منتدى دافوس: تشيني يدعو إيران لتحذو حذو السعودية ومصر في الإصلاح

خرازي يطالب أوروبا بالمساعدة في تحسين علاقات طهران وواشنطن

TT

دعا نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني أمس في دافوس الى تكثيف التعاون العالمي في مكافحة الارهاب. وقال تشيني في خطاب القاه في المنتدى الاقتصادي العالمي ان «الشعوب المتحضرة يجب ان تقوم بكل ما بوسعها للانتصار على الارهاب ووقف انتشار اسلحة الدمار الشامل». واضاف تشيني «علينا مواجهة هذه المخاطر معا»، مشيرا الى ان «التعاون بين حكوماتنا والمؤسسات الدولية الاكثر فاعلية هو اكبر اليوم مما كان عليه في الماضي».

وقال نائب الرئيس الاميركي «حين تفشل الدبلوماسية، علينا ان نكون مستعدين لمواجهة مسؤولياتنا وان نكون مصممين على اللجوء للقوة اذا لزم الامر». وعبر تشيني عن حزنه لان العالم تنبه للتهديد الارهابي بعد اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 التي اودت بحياة ثلاثة الاف شخص، ويواجه الان «شبكة عالمية متطورة» مصممة على اقتناء اسلحة نووية وبيولوجية وكيماوية.

من ناحية ثانية، دعا تشيني الدول الاوروبية الى المشاركة في الترويج للديمقراطية في العالم العربي وايران، وقال «يجب ان نواجه آيديولوجيات العنف في المصدر من خلال الترويج للديمقراطية في انحاء الشرق الاوسط الاكبر وما وراء ذلك». واضاف «استراتيجيتنا المستقبلية لارساء الحرية تلزمنا بدعم اولئك الذين يعملون ويضحون من اجل الاصلاحات في انحاء الشرق الاوسط الاكبر. اننا نحث اصدقاءنا وحلفاءنا الديمقراطيين في كل مكان وفي اوروبا بوجه خاص على الانضمام الينا في هذه الجهود». واضاف ان اوروبا والولايات المتحدة يجب ان تنضما الى تشجيع الحكومة الايرانية «للالتزام بالمطالب المشروعة للشعب الايراني» من اجل مزيد من الديمقراطية واحترام حقوق الانسان. واشار الى امثلة على جهود الاصلاح في عدد من الدول في الشرق الاوسط بينها السعودية ومصر، معبرا عن امله في ان يتبع نظام طهران «هذا المثال». وتحدث عن «دعوات متزايدة من اجل ديمقراطية حقيقية واحترام حقوق الانسان».

كما دعا تشيني الايرانيين الى «احترام تعهداتهم» بعدم امتلاك اسلحة نووية. وقال «من مصلحة الجميع التأكد ان الايرانيين يحترمون التعهدات التي قطعوها» بقبول عمليات تفتيش لمنشآتهم النووية. وتعليقا على الاتفاق مع طهران حول هذا الموضوع تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال ردا على اسئلة من الحضور، «يجب معرفة ما اذا كان ذلك سيعطي النتائج المرجوة». واكد ان ايران بذلت في الماضي «جهودا كبرى لصنع اسلحة ذرية». كما حث تشيني اوروبا على المساعدة في العمل من اجل ايجاد حل للصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني. وفي مسعى لاصلاح العلاقات على جانبي المحيط الاطلسي التي توترت نتيجة للنزاع المرير بشأن حرب العراق، وصف تشيني الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على الارهاب بعبارات شاملة أقل حدة لمواجهة الانتقادات بأن واشنطن تركز بطريقة ضيقة على الحلول العسكرية. ولم يظهر تشيني أي مؤشرات على التراجع عن العنصر الرئيسي في قضية الولايات المتحدة بشأن حرب العراق وبرامج ومخزونات الاسلحة غير التقليدية التي تزعم انها لدى العراق حتى بعد استقالة رئيس الفريق الاميركي للبحث عن هذه الاسلحة ديفيد كاي اول من امس وقوله ان هذه الاسلحة ليس لها أي وجود. وقال تشيني ان الولايات المتحدة لو لم تتحرك لكان العراق ما زال «يتحدى الامم المتحدة ويستخف ببعثتها». واضاف انه يتعين على الدول الديمقراطية في العالم ان تبعث «برسالة لا تخطئها العين» بأن «السعى لامتلاك اسلحة الدمار الشامل لا يؤدي الى العزلة فحسب وانما يحمل في طياته ايضا تكاليف باهظة». واضاف انه يوجد ما يدعوه الى التفاؤل بشأن مسار الاحداث العالمية بعد الانقسامات في العام الماضي في الفترة التي سبقت الحرب على العراق، مشيرا الى تبني دستور جديد في افغانستان وتخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان وقرار ليبيا التخلي عن برامج الاسلحة غير التقليدية. ونسب تشيني الفضل الى «الدبلوماسية الهادئة» في قرار ليبيا لكنه قال ان ذلك لقي دعما من عملية المانية ـ ايطالية ضبطت معدات نووية متجهة الى ليبيا والتصميم الاميركي الراسخ لمحاربة انتشار الاسلحة غير التقليدية.

