عاكف المرشد السابع للإخوان المسلمين من الحرس القديم

المرشد الجديد تربى في التنظيم السري وصدر ضده حكم بالإعدام وغير أفكاره على يد التلمساني

TT

اعلنت جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في مصر امس انتخاب احد رموز الحرس القديم، محمد مهدي عاكف، 75 عاما، مرشدا عاما للجماعة خلفا للمستشار مأمون الهضيبي الذي توفي الخميس الماضي، كما تم اختيار احد الاصلاحيين نائبا له.

وقال مصدر في مكتب الارشاد، اعلى سلطة في الجماعة، انه تم اختيار محمد حبيب، 65 عاما، وهو استاذ سابق في كلية الهندسة بجامعة اسيوط، ينتمي الى ما يعرف بالتيار الاصلاحي، نائبا للمرشد العام. واكد بيان صادر عن القائم بأعمال المرشد العام محمد هلال، ان «اجراءات انتخاب المرشد العام الجديد للاخوان المسلمين تمت وفقا لاحكام النظام الاساسي للجماعة وذلك باستطلاع الاراء المختصة وتلقي اراء جميع الاخوة المسؤولين واتفقت الاراء على اختيار محمد مهدي عاكف مرشدا عاما للاخوان المسلمين». وقالت مصادر اخوانية مطلعة ان الاعلان الرسمي عن اختيار عاكف مرشدا عاما للاخوان، الذي أعلنت عنه الجماعة في بيان لها، جاء بعد اجتماع حضره جميع اعضاء مكتب ارشاد الجماعة استمر لنحو ساعة، وعقب رفع آذان الظهر بمقر مكتب الجماعة الكائن في حي منيل الروضة بالقاهرة وقف القائم باعمال المرشد العام محمد هلال ليعلن على الجميع اختيار عاكف مرشدا عاما للجماعة داعيا الله ان يعينه على حمل هذه المسؤولية الجسيمة. وبدا لافتا ان الذي أم مكتب ارشاد الجماعة خلال صلاة الظهر امس الشيخ الازهري محمد عبد الله الخطيب حيث قام بدعاء القنوط ودعا للمرشد الجديد بالتوفيق. وجاء اعلان الاخوان عن تسمية المرشد العام للجماعة فيما كانت الجماعة لا تزال تتقبل واجب العزاء في مرشدها الراحل مأمون الهضيبي الذي توفي الخميس الماضي عن عمر يناهز 83 عاما، حيث زار وفد من اخوان السودان مكتب ارشاد الجماعة عقب دقائق من تسمية المرشد الجديد ليكونوا أول من قدم التهاني لعاكف على اختياره بينما كان ذهابهم محصورا في تقديم واجب العزاء.

ويأتي الاعلان السريع لتسمية المرشد الجديد للاخوان في محاولة من جانب الجماعة للتأكيد على عدم وجود خلافات أو صراعات داخل الجماعة حول المنصب في ظل تسرب معلومات سابقة عن وجود صراع بين جيل الحرس القديم وجيل الوسط، وعزز ذلك عدم وجود نائب للمرشد بعد امتناع المرشد الراحل مأمون الهضيبي عن تسمية نواب له في حياته، وهو الامر الذي اعتبره الكثيرون ايذانا بتوسيع دائرة الصراع. وحسب مصادر «الشرق الأوسط» جاء اختيار عاكف باجماع مكتب الارشاد العالمي للجماعة في وقت كانت تسود فيه تخوفات من وجود مطامع لدى التنظيم الدولي لاقتناص المنصب، غير ان صلات عاكف القوية مع اخوان الخارج وعمله لفترات طويلة في السعودية والمانيا كان كفيلا بقبول الجميع لترشيحه، وهو الامر الذي قبل به جيل الوسط رغم طموحاتهم في المنصب في محاولات لهم لتجديد سياسات وتوجهات الجماعة خلال المرحلة المقبلة بما يعني ان عاكف يعد منطقة وسطا بين صراع الحرس القديم وجيل الوسط والتنظيم الدولي.

