الكويت تبلغ بيكر استعدادها لخفض ديون العراق شرط موافقة مجلس الأمة

TT

ابدت الكويت امس تجاوبا مع مهمة المبعوث الاميركي الخاص بمسألة الديون العراقية جيمس بيكر، لكنها اشترطت موافقة مجلس الامة الكويتي لاسقاط ديونها على العراق.

ونقل رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى المبعوث الاميركي الذي التقاه امس في منزله في منطقة البدع، وجهة نظر الكويت التي تفيد بان اعادة اعمار العراق امر يهم كافة دول العالم لأنه يساعد على تحقيق الامن والاستقرار فى المنطقة، وان المساهمة في تخفيض الديون العراقية بشكل مؤثر سيتيح فرصة لاعادة بناء عراق حر ومزدهر. وشدد الشيخ صباح ان الكويت ستسعى مع بقية الدول الاخرى لتحقيق تخفيض مؤثر في الديون العراقية خلال هذا العام شرط ان يحظى ذلك بموافقة المؤسسات الدستورية. وقال ان الكويت على استعداد للبدء بالمفاوضات في هذا الشأن على ان تكون نتائج هذه المفاوضات مقبولة من قبل حكومة عراقية معترف بها دوليا. وشدد الشيخ صباح على ان مسألة الديون العراقية لا تشمل موضوع التعويضات الدولية، ما يعني ان الكويت ستتمسك بالمطالبة بالتعويضات التي اقرتها الامم المتحدة بسسب الخسائر التي نجمت عن الاحتلال العراق للكويت 1990.

وكان بيكر قد وصل الى الكويت امس حاملا معه موافقة قطر والامارات على اسقاط معظم ديونهما على العراق. ولقي المبعوث الاميركي ترحيبا حارا من المسؤولين الكويتيين الذين يذكرون بالتقدير والثناء مواقفه الصلبة اثناء الاحتلال العراقي لبلدهم، الا انه سمع منهم لهجة مختلفة عن تلك التي سمعها قبل ذلك في الدوحة وابوظبي حيث اكد له المسؤولون هناك تجاوبهم الكامل مع مطالبه.

وحسب مصادر مطلعة، فان الشيخ صباح ابلغ بيكر ان الامر في الكويت يخضع لاعتبارات غير موجودة في الدول الاخرى ومرتبطة اساسا بتركيبة السلطات، اذ ان لمجلس الامة كلمته في التصرف بالاموال العامة ولا يجوز اتخاذ اي قرار في هذا الشأن من دون العودة اليه.

واشارت المصادر الى ان الكويت ابدت حرصها البالغ على الوصول الى تسوية مقبولة لمسألة الديون، لكنها طالبت بمراعاة خصوصية وضعها والاخذ بعين الاعتبار ان ديون الكويت على العراق اكبر من اي دولة خليجية اخرى ولا يمكن اسقاطها كليا.

وتقدر ديون الامارات على العراق بحوالي4 مليارات دولار، وتتراوح ديون قطر في حدود نفس المبلغ، في حين تتراوح ديون الكويت بين 12 و15 مليار دولار.

ونقلت المصادر عن الشيخ صباح قوله ان الكويت كانت السباقة الى دعم العراق بعد سقوط النظام السابق وهي على استعداد لمواصلة دعم مسيرته الاعمارية الا ان مسألة الغاء الديون بالكامل تتطلب موافقة مجلس الامة.

وقد حرصت الكويت ايضا، خلال المباحثات مع بيكر وقبلها في الاتصالات الرسمية مع واشنطن، علي ربط موضوع الديون بموضوع التعويضات المقررة من الامم المتحدة نتيجة الخراب والتدمير والخسائر التي سببها الاحتلال العراقي عام 1990. وكان بيكر قد سلم الى الشيخ صباح خلال الاجتماع رسالة الى أمير الكويت الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح من الرئيس الاميركي جورج بوش تتضمن قبول دولة الكويت عضوا حليفا للولايات المتحدة خارج حلف شمال الاطلسي. وحضر الاجتماع وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح ووزير المالية محمود النوري وعدد من المسؤولين.

واستقبل بيكر في مبنى السفارة الاميركية في الكويت امس وزير المالية العراقي كامل الكيلاني ومحافظ البنك المركزي سنان الشبيبي وبحث معهما نتائج جولته المتعلقة بالديون العراقية الخارجية التي تقدر بحوالي 125 مليار دولار. ونقلت مصادر دبلوماسية عن بيكر قوله انه مرتاح لما حققه حتى الآن ويأمل بأن تنتهي مهمته بالوصول الى تسوية شاملة لهذه القضية. وتوجه بيكر بعد اختتام مباحثاته في الكويت الى السعودية لإجراء مباحثات مماثلة حول مسألة ديون السعودية على العراق المقدرة بـ28 مليار دولار.

وكان وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح قد صرح مطلع الشهر الجاري حول موقف الكويت ازاء مسألة الديون العراقية المستحقة قائلا ان الكويت تنظر الى هذه المسألة من جهتين: الديون العراقية والتعويض عن التدمير الذي نتج ازاء الاحتلال واللذان صدرت بشأنهما قرارات من مجلس الامن الدولي.