مستشار ملك المغرب: على العالم العربي أن يجد جسرا بين مبادرات السلام الحالية ومبادرة الأمير عبد الله

TT

دعا اندريه أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، الى دمج مبادرتي السلام غير الرسميتين، مبادرة جنيف التي يضطلع بها الوزيران السابقان الفلسطيني ياسر عبد ربه والإسرائيلي يوسي بيلين ومبادرة الجامعي الفلسطيني ساري نسيبة والرئيس السابق لجهاز «شين بت» عامي أيالون. وقال أزولاي لـ«الشرق الأوسط»، التي التقته في باريس، إنه يتعين على العالم العربي أن «يجد جسرا» يربط بين مبادرات السلام الحالية ومبادرات السلام السابقة، وتحديدا مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز التي تبنتها قمة بيروت العربية من أجل تفعيل عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وكان بيلين وعبد ربه قد طلبا من وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان عندما التقياه يوم الاثنين الماضي بباريس أن يعمل على إيجاد تيار يحث الدول العربية على القيام بـ«بادرة ما» في اجتماع القمة العربية المنتظر في تونس في مارس (آذار) القادم من أجل التأثير على الرأي العام في إسرائيل والاراضي الفلسطينية والعالم العربي وتوفير المناخ المناسب لتنشيط عملية السلام.

ويرى أصحاب هذه المبادرة الذين يطالبون بحضور أوروبي أقوى في الشرق الأوسط ان قمة تونس يمكنها أن تساعد عملية السلام من غير أن يكون المطلوب منها تبني مبادرة جنيف.

ويعتبر مستشار الملك المغربي ان مبادرة جنيف كسرت «مجموعة من المحرمات» وجاءت بالبرهان الدامغ بإمكانية إيجاد حلول ومخارج لكل العقد القائمة «حيث كانت الحكومات والمجموعة الدولية قد اخفقت واعتبرت أن لا حلول لها».

وبعكس المتشائمين الذين يتساءلون عن المرحلة التي تلي مبادرة جنيف، فإن أزولاي يرد على ذلك بقوله إن هذه المبادرة نجحت في تحريك الرأي العام لأنها «بمثابة تجديد حقيقي قياسا بما سبقها لجهة أنها خطة تفصيلية، عقلانية ومسؤولة ولا تترك جانبا أو لمرحلة لاحقة أيا من القضايا الخلافية». وطالب أزولاي بان يتوفر لهذه الخطة «الدعم المؤسساتي والرسمي» رغم أنها صادرة عن المجتمع المدني وتتوجه إليه بالدرجة الأولى. و قال أزولاي: «علينا أن نسعى من أجل أن تجد هذه الخطة مكانها على الخريطة السياسية وحتى توفر لها المجموعة الدولية الدعم الذي تستحقه والوسائل الضرورية حتى تصبح حقيقة سياسية».

ويعلق مستشار ملك المغرب آمالا على المظاهرة المنتظرة في إسرائيل دعما لمبادرة جنيف في 24 من الشهر الجاري والتي من شأنها ايقاظ معسكر السلام في إسرائيل. ورغم أهمية تعبئة المجتمع المدني، فإن أزولاي الذي لعب دورا مهما في إنجاح منتدى باريس حول صدام الحضارات الذي شغل فيه النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي موقعا مركزيا، يعتبر أن «لا بديل أمام الولايات المتحدة والمجموعة الدولية عن توفير الاهتمام الكافي لوضع حد لهذا النزاع»، وأن هذا النوع من المبادرات يمكن أن يشجعها على السير في ذلك لأنه يرسم الحلول بما فيها القضايا التي كانت تبدو عصية على الحل.