وبذلك يكون عاكف المرشد السابع للجماعة التي اسسها حسن البنا عام 1928. ويعد ثالث اعضاء مكتب الارشاد من جيل الحرس القديم وهو أحد اشهر رموز الجماعة وتنظيمها الخاص السري، ثم تحولت افكاره بعد ذلك بفضل مرشد الاخوان الاسبق عمر التلمساني ليعد من اكثر اعضاء الجماعة الانفتاحيين رغم انتمائه لجيل الحرس الحديدي، وهو متزوج وله أربعة اولاد، وهو من مواليد مركز اجا بمحافظة الدقهلية (دلتا مصر) عام 1928 وقضى في السجن 20 عاما اذ خضع للمحاكمة عام 1954 في اطار المحاكمات التي جرت انذاك للاخوان بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر في ذلك العام. وقد صدر بحقه حكم بالاعدام لكنه خفف الى الاشغال الشاقة المؤبدة وخرج من السجن عام 1974 ضمن اطار عفو اصدره الرئيس المصري الراحل انور السادات عن قيادات الاخوان وعين مديرا عاما للشباب بوزارة التعمير.

وغادر عاكف مصر متوجها الى السعودية ومن ثم انتقل الى المانيا قبل ان يعود الى مصر ابان الثمانينات. ويعتبر احد مؤسسي التنظيم الدولي للاخوان، وفق مصادر مقربة من الجماعة. كما تمت محاكمته مرة اخرى امام القضاء العسكري عام 1996 حيث قضى ثلاث سنوات في السجن. وقال احد اعضاء مكتب الارشاد من التيار الاصلاحي ان اختيار حبيب «يعتبر نقلة جدية في صالح الاتجاه الليبرالي». واضاف رغم ان حبيب في الخامسة والستين الا انه «ينتمي الي جيل السبعينات» الذي يمثل التيار الاصلاحي داخل الاخوان.

وكانت انباء قد اشارت الايام الماضية الى ان اتفاقا تم بين قيادات الاخوان على انتخاب مرشد عام جديد من «الحرس القديم» على ان يتم اختيار نائب له من جيل الوسط الذي انضم للاخوان في السبعينات. ويعتبر عبد المنعم ابو الفتوح ومحمد حبيب وخيرت الشاطر من ابرز رموز التيار الاصلاحي، وفقا لما اكدته مصادر مقربة من الجماعة. وتعلن جماعة الاخوان المسلمين، التي تغض السلطات النظر عن نشاطها رغم كونها محظورة منذ عام 1954، انها تسعى الى اقامة دولة اسلامية لكنها تؤكد انها تنبذ العنف. وتنشط الجماعة في النقابات والجامعات والمساجد حيث تقدم خدمات اجتماعية عدة من خلال هذه الهيئات. وكثيرا ما يلقى القبض على اعضاء الحركة الذين يحال بعضهم الى المحاكم العادية او الاستثنائية. وللاخوان اكبر كتلة معارضة في البرلمان المصري حيث يمثلها 16 نائبا من 454 عضوا في مجلس الشعب. وقد انتخب نواب الجماعة كمستقلين بسبب عدم تمتع الحركة بوضع قانوني.

وفيما انهت الجماعة الجدل الدائر بشأن اسم المرشد الجديد فإن اختيار نائب أو نواب للمرشد العام للجماعة يعد أمرا أكثر صعوبة حاليا، لرغبة جهات كثيرة في احتفاظها بالمنصب املا في الوصول مستقبلا الى موقع المرشد العام، ويأتي على رأسهم جيل الحرس القديم الذي يرغب في السيطرة على كل المناصب وجيل الوسط الذي يسعى للحصول على فرص قيادية داخل الجماعة اضافة الى التنظيم الدولي الذي حاول اكثر من مرة طرح اسم المرشد العام للتدويل.