، قال صفوت الشريف، وزير الاعلام المصري إن القمة المصرية ـ المغربية اظهرت تطابق وجهات النظر بين الزعيمين تجاه مختلف القضايا خاصة فيما يتعلق بقضية الشرق الاوسط والقضية العراقية.

واضاف ان الاجتماع على المستوى الوزاري بين الوفدين المصري والمغربي كان انعكاسا لما اتفقت عليه القمة بالنسبة لقضية الشرق الاوسط والتحرك والاتصالات الجارية من اجل تهيئة مناخ يحقق اللقاء بين الفلسطينيين والاسرائيليين ودفع «خريطة الطريق».

واضاف الشريف أن اعلان اغادير، الذي وقعت عليه مصر والمغرب وتونس والاردن يعني بداية عربية لاقتصاد عربي يجمع الدول الاربع، وسيتم استكمال التوقيع على اتفاقية الاعلان في فبراير (شباط) المقبل. وقال ان الدول الاربع لديها اتفاقات شراكة مع الاتحاد الاوروبي وبالتالي يأتي اجتماع اللجنة العليا في اطار الاعداد المسبق لتوقيع اتفاقية اغادير.