وزير التربية العراقي: المناهج الدراسية لن يتدخل فيها أحد من الخارج

علاء العلوان لـ«الشرق الأوسط»: 80% من مدارسنا بحاجة إلى إعادة بناء وميزانية الوزارة لا تتعدى 700 مليون دولار

TT

عندما سقط نظام صدام حسين في التاسع من ابريل (نيسان) الماضي، قام اللصوص من اتباع النظام السابق بنهب واحراق 2700 مدرسة في عموم العراق، واضاف ذلك معاناة جديدة الى وزارة التربية التي كانت تعاني من مدارسها التي لم يقم النظام السابق باصلاحها او تطويرها طيلة ثلاثة عقود من الزمن.

ويقول وزير التربية الدكتور علاء الدين عبد الصاحب العلوان، ان العراق بحاجة الى بناء 4500 مدرسة واعادة تعمير اكثر من 12 الف بناية مدرسة، مشيرا الى ان ميزانية الوزارة لعام 2004 بلغت سبعمائة مليون دولار تذهب غالبيتها كرواتب ونفقات ادارية للوزارة.

جاء ذلك في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس مع وزير التربية العراقي الذي سخر من الدعايات الكاذبة التي قالت ان المناهج الدراسية سيتم اعدادها وطبعها في الولايات المتحدة، مؤكدا ان المناهج الدراسية العراقية لن يتدخل احد في اعدادها سوى العراقيين.

* هل حقيقة ان المناهج المدرسية سيتم اعدادها وطباعتها في الولايات المتحدة؟

ـ هذا خبر عار عن الصحة تماما، حتى الآن لم تتغير المناهج الدراسية، والمناهج والكتب المدرسية التي تدرس اليوم هي ذاتها التي كانت في السابق باستثناء اننا ازلنا كل الصور والمواضيع والافكار الدعائية للنظام السابق، كما ازلنا المواضيع التي تكرس الطائفية والتفرقة القومية والتي تسيء الى جيران العراق، وقد تمت طباعة الكتب المدرسية في العراق، ولشدة الازدحام وضيق الوقت تم طباعة بعض الكتب في مصر والاردن وسورية.

* هل هناك نية لتغيير هذه المناهج؟

ـ بالتأكيد، لكن هذه العملية صعبة ومعقدة، لقد بدأنا بمناقشة ورقة عمل «ملامح النظام التربوي الجديد»، حيث اعتبرنا فيها ان مسألة اصلاح المناهج من اولوياتنا ووفق معايير جديدة منها ان يكون هناك تحليل دقيق للوضع الحالي، وأن تكون المناهج عراقية 100% ولن نسمح لأي كان بالتدخل في شؤون مناهجنا. ان موضوع اعادة النظر في المناهج المدرسية يتعدى حدود وزارتنا ويتجاوزه الى ضرورة مشاركة اجتماعية وسياسية كبيرة، والهدف من ذلك هو الوصول الى حالة من الاجماع ودراسة الطريقة التي سنعتمدها في اعداد المناهج، وهذه مسألة سوف تأخذ الكثير من الوقت.

* وهل سيتم طباعة الكتب المدرسية في العراق؟

ـ بالتأكيد، لقد سمعت بعض الدعايات الكاذبة، وهذه الطروحات الرخيصة لها اهداف سياسية ضيقة، اقولها لك بصراحة لن يتدخل اي كان من خارج العراق باعداد وطباعة مناهجنا المدرسية، وليست هناك اية مشاركة خارجية في هذا الموضوع على الاطلاق.

* هل سيتم تطبيق قانون التعليم الالزامي في العراق؟

ـ التعليم الالزامي في العراق مستمر، وهناك تمسك كبير في هذا الموضوع، وكان القانون يطبق التعليم الالزامي لمن هم في السادسة من اعمارهم وسوف نجعله حتى سن التاسعة.

