تفجير مقر الحزب الشيوعي في بغداد يجدد التذكير بمخاطر حرب التصفيات

TT

تعرض مقر الحزب الشيوعي العراقي في بغداد الى انفجار، في آخر الهجمات على المنظمات السياسية العراقية المشاركة في مجلس الحكم العراقي، مما ادى الى مقتل عضوين. الامر الذي جدد التذكير بمخاطر حرب التصفيات التي يشنها انصار النظام العراقي المخلوع ضد الاحزاب العراقية التي وجدت فسحة واسعة للتمتع بحرية العمل السياسي للمرة الاولى منذ اكثر من عقدين من الزمن. وفي شمال العراق، قتل طياران اميركيان عندما سقطت الهليكوبتر التي كانا يستقلاها وهي من طراز «كيوا وورير» خارج القيارة يوم الجمعة. ولم يعرف سبب الحادث، وهو الرابع الذي تتعرض له طائرة هليكوبتر اميركية، طبقا للمسؤولين العسكريين الاميركيين.

وقد وقع الانفجار في مقر الحزب الشيوعي بعد اجتماع انتهى حوالي الساعة السادسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي. والقتيلان من اعضاء الحزب بقيا في المكتب، ومن بينهم شخص سجن لمدة عشر سنوات في عهد صدام حسين لعضويته للحزب المحظور آنذاك.

وقال صبحي الجميلي عضو اللجنة المركزية ان الانفجار ادى الى تدمير المكان بالكامل وقتل رفيقين من الحزب.

وتنتشر في العاصمة العراقية الكثير من مقار الاحزاب السياسية التي تحيط بها اكياس الرمال، في اطار سعيها لضمان موقعها في عراق ما بعد صدام.

وبعض تلك الاحزاب جديدة مثل الحزب الشيوعي، وغيرها من الاحزاب الدينية هي احزاب جديدة قانونيا. وكان على العديد منها مواجهة الهجمات والاغتيالات التي اصبحت جزءا من المنظور السياسي في العراق.

ويقع مقر الحزب الشيوعي العراقي، في الطابق الثاني من مبنى عادي لا يلفت الانتباه، في بغداد، ولا يتفتش الحرس الزوار كما لا توجد الا حواجز امنية محدودة.

ويعمل الحزب بطريقة اسمية على الاقل مع الادارة المدنية الاميركية في العراق. ويذكر ان واحدا من اعضائه عضو في مجلس الحكم العراقي. وتشمل عضوية الحزب عددا من المسلمين من مختلف الطوائف، وان كان يغلب عليهم الشيعة، وكذلك المسيحيون المتدينون، فضلا عن العلمانيين الذين يدافعون عن فصل الدين عن الدولة. ويؤكد الحزب على وحدة العراق، حيث تضم عضويته وقياداته عراقيين من مختلف مناطق العراق، بما فيها كردستان.

ويتمتع الحزب بأهمية كبرى في تاريخ العراق، فقد ساعد على قيادة الاحتجاجات ضد الاستعمار البريطاني كما ساهم في القضاء على الملكية في عام 1958، وفي الثمانينات ساعد الاكراد في شمال العراق في تمردهم ضد صدام.

ولعب الشيوعيون العراقيون دورا بارزا في اقامة الجمهورية العراقية الأولى، ولكنهم عانوا من معظم العهود السياسية التي حرمتهم من العمل السياسي واعتقلت قادتهم وتولت تصفية العديد منهم.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)