الولايات المتحدة الأميركية مستعدة لقبول حل وسط بشأن مطالب السيستاني

عضو مجلس الحكم العراقي أحمد الجلبي في واشنطن: الانتخابات ممكنة.. اسعوا لجعلها ممكنة وستصبح ممكنة

TT

أظهرت الولايات المتحدة اول من امس استعدادها للبحث عن حل وسط بشأن موضوع الانتخابات في العراق استجابة للضغوط التي يفرضها المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني على الادارة المدنية الاميركية في العراق والذي يطالب باجراء انتخابات مباشرة، وذلك بحثّها الأمم المتحدة على ارسال فريق خاص الى العراق للنظر في امكانية اجراء الانتخابات بحلول منتصف العام الجاري.

ويأتي هذا التحول في الموقف الاميركي بسبب تنامي الشعور لدى ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بالحاجة الى اجراء تغييرات جوهرية على مخطط نقل السلطة والذي كان يقضي في صيغته الاصلية بأن تتم انتخابات محلية لاختيار مندوبين ينتخبون بدورهم ممثلين الى الجمعية الوطنية الانتقالية، والتي يفترض ان تعين حكومة جديدة تتولى ادارة السلطة.

وفي تحول لافت، دعا احمد الجلبي عضو مجلس الحكم العراقي اول من امس الى اجراء انتخابات مباشرة في العراق قبل موعد تسليم السلطة للعراقيين في يوليو (تموز) المقبل. وحث واشنطن على الموافقة على هذا المطلب الشعبي، واصفا خطتها لنقل السلطة بانها قد تزعزع استقرار العراق.

وقال الجلبي الذي تربطه علاقات وثيقة بادارة الرئيس جورج بوش ان الانتخابات ممكنة، معززا بذلك الضغوط على واشنطن كي تغير موقفها بعدم وجود وقت كاف لتنظيم انتخابات.

وحذر من ان البديل الذي تفضله واشنطن باجراء انتخابات غير مباشرة في مؤتمرات اقليمية سيؤدي الى عدم الاستقرار لانه قد يسفر عن زعماء ضعاف لا يمثلون الشعب.

وقال الجلبي امام مؤتمر لباحثين من معهد "انتربرايز انستتيوت" في واشنطن "الانتخابات ممكنة. اسعوا لجعلها ممكنة وستصبح ممكنة".

ووصف مسؤولون اميركيون دعوة الجلبي هذه بأنها تحول عن الخطة الاميركية التي صادق عليها مجلس الحكم الانتقالي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقال احد هؤلاء المسؤولين "عليك ابدا ألا تعض اليد التي تمتد لإطعامك".

وأكد هؤلاء المسؤولون ان كوفي انان الامين العام للامم المتحدة سيعلن يوم غد قراره بارسال فريق الى العراق بشأن اجراء الانتخابات. واكدوا دعم واشنطن لخطوة انان. واعربوا عن الامل ان تعلن الامم المتحدة ان اجراء انتخابات منتصف العام الجاري مسألة غير مناسبة.

وتعتزم الولايات المتحدة اعادة السيادة للعراقيين بحلول الاول من يوليو المقبل. وتريد ان تقوم مؤتمرات اقليمية بتعيين حكومة انتقالية ممهدة الطريق امام اجراء انتخابات عام 2005 .

وشهد العراق احتجاجات ضخمة قادتها الاغلبية الشيعية لرفض هذه الخطة والمطالبة بأن يختار العراقيون بانفسهم من يحكمهم.

وقاد السيستاني الاصوات المطالبة بانتخابات مباشرة. وصارت دعوته تحظى بدعم ضمني من قبل عدد متزايد من اعضاء مجلس الحكم الانتقالي.

ويطالب السيستاني بانتخاب مجلس تشريعي جديد في اجراء يمكن ان يعطي تمثيلا اكبر للشيعة.

وبعد ازدراء لدور المنظمة الدولية لعدم دعمها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق تريد واشنطن الآن ان تتولى الامم المتحدة انقاذ خطط نقل السلطة الى العراقيين بارسال فريق الى العراق ليحدد ما اذا كانت مطالب الانتخابات مجدية.

واعترف مسؤول بوزارة الخارجية الاميركية بأن الولايات المتحدة غيرت موقفها للتوصل لحل وسط في مواجهة الضغوط ضد الخطة التي تم الاتفاق عليها في 15 نوفمبر الماضي.

وبسبب الضغوط المتزايدة لاجراء انتخابات مباشرة في العراق فان الرئيس بوش يريد اتخاذ قرار سريع من الامم المتحدة بشأن ارسال فريق للعراق لبحث هذه القضية.

وانسحبت الامم المتحدة من العراق في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي بعد هجومين بالقنابل اديا الى مقتل 22 موظفا من بينهم سيرجيو فييرا دي ميلو رئيس البعثة.

وقال مسؤول اميركي ان كولن باول وزير الخارجية الاميركية اتصل هاتفيا بأنان لبحث التحول السياسي في العراق وان انان اشار الى مخاوف بشأن الامن في العراق والذي اعترف باول بانه مشكلة.

واضاف "هناك في حقيقة الامر تفهم لموقفه وحقيقة تأثر المنظمة بشدة لما حدث لدي ميلو".

والتقى بوش لفترة وجيزة الخميس الماضي مع الاخضر الابراهيمي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة السابق في افغانستان والذي تريد واشنطن ان يلعب دورا بارزا في التوصل الى تسوية لمأزق الدعوة الى الانتخابات.

والتقى الابراهيمي ايضا مع باول ومع كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي ولكنه لا يزال يبدي بعض التردد في الاستجابة للضغوط الاميركية للذهاب الى بغداد. ولم تخف ادارة بوش رغبتها في ان يرأس الابراهيمي اي بعثة من الامم المتحدة للعراق في المستقبل.

وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض "نتعشم الحصول على رد سريع من الامم المتحدة بشأن طلب مجلس الحكم (لتكليف الابراهيمي بمهمة الوساطة)".

وفي نيويورك، اعلنت الامم المتحدة اول من امس ان فريقا امنيا مؤلفا من عضوين وصل الى العراق للاتصال مع سلطات التحالف بشأن الضمانات الامنية الواجب توفرها لتسهيل عودة موظفي الامم المتحدة الدوليين في المستقبل.

ولكن متحدثا باسم الامم المتحدة قال ان هذا الفريق الذي تم اعداده قبل عدة اسابيع سينضم اليه موظفون امنيون آخرون سيقيمون مدى توفر الامن للبعثة الانتخابية.