9 ملايين دولار أنفقها مشروع بن باز الخيري على تزويج 4 آلاف شاب وفتاة خلال 4 أعوام

صالح الجبرين لـ«الشرق الوسط» : لجنة إصلاح ذات البين والتوفيق بين راغبي الزواج أحدث مشاريعنا

TT

تنشط في المجتمع السعودي مؤسسات وجمعيات خيرية أدخلت الكثير من المفاهيم والأفكار الجديدة، التي أعادت صياغة دور هذه الجمعيات بشكل يتناسب مع المتطلبات والاحتياجات الآنية لافراد المجتمع، وخرجت عن التقليدية والمألوف، لتنتج نوعاً جديداً مبتكراً من المخرجات الهامة. ومن هذه الجمعيات ما اهتم بمشاريع ولجان الزواج أو ما يطلق عليها في بعض مجتمعات الخليج بـ«صناديق الزواج»، مثل مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج في الرياض، الذي ساهم خلال خلال 4 أعوام فقط من تزويج نحو 4 آلاف شاب وفتاة. ولتسليط الضوء على هذا المشروع التقت «الشرق الاوسط» الشيخ صالح بن عبد العزيز الجبرين الأمين العام المساعد للمشروع.

* ما هو مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج؟

ـ مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج في الرياض، هو أحد مشاريع جمعية البر التي يرأس مجلس إدارتها الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، ويهدف الى تقديم إعانات مالية للمقبلين على الزواج، وعلاج المشاكل التي تتعرض لها الأسرة عبر تقصي أسبابها، تهيئة الجو العائلي السليم الذي يكفل للأسرة نشأة اجتماعية سليمة، توجيه الأسرة نحو مصادر السعادة الأسرية. ومن خلال تلك الاهداف الرئيسية للمشروع نجحنا في مد الجسور بيننا وبين جميع الجهات الحكومية والأهلية التي يمكنها المساعدة في الحد من الظواهر الاجتماعية التي يرغب الحد منها، ومن ذلك معاونة القضاة في محاكم الضمان والأنكحة لبحث العوامل المسببة للمنازعات الزوجية والعائلية، بالإضافة إلى القيام بالبحوث والدراسات المتصلة بالأسرة والتي تساعد على تحديد الإطار العام للخدمات اللازمة لها.

* ما الوسائل التي تتبعونها في تحقيق اهدافكم الاجتماعية؟ ـ تعتمد المؤسسة عدة اساليب لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي منها تقديم الإعانات المالية للمقبلين على الزواج، تقديم القروض من دون فائدة. كما نتبع ايضا أسلوباً علاجياً يقوم على دراسة الحالات التي تعرض علينا وبحث أسبابها وتشخيصها تشخيصاً دقيقاً والعمل على علاجها. وهناك ايضا أسلوب وقائي يتم تنفيذه ويقصد منه التوعية الاجتماعية والاستعانة بوسائل الإعلام المختلفة وإجراء البحوث والدراسات وعقد الندوات والمؤتمرات بهدف زيادة الوعي الأسري في المجتمع وتفادي المشاكل والمنازعات قبل وقوعها.

* كم بلغ عدد المستفيدين من خدمات المؤسسة؟

ـ ساهم المشروع في إعانة 3881 شاباً وفتاة على الزواج، حيث بلغ إجمالي المبالغ المدفوعة منذ منتصف أبريل (نيسان) 1999 وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) 2003 نحو 35 مليون ريال (9.3 مليون دولار).

* ما الخطوات التي تقدمونها لدعم تواصلكم مع راغبي الزواج وحل المشاكل الأسرية؟

ـ لدينا خدمة هاتف الاستشارات الأسرية، التي نشأت فكرتها لمواجهة المتغيرات السريعة والمؤثرات الشديدة التي يمر بها المجتمع اليوم وتركت بصماتها على دين وأخلاق وحياة كثير من الناس، مما نتج عن ذلك وجود مفاهيم خاطئة في طبيعة العلاقات الزوجية، وباتت مشكلة الطلاق التي زادت نسبتها وما نتج عنها من تفكك الأسر وهدم البيوت، ومن ثم انحراف الأولاد، وهذا الامر يؤرق المصلحين الذين يهدفون إلى استقرار الحياة الزوجية.

وساهمنا من خلال هذه الخدمة في حل المشكلات الأسريـة، حيث يتولى نخبة من الاختصاصين الرد من خلاله على ما يردهم من تساؤلات وإشكالات بالحلول المناسبة، وقد بلغ عدد المكالمات الواردة في هذا الشأن نحو 2200 مكالمة خلال الفترة من مايو (أيار) 2001 وحتى أكتوبر (تشرين الأول) 2003. كما نعمل على تكوين لجنة لإصلاح ذات البين، وهي لجنة تحت التأسيس حيث شكلت لجنة تقوم بدراسة وصياغة الأنظمة واللوائح التي تحكم عمل هذه اللجنة. ولدينا مشروع التوفيق بين الراغبين في الزواج، وهي لجنة تحت التأسيس ايضا.

* ما الفكرة الأساسية لمشروع التوفيق بين الراغبين في الزواج؟

ـ كان المجتمع السعودي في السابق محدوداً يتعارف فيه الناس بيسر وسهولة، تلتقي الأسر وتحل مشاكلها ذاتيا، الا انه ومع كثرة الناس واتساع المدن وتباعد الأحياء قلت فرص التعارف وأنشغل الناس في أمور الحياة، وبالطبع تقلصت وسائل اتصال افراد المجتمع. كل ذلك وغيره ساهم بانتشار كثير من المشاكل الأسرية التي هي في حاجة إلى العلاج، ومن ذلك مشكلة العنوسة.

من هنا جاءت فكرة انشاء مشروع «التوفيق بين الراغبين في الزواج» لتساهم في علاج هذه المشكلة والحد منها. وبالفعل جاءت موافقة أمير منطقة الرياض ورئيس المشروع بإنشاء لجنة تعنى بالتوفيق بين راغبي الزواج.

* ما الهدف من نشاطكم الملحوظ في عقد الندوات والدورات التثقيفية؟

ـ تساهم هذه الندوات في توسيع قاعدة المستفيدين من المشروع والتوعية الاجتماعية بأمور الأسرة سواء للأفراد أو المختصين حيث تعقد اللقاءات العالمية للحوار حول الأساليب المثلى في توعية المتزوجين.

* ما أبرز هذه الدورات؟

ـ أقام المشروع عدة دورات تدريبية في العلاقات الأسرية بقصد تلبية احتياجات الشباب في تعريفهم بكيفية تكوين الأسرة على أسس علمية عصرية وقد شملت الموضوعات التالية: الذكاء الوجداني في العلاقات الزوجية، مهارات النجاح العائلي وأسرار السعادة الزوجية، مهارات في تربية الأبناء، الطريق إلى القلوب، حتى لا تكون مشكلة، منطلقات التطوير الذاتي، وداعا للمشكلات الأسرية، والمبادئ الأساسية للتعامل مع الزوجين.

* كم يبلغ حجم الاقبال على مثل هذه الدورات؟ ـ بلغ عدد الدورات التي نفذها المشروع 16 دورة، وقد بلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 1200 من الرجال و500 من النساء، علما أن هذه الدورات تقام بالمجان ويمنح المشاركون شهادة حضور. كما نحن في صدد تقديم دورات تدريبية في الإصلاح الأسري لجميع فئات المجتمع المدني والعسكري الذكور والإناث من اجل المساهمة في التخفيف من المشكلات الأسرية.