انفجار سيارة مفخخة في سامراء ومقتل جنديين أميركيين في الفلوجة

القوات الأميركية تعلن اعتقال «عنصرين مهمين» من المقربين لقادة تنظيم «القاعدة»

TT

قتل جنديان اميركيان امس في انفجار قنبلة في الفلوجة، وأدى انفجار سيارة مفخخة امام محكمة سامراء امس، غداة وصول بعثة ارتباط من الامم المتحدة الى العراق لتقييم الوضع الامني، الى مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 38 آخرين، وقتل شرطي وجرح آخر في الموصل، واعلن مسؤولون عسكريون اميركيون عن اعتقال عضوين مهمين من تنظيم «القاعدة»، احدهما من بين المقربين لعلي الزرقاوي والآخر مقرب لخالد شيخ محمد، ويعتقد ان لهما دورا في تنظيم اعمال التفجيرات في العراق.

وقال الجيش الاميركي ان جنديين اميركيين قتلا امس في هجوم بقنبلة كانت موضوعة على جانب الطريق اثناء مرور قافلة عسكرية اميركية قرب بلدة الفلوجة. واضاف الجيش في بيان انه يجري تحريات بشأن الهجوم. وبمقتل هذين الجنديين يكون قد قتل 509 جنود اميركيين في العراق بينهم 351 قتلوا في عمليات عسكرية منذ بدء الحرب في مارس (آذار).

وفي سامراء، قال العقيد حازم خضير جاسم ان «القنبلة كانت مخبأة في سيارة تويوتا كورولا بيضاء انفجرت امام المحكمة في وقت كان يشهد زحاما شديدا». واشار الى ان عدد الجرحى بين عناصر الشرطة العراقية لا يتعدى الستة، والى ان اصاباتهم غير خطرة». ووقع الانفجار على بعد عشرين مترا من مدخل المحكمة وتسبب في حدوث فجوة بعمق مترين في الطريق.

وقد تسببت قوة الانفجار في نقل سيارتين من مكانهما واستقرتا الواحدة فوق الاخرى في مكان آخر، بينما تم تدمير تسع سيارات اخرى. واقام جنود اميركيون وعناصر في شرطة الدفاع المدني العراقية طوقا امنيا حول المحكمة.

وقالت الكابتن جنيفر نايت من الكتيبة 720 في الشرطة العسكرية في موقع الانفجار ان بين المصابين سبعة جنود اميركيين يقومون بأعمال مدنية في البلدة واصابتهم شظايا زجاج متطاير. وذكرت ان جراحهم ليست خطيرة.

ووقع الانفجار لدى مرور دورية للشرطة العسكرية الاميركية امام المحكمة. وقال اللفتنانت الكسيس ماركس «كنا عائدين من دورية وكان الانفجار من القوة بحيث تسبب في خلخلة عربتنا المدرعة التي كانت على بعد 75 مترا من موقع الانفجار». واضاف «اصابت احدى الشظايا خوذة واحد من جنودنا».

غير ان مسؤول الامن في المجلس البلدي مجيد السامرائي اكد ان «الاعتداء كان يستهدف مستشارين قانونيين كان يفترض ان يجتمعوا في مقر المجلس البلدي الذي يقع بمحاذاة المحكمة». واضاف ان الاجتماع الذي كان مقررا ان يعقد الساعة العاشرة تم تأجيله الى منتصف النهار.

وقال المقدم احسان عبد الجبار من الدفاع المدني العراقي ان السيارة كانت «مفخخة بقنبلة موقوتة. ولم يكن هجوما انتحاريا». واضاف انه «تم ابطال مفعول قنبلة اخرى كانت في سيارة غير بعيد من المحكمة»، مشيرا الى «احتمال وجود سيارات اخرى في المدينة».

وقتل شرطي عراقي وجرح آخر امس في هجوم تعرضت له دوريتهم في الموصل وفق ما اعلن مسؤول الاعلام في الشرطة في هذه المدينة.

واوضح الملازم عبد الازل حازم «اطلق مجهولون النار من سيارة على شرطيين كانوا يقومون بدورية في سيارة بيك ـ آب في حي الوحدة. ورد رجال الشرطة لكن شرطيا قتل وجرح رقيب ونعتقد ان اثنين من المهاجمين اصيبا بجروح».

