الديمقراطيون والصحافة يفتحون النار على بوش ويتهمون سياسة إدارته بخلق «محور شر جديد»

TT

اتهم المعارضون الديمقراطيون ليلة الثلاثاء ـ الاربعاء الرئيس الاميركي جورج بوش بادخال الولايات المتحدة في عزلة دولية وخلق «محور شر جديد» عن طريق تبني ادارته سياساتها الحالية.

وفي ردها على خطاب حالة الاتحاد الذي القاه الرئيس الاميركي اول من امس، هاجمت رئيسة الديمقراطيين في مجلس النواب الاميركي، نانسي بيلوسي، التكلفة البشرية والمالية للغزو الاميركي للعراق العام الماضي. واشتدت الانتقادات المعارضة لبوش بشكل خاص مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقال ويزلي كلارك، احد مرشحي الرئاسة البارزين عن الحزب الديمقراطي، ان بوش خلق «محور شر جديدا» بعد عامين من ظهور تلك العبارة في خطاب حالة الاتحاد الذي القاه بوش سابقا لوصف الدول التي تشكل تهديدا على الولايات المتحدة (عراق صدام حسين وكوريا الشمالية وإيران).

وقال الجنرال المتقاعد في بيان له ان خطاب بوش «خلق محور شر من السياسات المالية التي تهدد مستقبلنا وسياسات خارجية تهدد أمننا وسياسات داخلية تضع اسرنا في المرتبة الاخيرة». وفي خطابه ركز الرئيس الاميركي على الحرب في العراق والحملة العالمية على الارهاب التي بدأت في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 على نيويورك وواشنطن.

وقالت بيلوسي ان بوش «تبنى سياسة خارجية تقضي بالتصرف بشكل منفرد تؤدي الى تركنا معزولين في الخارج وتسرق الموارد التي نحتاجها للتعليم والرعاية الصحية داخل البلاد».

واضافت ان الرئيس «قادنا الى حرب في العراق استنادا الى تأكيدات غير مثبتة لا تدعمها ادلة، واعتنق عقيدة متشددة لشن حرب وقائية، وهي العقيدة التي لم نشهد لها مثيلا في تاريخنا، واخفق الرئيس في بناء تحالف عالمي حقيقي».

ومضت تقول: «لذلك فإن دافعي الضرائب الاميركيين يتحملون معظم التكاليف التي تصل الى مبلغ خرافي هو 120 مليار دولار يزداد باستمرار. والاهم من ذلك هو ان القوات الاميركية تتحمل معظم الاصابات، فقد قتل 500 وجرح الالاف منهم في العراق».

وقالت بيلوسي: «يجب علينا كأمة ان نظهر عظمتنا وليس فقط قوتنا. يجب على اميركا ان تكون نورا للعالم وليس مجرد صاروخ، بدلا من عزل حلفائنا، فلنعمل معهم ومع المؤسسات الدولية حتى نستطيع معا منع انتشار اسلحة الدمار الشامل وابقائها بعيدا عن ايدي الارهابيين».

وأضافت «وبدلا من مليارات الدولارات التي تذهب الى عقود لا يتم طرحها في عطاءات تمنح لشركات لها علاقات سياسية مثل شركة هاليبرتون، وبدلا من الاصرار على الهيمنة الاميركية على العراق، فلنتقاسم العبء والمسؤولية مع الاخرين». وقالت ان الادارة الاميركية تخفق في مواجهة تحديات الارهاب الدولي، ودعت الى تفتيش جميع الحاويات التي تدخل الولايات المتحدة بدلا من تفتيش ما نسبته ثلاثة في المائة فقط حتى الان.

وشددت على «ضرورة تقليص فرص الحصول على اليورانيوم المخصب وغيره من المواد التي تستخدم في اسلحة الدمار الشامل بنسبة 100 في المائة، وخفض فرص وقوع هجوم ارهابي على احدى مدننا وليس تقليص الحريات المدنية لشعبنا هو الكفيل بأن يجعل الولايات المتحدة اكثر أمانا».

وقال ويزلي كلارك من جانبه ان بوش «ادار البيت الابيض خلف ابواب مغلقة، والتزاماته جميعها مجرد دخان ومرايا تهدف لاخفاء الحقيقة الواضحة وهي غياب اي خطط خاصة بمستقبلنا لديه. تلك الالتزامات لا تتعدى كونها مؤثرات خاصة تهدف الى اخفاء الحقيقة المحزنة وهي انه على مدى ثلاث سنوات ساعد جورج بوش فقط من يملكون الكثير واضر بمن يملكون القليل وتجاهل الذين بينهم».

ومن ناحيته شن توم داشل، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، هجوما على سياسات بوش الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية. وقال ان التخفيضات الضريبية الضخمة التي طبقتها ادارة بوش «ادت لهروب اقتصادي وللتعويض عن الثلاثة ملايين وظيفة التي فقدها القطاع الخاص». ولم يسلم الرئيس الأميركي من الصحافة. فقد قالت كبرى الصحف الاميركية امس انه اطلق حملة اعادة انتخابه للرئاسة بالقاء خطاب حالة الاتحاد الذي لم يشهد اي تغيير على سياساته وتجاهل تماما المسائل الجدية التي تواجه البلاد.

واعربت صحيفة «واشنطن بوست» عن صدمتها لاخفاق بعض اقتراحات الرئيس في معالجة عدد من اهم القضايا التي تواجه البلاد، وقالت: «كما في السابق، تجنب بوش التحديات المستقبلية في العراق ولم يتطرق الى التكلفة المحتملة للتغلب عليها. وكما في السابق فقد اقترح انفاق قدر اكبر من المال وجمع قدر اقل من الضرائب رغم الديون المتراكمة بسرعة على الحكومة».

اما صحيفة «نيويورك تايمز» فقالت في احد مقالين ان سياسته الخارجية « تسببت في توتر علاقات الولايات المتحدة مع باقي دول العالم» وفي الآخر ان سياسته الداخلية «تتلخص في حقيقة محزنة واحدة وهي ان اصراره على التخفيضات الهائلة في الضرائب لمصلحة الاثرياء تتسبب في حرمان البلاد من الاموال التي تحتاجها لمعالجة مشاكلها مما يهدد أمنها الاقتصادي على المدى البعيد».

وركزت الصحيفتان ايضا على اخفاق بوش في «تقديم شرح لادعاءاته الخاطئة والمبالغ فيها حول اسلحة الدمار الشامل في عراق صدام حسين».