الأمير عبد الله: السعودية لن تسمح لأحد بالوقوف في وجه نهجها الإصلاحي المدروس المتدرج ولا تريد التعرض لحرية الرأي المسؤولة

TT

شدد الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي على أن بلاده لن تسمح لأحد بأن يقف في وجه نهجها الإصلاحي المدروس المتدرج، وأنها لا تود التعرض لحرية الرأي المسؤولة، ودعا المواطنين الى التحلي بالحكمة وتجنب ركوب الموجة وشهوة الظهور.

جاء ذلك في الكلمة التي وجهها الأمير عبد الله بن عبد العزيز الى المواطنين بمناسبة انتهاء فعاليات الملتقى الثاني للحوار الوطني الذي انعقد في مكة المكرمة نهاية الشهر الماضي.

وأستهل الأمير عبد الله كلمته بقوله "يسعدني أن أتحدث إليكم بعد انتهاء اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري الذي انعقد في الآونة الأخيرة بجوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة وكان موضوعه "الغلو والاعتدال: رؤية منهجية شاملة"، لقد جسد هذا اللقاء روح الأخوة الإسلامية والوطنية وكان الحوار يدور في جو من المودة والاحترام المتبادل".

وأضاف "ان اللقاء بحث دراسات هامة أعدها المختصون من أهل الخبرة تعالج الغلو من كافة جوانبه، وانتهى اللقاء بتوصيات بناءة تدعم الوحدة الوطنية وتعزز قيم الحوار والاعتدال والتسامح، وسوف تلقى هذه التوصيات ما تستحقه من عناية الدولة. وإنني أتطلع إلى انعقاد اللقاء المقبل في رحاب المدينة المنورة مدينة نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليبحث موضوعين هامين هما التعليم والمرأة".

وأشار إلى "أن الحوار من حيث المبدأ ظاهرة إيجابية صحية إلا أننا يجب أن نحرص كل الحرص حتى لا تتحول النعمة إلى نقمة، وإن أي حوار لا يلتزم بمنهج الحوار وقواعده وآدابه يتحول إلى فوضى لا تغني ولا تسمن من جوع وتضر ولا تنفع".

وشدد ولي العهد السعودي على التذكير بـ"الوضع الخاص لهذا الوطن الغالي الذي جاء فضلا وكرما من رب العالمين عز وجل حين شرفنا بخدمة الحرمين الشريفين ورعاية الحجاج والمعتمرين وجعل المسلمين في كل مكان يتجهون إلى القبلة وجعل هذا الوطن قلب العالم الإسلامي". مبينا "أن أبناء هذا الوطن لا يحتاجون إلى من يعلمهم أمور الدين أو يزايد عليهم في أمور الدنيا فهم بحمد الله أبناء الفطرة السليمة توارثوا الدين الصحيح أبا عن جد وجيلا عن جيل. إن كل مواطن في هذا البلد مؤمن ومؤتمن حتى يثبت العكس ـ لا سمح الله ـ ولا مجال في مجتمع المؤمنين لمن يكفر أو يثير الفتنة". ولفت إلى انه" من ناحية أخرى يجب ألا يغيب عن ذهن أحد أن هذا الوطن لن يرضى أبدا أن يمس أحد كائنا من كان عقيدته الإسلامية باسم حرية الرأي أو بأي اسم آخر إن مجتمعنا يستمد كل مقومات وجوده من الدستور الإلهي الخالد القرآن الكريم والسنة المطهرة، وأي تعرض لهذا الدستور الإلهي يعني طعن الوطن في الصميم".

وأكد الامير عبد الله أن "الدولة ماضية في نهجها الإصلاحي المدروس المتدرج ولن تسمح لأحد بأن يقف في وجه الإصلاح سواء بالدعوة إلى الجمود والركود أو الدعوة إلى القفز في الظلام والمغامرة الطائشة"، مشيرا إلى أن "الدولة تدعو كل المواطنين الصالحين إلى أن يعملوا معها يدا بيد وفي كل ميدان لتحقيق الإصلاح المنشود، إلا أن الدولة لن تفتح المجال أمام من يريد بحجة الإصلاح أن يهدد وحدة الوطن أو يعكر السلام بين أبنائه".

وقال ايضا "انني أطلب من كل مواطن يود بحث الشؤون العامة أن يتحلى بالحكمة والاتزان وأن يتجنب ركوب الموجة وشهوة الظهور. إننا لا نود التعرض لحرية الرأي المسؤولة الواعية ولكننا في الوقت نفسه لن نترك سلامة الوطن ومستقبل أبنائه تحت رحمة المزايدين الذين يبدأون بالاستفزاز وينتهون بالمطالب التعسفية. إن الغلو مذموم سواء جاء من هذا الفريق أو ذاك والتطرف مكروه سواء كان مع هذا الموقف أو ذاك. إن السبيل القويم هو سبيل الوسطية التي لا تفرط والاعتدال الذي لا يميل".

واختتم الامير عبد الله كلمته بدعوة الجميع إلى المنهج الإسلامي قائلا "إنني أدعوكم جميعا وأدعو نفسي إلى هذا المنهج الإسلامي الحكيم، منهج الوسطية والاعتدال منهج القرآن الكريم ومنهج نبينا عليه الصلاة والسلام ولا يراودني أدنى شك في أنكم ستكونون كما عهدناكم دائما المواطنين الصالحين الصادقين الساعين إلى خدمة الدين والوطن بالصبر والعمل".