عشائر شمال العراق تتنافس على العائدات المجزية لحماية أنبوب النفط

TT

كركوك (العراق) ـ ا.ف. ب: تتنافس عشائر شمال العراق على العائدات المجزية التي تتلقاها عن حماية انبوب النفط في المنطقة التي تعرضت لعدد من الهجمات التخريبية منذ سقوط نظام صدام حسين في التاسع من ابريل (نيسان) 2003.

وتعتمد السلطات الجديدة في العراق بذلك نفس الطريقة التي كان يعتمدها نظام صدام حسين الذي عهد للعشائر بحماية انابيب النفط والغاز وخطوط الطاقة الكهربائية بعد سنة 1990.

واوضح احمد حسن الغثيث الموقع على عقد لحماية قسم من خط الانابيب يبلغ طوله 36 كلم وهو محاط بعشرين من وجهاء المنطقة «كل زعيم عشيرة مسؤول عن منطقة. ويتكون المتعاقدون من زعماء العشائر».

واضاف الغثيث زعيم قرية الرياض غرب كركوك والذي عاش في الولايات المتحدة من 1976 الى 1983 متحدثا بلغة انجليزية تشوبها لكنة اميركية «نقوم بتوظيف ما بين ستة الى سبعة حراس من كل قرية تقع على مسار الانبوب».

واشار الى ان هناك خمسة حراس في كل كيلومتر يتلقى كل واحد منهم 125 الف دينار عراقي (حوالي 90 دولارا) شهريا، وفق العقد الذي ابرمته شركة نفط الشمال التابعة لوزارة النفط العراقية.

وأوضح الغثيث «نعرف جماعتنا ومنطقتنا. واذا هاجم اي كان الانبوب نعرف من هو في اليوم التالي»، مشيرا الى ان «90 في المائة من منفذي الهجمات من المنطقة». وقال انه «قبل التحرير (سقوط النظام العراقي) لم يكن الانبوب في حاجة لحماية».

واضاف ان زعماء العشائر المسؤولين عن حماية الانبوب كانوا يحتالون على شركة نفط الشمال.

وقال «كان شيخ العشيرة يتلقى 60 الف دينار عراقي عن كل كيلومتر ويأخذ هو نصف المبلغ ويعطي النصف الاخر للحراس الذين لم يكن عددهم يزيد على 30 في حين يعلن للشركة ان عددهم 100».

ويرى الزعيم العشائري الذي استفادت عشيرته طويلا من هذه العقود الشيخ علي عواد المحوش، وهو احد زعماء قبيلة العبيد النافذة، ان النظام لم يتغير بهذا الصدد. واوضح انه حتى السبعينات «كان والدي هو الذي يبرم العقود، وبعد سنة 1990 استؤنفت» هذه الصيغة.

واضاف وهو يعلق على اختيار الشيخ القطيط «في السابق كان يحصل على العقد من يقدم ادنى عرض. اما الان فيحصل عليه من يملك علاقات افضل مع الاميركيين».

وتابع مبتسما «لكنه لا يمكننا ان نذكره بسوء فهو احد اقاربنا». ويؤكد الشيخ علي انه يشك في ان التلاعب الذي كان في ظل النظام السابق قد اختفى.

واطلقت القوات الاميركية في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي سراح زعيم عشائري نافذ في فرع اخر من عشيرة العبيد هو الشيخ حاتم العاصي العبيدي الذي كان وقع عقد حماية انبوب النفط الذي يربط بين كركوك ومصفاة بيجي.

واكتشف في قريته وجود معدات لصنع قنابل في الوقت الذي كان فيه الانبوب يتعرض باستمرار لهجمات.

وقبل اعتقاله قال الشيخ حاتم لوكالة الصحافة الفرنسية في اغسطس (آب) الماضي ان افراد عشيرته يمكن ان يكونوا وراء الهجمات بسبب قلة ما يدفع لهم ولتوظيف المزيد منهم.

وقال الشيخ علي ان «الشيخ حاتم اختلق هذا التبرير ليخفي حقيقة انه كان هدد افراد عشيرتنا الذين يرفضون بسط نفوذه في منطقة غير منطقته».

ويؤكد الغثيث الذي حصل على جزء من عقد الشيخ حاتم «لم يكن من المنطقة وجاء ليوقع عقدا مع شركة نفط الشمال لكن لم يكن لديه حراس» لحماية الانبوب.