وأقر تشيني بجهود اوروبا لمنع انتشار اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط وأكد مجددا التزام واشنطن بحلف شمال الاطلسي. وقال ان مستقبل حلف الاطلسي يقع خارج قلب اوروبا وحث اوروبا على تطوير قدراتها العسكرية في مجال الاسلحة بعيدة المدى. كما حث الاتحاد الاوروبي وهو يطور سياسته الدفاعية الخاصة به على عدم الابتعاد عن القوة العسكرية والنفوذ. وقال تشيني «اميركا تريد اوروبا قوية لاكبر درجة ممكنة. وبنفس القدر الذي يتعين علينا فيه الا نضغط عليكم للاختيار بين التزاماتكم الاوروبية والتزاماتكم عبر المحيط الاطلسي، يجب عليكم الا تقبلوا بأقل من القدرة العسكرية والنفوذ الذي تستحقه شعوبكم».

الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الايراني كمال خرازي ان الاتحاد الاوروبي يمكنه الاضطلاع بدور في تحسين العلاقات بين ايران والولايات المتحدة. واضاف خرازي الذي سئل خلال عشاء على هامش المنتدى الاقتصادي مساء اول من امس عما اذا كان باستطاعة الاوروبيين ان يضطلعوا بدور الوسيط بين طهران وواشنطن، فأجاب «بالتأكيد، يستطيع الاتحاد الاوروبي الاضطلاع بدور». وقال ان «الاوروبيين يستطيعون القيام بشيء ما. والاتحاد الاوروبي يستطيع تفهم ايران بشكل افضل لانه الاقرب اليها. وفي الوقت نفسه، يقيم علاقات جيدة جدا مع الولايات المتحدة». لكنه اوضح ان العلاقات مع الولايات المتحدة ومع الاتحاد الاوروبي امران مختلفان.

وقد قطعت الولايات المتحدة علاقاتها مع ايران بعد الثورة الاسلامية في 1979، وادرج الرئيس جورج بوش ايران التي يشتبه في انها تعد لامتلاك السلاح النووي في «محور الشر» مع العراق ايام صدام حسين وكوريا الشمالية. واعطت ايران تأكيدات العام الماضي على ان برنامجها النووي يقتصر على الاستخدام المدني وتعهدت بعد مفاوضات كثيفة مع الاتحاد الاوروبي بالسماح لعمليات تفتيش لمنشآتها من قبل فرق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي تطور آخر ذي صلة، التقى السناتور الاميركي الديمقراطي جوزف بيدن اول من امس خرازي، كما قال من واشنطن أحد مساعدي بيدن. ولم يحدد هذا المساعد المواضيع التي نوقشت في اللقاء. واضاف «لا اعرف كم امضيا معا من الوقت لكني استطيع ان اقول لكم انهما التقيا» في دافوس. وكان بيدن، المسؤول الثاني في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، التقى اخيرا السفير الايراني في الامم المتحدة جواد ظريف. وقال مساعد بيدن الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان «ادارة بوش على معرفة» بالجهود التي بدأها بيدن ونظيره الجمهوري تشاك هاغل منذ اشهر لاجراء اتصالات بمسؤولين ايرانيين.