بيرنز يبحث مع مبارك الحوار الاستراتيجي بين مصر وأميركا وقضايا العراق والسلام والسودان وليبيا

TT

في ختام زيارته للقاهرة التقى أمس وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، الرئيس المصري حسني مبارك في مقر رئاسة الجمهورية بضاحية مصر الجديدة بحضور وزير الخارجية أحمد ماهر والسفير الاميركي بالقاهرة ديفيد وولش.

ووصف بيرنز المقابلة بأنها مثمرة للغاية، وقال انه أكد للرئيس مبارك الأهمية التي يوليها الرئيس الاميركي جورج بوش للشراكة بين مصر والولايات المتحدة وهو ما انعكس على القضايا التي جرت مناقشتها خلال هذا اللقاء. وأعرب بيرنز عن أمله في ان يستعيد العراق السيطرة على زمام الامور فيما يتعلق باعادة اعمار البلاد طبقا لما يراه الشعب العراقي واضاف انه جرى خلال المقابلة بحث طريقة استئناف المباحثات الفلسطينية ـ الاسرائيلية وفقا لما نصت عليه خريطة الطريق. معربا عن تقدير الولايات المتحدة لجهود الرئيس مبارك ومصر من خلال العمل مع الجانبين للعودة الى مائدة المفاوضات.

والتقى بيرنز خلال زيارته للقاهرة وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ورئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

وقال وليام بيرنز الذي يقوم بجولة في المنطقة يزور خلالها أيضا العراق والكويت، ان المناقشات الايجابية والمثمرة مع الرئيس مبارك تناولت أيضا تطورات الأوضاع في المنطقة والوضع في السودان وليبيا والمصالح المشتركة بين الولايات المتحدة ومصر ازاء تشجيع الخطوات المتعلقة بالاصلاح الاقتصادي في المنطقة وكذلك افاق الديمقراطية فيها، مضيفا ان المباحثات عكست اهمية الشراكة بين البلدين. وردا على سؤال حول نوع الحوار الاستراتيجي بين البلدين والذي سيبدأ خلال زيارة الرئيس المصري للولايات المتحدة، قال بيرنز ان اللقاء تناول ايضا مناقشة هذا الموضوع وكيفية بناء هذا الحوار. كما ان الحوار يمثل آلية للوصول الى المكتسبات التي يمكن ان يجنيها الطرفان من خلال الشراكة بينهما وهو ما سيبدأ خلال زيارة الرئيس مبارك المقبله لواشنطن لبدء مثل هذا الحوار.

وقال وليام بيرنز ان الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة سيتضمن أيضا الكثير من القضايا المتعلقة بالتغيرات في المنطقة وكذلك العلاقات الثنائية بين البلدين والمسائل الأمنية آخذين في الاعتبار الجهود التي بذلت من قبل في هذا الشأن. واعتبر الحوار الاستراتيجي بين مصر وأميركا آلية جديدة للتعاون بين البلدين لادارة علاقة البلدين التي وصفها بأنها مهمة. وبشأن القلق الذي يثيره الجدار الفاصل الذي تقيمه اسرائيل.

وحول تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني باعلان دولة فلسطينية واعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون باتخاذ خطوات احادية الجانب في حالة فشل المفاوضات مع الفلسطينيين، قال بيرنز ان «الولايات المتحدة تعارض تلك التصريحات التي صرح بها كلا الجانبين كما تعارض اي شيء من شأنه ان يعرض المفاوضات المستقبلية للخطر».

من ناحية اخرى قال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر عقب لقاء بيرنز للرئيس مبارك، ان رسالة الرئيس جورج بوش الى مبارك التي سلمها له بيرنز، تتضمن تقديرا لدور مصر في المنطقة والجهود التي تبذلها من أجل تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وقال ان «لقاء الرئيس مبارك مع بيرنز تناول ايضا العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية، بالاضافة الى الاستعداد للاعلان رسميا عن انطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين».

وأضاف ماهر ان البلدين سينتهزان زيارة الرئيس مبارك القادمة لواشنطن لوضع الاطار الذي يحدد الحوار لتكون هناك اتصالات مستمرة للتشاور واطلاع كل طرف على مواقف الطرف الآخر.

واستطرد ماهر «هذا الحوار ليس معناه أن الطرفين اتفقا على كل الأمور، وانما هو يهدف لأن يكون كل طرف على بينة بمواقف الطرف الآخر».

وأوضح ان هذا الحوار سيكون برئاسة وزيري خارجية البلدين وتحت مظلة الرئيسين مبارك وبوش وستنبثق عنه لقاءات للخبراء من البلدين في مجالات معينة للمناقشة ورفع التقارير الى وزير الخارجية. وأوضح ماهر ان الحوار الاستراتيجي بين البلدين سيكون شاملا لجميع الموضوعات الثنائية والاقليمية والدولية.

وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية ـ الاميركية قال ماهر انها علاقات قوية وتتضمن ملفات يتفق الجانبان عليها وملفات أخرى معلقة، وقد تحدث بيرنز خلال اللقاء عن رغبة اميركية في الانتهاء من هذه الموضوعات المعلقة، مشيرا الى اللقاءات التي تجرى بين مسؤولي البلدين من خلال السفارات والزيارات المتبادلة.

واشار ماهر الى أن لقاء الرئيس مبارك مع بيرنز تناول ايضا تطورات الأوضاع في السودان وما تحقق من تقدم على طريق السلام بعد سنوات من المعاناة.

وتناول ماهر الدور المصري تجاه السودان وكذلك المشاركة في اللجان التي ستشكل في منتصف المرحلة الانتقالية لتقييم ما تحقق. وقال ماهر ان اللقاء تناول أيضا التطورات الجارية في ليبيا وايران بشأن تعاملهما مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وما ابدته سورية من استعداد لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل وفقا للمرجعيات الدولية.