القذافي يزور القاهرة بدعوة من مبارك بعد مباحثات أجراها وفد مصري رفيع لاحتواء التوتر مع ليبيا

TT

أبلغت مصادر مصرية وليبية «الشرق الأوسط»، أن الزعيم الليبي معمر القذافى قبل دعوة رسمية وجهها إليه الرئيس المصري حسنى مبارك لزيارة القاهرة وعقد قمة ثنائية تتناول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى البحث المشاريع المتعلقة بتطوير وإصلاح منظومة العمل العربي المشترك.

وتوقعت المصادر أن تعقد هذه القمة قبل الزيارة التي سيقوم بها الرئيس المصري حسني مبارك خلال الأسابيع المقبلة إلي الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن انعقاد القمة مؤشرا على تجاوز الطرفين لما وصفته بسحابة الصيف التي خيمت على الأجواء بين القاهرة وطرابلس مؤخرا. ونوهت المصادر إلى أن قيام الزعيم الليبي بأول زيارة رسمية له هذا العام إلي القاهرة جاء على أثر نجاح مهمة الوفد المصري رفيع المستوى الذي زار ليبيا أمس حاملا رسالة من مبارك إلى القذافي حول عدد من القضايا الثنائية والعربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، يضم صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني وزير الاعلام وأحمد ماهر وزير الخارجية والدكتور أسامه الباز المستشار السياسي للرئيس المصري.

وقال مسؤول مصري طلب عدم تعريفه ان الزيارة تتعلق بتساؤلات مصرية حول مدى التطور الذي شهدته العلاقات الليبية الأميركية من جهة والعلاقات الليبية الغربية من جهة أخرى في الآونة الأخيرة ومدى تأثيرها على مفهوم الأمن القومي المصري لكن مسؤولا ليبيا أعلن في المقابل لـ«الشرق الأوسط» أن الجانب الليبي طمأن القاهرة إلى عدم وجود أي نية لاستضافة قوات أميركية او بريطانية على الأراضي الليبية، مشيرا إلى ما نسب إلى سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي مؤخرا في هذا الصدد كان عاريا تماما عن الصحة وأكد ان التشاور مستمر بين الجانبين لتعزيز أمنهما المشترك في إطار ثنائي وبعيدا عن أية تدخلات خارجية.

وهذا هو أول وفد مصري عالي المستوى يقوم بزيارة عمل سريعة إلى العاصمة الليبية منذ تخلي السلطات الليبية بشكل مفاجئ الشهر الماضي عن امتلاك أسلحة الدمار الشامل وموافقتها على فتح منشآتها النووية والكيماوية لفرق تفتيش دولية بالإضافة إلى مفتشين من الولايات المتحدة وبريطانيا علما بان هذه الزيارة المفاجئة لم يسبق الإعلان عنها من قبل كما أنها تأتي بعد أقل من يومين على قيام مبعوث ليبي خاص بنقل رسالة لم يعرف فحواها إلى كبار المسؤولين المصريين تتعلق بالتوتر الذي خيم مؤخرا على علاقات القاهرة مع طرابلس وأعربت ليبيا عن استيائها لحملة الانتقادات واسعة النطاق التي وجهتها بعض الصحف المصرية للقرار المفاجئ الذي اتخذه الزعيم الليبي معمر القذافى بالتخلي طواعية عن أسلحة الدمار الشامل من دون التشاور مع مصر. وقدمت ليبيا شكوى رسمية إلي نقابة الصحافيين المصريين والى السلطات القضائية ضد 16 صحافيا يمثلون مختلف المؤسسات الصحافية المصرية انتقدوا القيادة الليبية متمثلة في العقيد معمر القذافي في مقالات نشرت مؤخرا.

وكان الأسبوع الأول من الشهر الحالي قد شهد تطبيق السلطات الليبية لقرار منع الرعايا المصريين من دخول أراضيها عبر منفذ السلوم الحدودي ما لم يكن بحوزتهم 350 دولارا (اكثر من 2500 جنيه مصري) أو عقد عمل أو تأشيرة إقامة أو متزوجا من ليبية أو مصرية متزوجة من ليبي، وردت مصر في المقابل بمنع دخول الليبيين عبر المنفذ دون تأشيرة مسبقة بينما ظل دخول مواطني البلدين دون تأشيرة ساريا في المطارات الموانئ البحرية وقالت المصادر إن الرئيس المصري وضع الزعيم القذافي في صورة الاتصالات التي يجريها مع عدد من الزعماء والقادة العرب حول أنسب الوسائل لتفعيل وإصلاح الهياكل الإدارية والمالية للجامعة العربية في إطار تعزيز منظومة العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي يتعرض لها النظام الإقليمي العربي.