وتجاوز عدد القتلى من افراد الشرطة العراقية وقوة الدفاع المدني 600 عنصر منذ نهاية الحرب في مايو (ايار).

ووقعت هذه الهجمات غداة وصول ممثلين اثنين للأمم المتحدة الى العراق لتقويم الوضع الامني قبل عودة محتملة لهذه المنظمة الى العراق، كما تطالب به الولايات المتحدة لتفادي مأزق سياسي في العراق.

وتم تكليف مستشار عسكري وآخر متخصص في شؤون الامن في الامم المتحدة بمهمة «ارتباط» مع سلطة التحالف في العراق بقيادة الولايات المتحدة.

واعتبر دبلوماسي غربي انه في حال وصول الخبيرين الى خلاصة ايجابية بشأن الوضع الامني فان «بعثة لدراسة امكانية اجراء انتخابات مباشرة يطالب بها الشيعة يمكن ان تأتي في الايام القليلة القادمة».

وكانت الامم المتحدة سحبت موظفيها الاجانب من العراق بعد اعتداءين داميين استهدفا مقرها في اغسطس (آب) وسبتمبر (ايلول) الماضيين.

واعلن مسؤولون اميركيون اول من امس ان القوات الاميركية في العراق اعتقلت في عمليتين مختلفتين شخصا مقربا من الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي تتهمه واشنطن بانه وسيط بين العراق و«القاعدة»، وشخصا آخر يعتبر عنصرا مهما في تنظيم اسامة بن لادن.

واوضح مسؤول كبير طلب عدم الكشف عن هويته ان حسن جهل وهو باكستاني يعتبر مقاتلا قديما في «القاعدة» اعتقل الخميس الماضي في العراق، حيث كان يستعد لاعمال ارهابية مرتبطة بمتطرفين اسلاميين. واضاف «انه عنصر مهم جدا ويشارك منذ زمن طويل في عمليات للقاعدة وكذلك في ما يتعلق بتحركات اشخاص واموال. لديه شبكة واسعة من الاتصالات في العالم».

وباعتقاد الاميركيين فقد عمل الباكستاني في الماضي مع الرجل الثالث في «القاعدة» خالد شيخ محمد الذي اعتقل في مارس من السنة الماضية وكان له علاقات باشخاص متورطين في الاعتداءين على سفارتين اميركيتين في شرق افريقيا.

واوضح مسؤول كبير آخر طلب عدم كشف هويته ان حسان اليمني وهو قائد خلية للمجموعة الاسلامية الكردية «انصار الاسلام» في الفلوجة اعتقل في 15 يناير (كانون الثاني). واضاف انه «ارفع عضو في انصار الاسلام يعتقل حتى الآن». واضاف «هناك احتمال قوي ان يكون هذا الرجل قد شارك في بعض من الهجمات الكبيرة في العراق»، ولكنه امتنع عن تحديد اي الهجمات المقصودة.

وقد وضعت مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار للقبض على الزرقاوي. وهو اردني يشتبه في ان له علاقات مع مسؤولين عديدين في «القاعدة» ومع زعيم «انصار الاسلام». ويلاحق الزرقاوي في اطار التحقيق حول اغتيال لورنس فولي الدبلوماسي الاميركي الذي اغتيل في عمان في اكتوبر (تشرين الاول) 2002. ولم تقدم معلومات عن مكان الاعتقال وانشطة الخلية التي كان يقودها.

واعلن المصدر نفسه ان الزرقاوي، واسمه الحقيقي فاضل نزال الخلايلة لا يزال فارا.

وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اعلن قبل الحرب على العراق، ان وجود الزرقاوي في العراق دليل على العلاقات القائمة بين الرئيس العراقي صدام حسين ومسؤولين في «القاعدة».

ويقول الاميركيون ان الزرقاوي لجأ الى العراق بعد اجتياح افغانستان، حيث تلقى على ما يبدو علاجا طبيا. وتؤكد وزارة الخارجية الاميركية انه اقام علاقات مع زعيم «القاعدة» ومع سيف العدل الذي يعتبر الرجل الثالث في هذا التنظيم.