* وما مدى انتظام الطلاب في دراستهم في ظل الظروف الصعبة؟

ـ استطيع القول ان انتظام الدراسة جيد جدا، وعلى اقل تقدير فالدراسة منتظمة في المحافظات الاخرى غير بغداد. انتظام الطلبة في مدارسهم هذا العام افضل بكثير مما كان عليه في ظل النظام السابق، وبسبب الاوضاع الاقتصادية السيئة التي خلفها نظام صدام فان الكثير من الطلبة تسربوا من مدارسهم من اجل العمل في الاسواق او الورش كأيد عاملة رخيصة، والاحصائيات الدقيقة تقول ان نسبة عالية من الطلاب تسربوا ما بين عامي 2000 ـ 2002.

الآن انحسرت نسبة الطلبة المتسربين من المدارس، ففي العام الماضي بلغت نسبة التسرب في المدارس الابتدائية 25%، ونسبة تسرب الاناث في المناطق الريفية بلغت في العام الماضي 50%، اما اليوم فنشهد انتظام دوام الطلبة وحرصهم على الحضور الى مدارسهم. النظام التربوي السابق كان بائسا وتسبب في تسريب حتى المعلمين والمدرسين وليس الطلبة فحسب.

* هل تعتقدون ان اعداد المعلمين كافية للمدارس العراقية؟

ـ اعداد المعلمين كافية جدا حيث هناك مدرس ثانوية واحد لكل تسعة عشر طالبا، ومعلم ابتدائية لكل عشرين طالبا، وهذه نسبة ممتازة اذا ما قورنت حتى مع المدارس في الدول المتطورة، الى جانب ذلك هناك اعداد كبيرة من المعلمين الذين يريدون العودة الى وظائفهم بعد ان كانوا قد استقالوا منها سابقا.

* ما مدى جدارة الجهاز التعليمي الذي كان يتم اعداده حزبيا وليس علميا؟

ـ هذا صحيح ان كليات ومعاهد اعداد المعلمين او تأهيل المدرسين كانت لا تقبل الا البعثيين حتى ولو كانت معدلاتهم متدنية، يفترض ان يكون هناك تغيير جذري للجهاز التعليمي، ونحن الآن لا نستطيع اعداد معلمين جدد اذ لدينا 300 الف معلم، وكل ما سنفعله هو اعادة توجيههم وتدريبهم وفق خطط واساليب حديثة في مجالات طرق التدريس وموضوع تكنولوجيا المعلومات، والاهم من ذلك التأكيد على المواطنة وعلى القيم التي انتهكها النظام السابق مثل حقوق الانسان والحريات وعدم اشاعة الطائفية او العداء العرقي.

* وماذا عن الابنية المدرسية؟

ـ في العراق يوجد خمسة عشر الف بناية مدرسية وثمانية عشر الف مدرسة، حيث تشترك بعض المدارس بالابنية، من هذه المدارس هناك 2700 بناية تعرضت للنهب واحرقت، وهناك 80% من الابنية المتبقية بحاجة الى اعادة تعمير او تهديم بعضها واعادة بنائها من جديد كونها متهالكة ولم يتم صيانتها او اعمارها خلال الثلاثة عقود الماضية، علينا ان نخطو بسرعة في مجال اعادة اعمار المدارس، وفي خطتنا بناء 4500 مدرسة جديدة في عموم العراق، وترميم 1900 بناية، وسيبقى لدينا اكثر من 12 الف بناية بحاجة الى الصيانة الكاملة.

* سؤال أخير، ما هي ميزانية وزارة التربية؟

ـ كانت ميزانية الوزارة لعام 2004 تبلغ خمسمائة مليون دولار ثم تطورت لتصبح سبعمائة مليون دولار تذهب غالبيتها كرواتب او نفقات ادارية للوزارة، نحن بحاجة الى مساعدة من الدول المانحة لتنفيذ خطتنا بتطوير البنية التحتية للوزارة.