الجزائر: مدني يكشف اليوم مبادرته وحزب أويحيى يرفض مطالب تنحيته قبل الانتخابات

TT

من المقرر ان يكشف زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية عباسي مدني اليوم عن مبادرته، التي كان اعلن عنها نهاية العام الماضي، لحل الأزمة الجزائرية. وأكد مسؤول كبير في «الإنقاذ» لـ«الشرق الأوسط» أمس ان الشيخ عباسي سيكشف عن مبادرته «الشخصية»، مؤكداً انه لم يطلع عليها. وسيتحدث عباسي في مؤتمر صحافي يعقده اليوم في الدوحة، التي يقيم فيها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن مبادرته التي قال انها «تقع في صفحتين تحفظ الجزائر والمنطقة من آفات سيصبح التحكم فيها مستحيلا مثل تفاقم ظاهرة الهجرة». ورأى مدني ان «الأزمة الجزائرية وصلت الى درجة من التعفن بحيث ان النظام الذي افرزها بأخطائه على مدى اربعين عاما بات عاجزا عن حلها»، مضيفاً ان الجزائر «تقف الآن أمام احتمالين لا ثالث لهما; إما الصوملة بينما أطراف النظام في حالة تمزق، أو ان يجتمع الجزائريون حول مخرج تقدمه لهم المبادرة».

وكان زعيم الحزب المحظور في الجزائر قد أعلن أواخر السنة الماضية انه قدم مبادرة الى شخصيات سياسية في الجزائر تتعلق بحل الأزمة.

ويأتي الكشف عن مبادرة عباسي في وقت تستفحل فيه الأزمة الأخرى بين الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني علي بن فليس والمنشقين عنه الموالين للرئيس عبد العزيز بوتفليقة على خلفية كسب تأييد الحزب في الانتخابات الرئاسية المقررة الربيع المقبل. وقال عباسي انه لا يدعم «ايا من الطرفين»، معتبرا ان الانتخابات الرئاسية المقبلة «ملهاة وتضييع للجهد والوقت وتزيد في تعفن الازمة»، مؤكدا ان البديل سيكون في مبادرته. إلى ذلك، استنكر التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يرأسه رئيس الحكومة الجزائرية احمد اويحيى، امس ما طالبت به 11 شخصية سياسية برحيل الحكومة كشرط لنزاهة الانتخابات المقبلة.

وقال التجمع في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إن أشخاصا يرغبون في الوصول إلى أعلى هرم الحكم وأداء اليمين الدستورية، ينطلقون اليوم في مسارهم التحالفي غير الطبيعي ليتنكروا بذلك للدستور في مطالبهم المتعلقة برحيل الحكومة». وأضاف أن الشخصيات الداعية لتغيير الحكومة قبل الانتخابات «لم تلتق من قبل للتنديد بالمجازر التي عانى منها الشعب الجزائري، وها هي تجتمع اليوم من أجل مناورة سياسية». وكان اويحيى قد اعلن قبل شهر دعمه لاعادة انتخاب بوتفليقة.

ومن جانبه، صرح عبد العزيز بلخادم، وزير الخارجية والمنسق العام للحركة «التصحيحية» لجبهة التحرير امس ان تاريخ «المؤتمر التصحيحي» سيكون خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر. وفي تصريح للصحافة على هامش لقاء حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، اشار بلخادم الى أن الدعوة لحضور المؤتمر التصحيحي موجهة إلى جميع قيادات الحزب من وزراء ونواب وإطارات سابقة بمن فيهم بن فليس، مشدداً على أن «الذين يتغيبون يتحملون مسؤولياتهم أمام التاريخ».